أيام أهداني الأستاذ خالد علوكا مشكوراً نسخة من كتابه (أفكار وآراء هادفة), فعلاً عنوانٌ صحيح لكتاب صريح ضم أراء غزيرةً شتى في مختلف فروع المعرفة المعتقدية وغير المعتقدية, مُقيّما وناقداً إياها بموجب نظرته هو نحو تلك الآراء, ولنا أيضاً آراء مُتباينةً رافضة لمعظمها, فكل المقتبسات عن فلان أو علان من العلماء والمفكرين هي ليست مقدسة بل أنها نظرتهم الخاصة إلى هذا الموضوع الخيالي أو تلك مثل قول فرويد: الأبناء قتلوا أباهم فندموا فقدسوه فأصبح إلهاً….) كلامٌ سخيف ومثله كثير, إنه كتاب غنيٌّ بالمعاني وخلطٌ كبير في الآراء .
في ص 18 يقول الدين بحسب آفستا, مشتق من أسم بنت إسمها دينا فأصبحت دينهم …. كلامٌ أسخف, دين هي معنى ولغة كورديةـ فارسية بصيغة مصدر الفعل ديت/ دين ديتن أي رؤية طريقة خلق الكون وفهم الطبيعة, في نفس الصفحة يقول بما أن الله ليس له دين محدد لأنه كالشمس يُوزّع خيره دون تمييز, وهذا غير صحيح مطلقاً هذه هي نظرة الئيزديين فقط فهي عندنا ديندارا رب العالمين توزع نورها بغير تمييز, لكن في الحديث هي تشرق من بين قرني الشيطان وهي مصدر الشر في الإسلام, في نفس الصفحة فرويد يقول أن الدين البدائي ناتج مرض نفسي, وهذا تفسير خاطئ الدين البدائي والمتطور ناتج عن منفعة بكل صورها بدأت أولاً عند الحيوانات البدائية التي شعرت أن الشمس تدفّئها وتمدها بالحيوية وتمكنها من رؤية طعامها, ثم تطورت المعتقدات ومُثّلت في آلهة متعددة لا تحصى تخص المنفعة في حياة الإنسان المتطور حتى أصبح الدين منفعة مالية صرفة فوجدنا الخليفة الأول أبابكر يُعتبر كل من لا يدفع الزكاة مرتداً كافراً وإن شهد الشهادتين.
في ص43 يقول بوجود التناسخ في المسيحية وبعض المذاهب الشيعية . نقول لا توجد في المسيحية ولا في الإسلام بل في المذاهب الشيعية الساسانية ذوي الأصول الزرادشتية ولا تناسخ في غير الدين الساساني, والتناسخ أو القيامة كلاهما إعتقاد بشري في مصير الروح بعد الوفاة وليست بالضرورة حقيقة علمية, ولا أحد قد تمكن من البرهنة العلمية على ماهية الروح سوى أنها الطاقة الحيوية المتولدة من تفاعل الأوكسجين بالغذاء في جسم الكائن الحي تنطفئ بنفاذ الأوكسجين أو الوقود فيموت المخلوق الحي….. أين يذهب اللهب عندما تنطفئ الشمعة ؟ أجب على هذا السؤال ستعرف مصير الروح بعد الموت .
في ص45 يقول أن الله في زبوني مكسور وضع الخير والشر والليل والنهار … بين يدي الملائكة وهذا غير صحيح إطلاقاً لا يوجد ذكر للملائكة فيه . وفي ص54 يقول (أن المعتقدات الدينية موجودة منذ أكثر من مائة ألف عام) نعم بل وقبل ملايين السنين قبل أن يتطور الإنسان إلى الطور البشري العاقل, لكن دين الإنسان المتطور ونشوء العبادات لم تكن قبل الثورة الزراعية أي 12 ألف سنة قبل الميلاد وفي شمال العراق بالذات.
في معرض تفسير معنى زمزم ص58 يقول إنه إسم علم مُؤنث ويسهب ويطنب في تفاسير شتى محاولاً الإبتعاد عن المعنى الصحيح الذي أوضحناه في كتاب فرهنك لالش ومقالات سابقة كثيرة وهي أنها كلمة كوردية حية بلهجة الشبك زم زميَ أي الأرض المنقوعة المشبعة بالماء حفرها سابور الثاني الساساني في 350 م عندما عطش جنده في صحراء مقفرة ففتشوا في الوديان فعثروا على أرض مشبعة بالماء فحفروا فيها وإستخرجوا الماء وأصبحت مصدرا للماء هناك فتطورت إلى نقطة تجارية . ولا علاقة لهاجر بالموضوع تاريخياً هي توجهت إلى مصر وطُردت قبل ولادة إبنها, ولم ير إبراهيم الخليل وجهها ولا وجه إسماعيل أبداً حتى بعد وفاة سارة تزوج من قطورة ولم يستعدها, وبحسب التوراة إنتشرت ذريته في بلاد شور أي جنوب خان يونس شمال سيناء, وحديثنا عن هذا الموضوع هو من الإملاء الإسلامي بحذافيره ولا يحوي ذرةً من الحقيقة.
في ص65 يُسمي عيد بيلندة بأنه عيد الميلاد وهو قد سبق الميلا بآلاف السنين, عيد زراعي متعدد الشعائر بمناسبة إرتفاع الشمس والتأكد من إستدارتها في 1 ديَماه المصادف 21 ك ميلاد الشمس ميهر بحسب الإنترنت الفارسي …
في ص68 يركز على نيسان وهو إسم سرياني لا علاقة له بالتركية ولا العربية ولما كان موقعه المناخي هو إنتهاء البرد فهو عيد الفرح والبركة والرخاء والعام الجديد والسرور لدى جميع شعوب المنطقة, وهي لا علاقة له بالسرصال الذي سبق جميع التقاويم وعد الاشهر بل هو مقرر في منتصف الربيع والإنتهاء من البرد وفي هذا التوقيت يصادف شهر نيسان الأجنبي الذي لجأ إليه الئيزديون بعد تكفيرهم ومحو تقويمهم و تراثهم الكوردي.
في ص 70 يخلط في اللغة واللغط باحثاً عن لغة الله المفروض أن لا تكون له لغة لأنه لا يوجد له ند يتكلم معه بل هو يفهم جميع لغات البشر وهو ليس لديه آلة الكلام (اللسان) فهو في إعتقادنا ليس بهيكل الإنسان وأعضائه .
في ص74 يتناول موضوع ترجمة وتفسير الأقوال فيشيد بالجهود في ترجمة أو تفسير النصوص مثل المرحوم حسو أمريكو في قول براهيم خليل والمرحوم أحمد ملا خليل واصفاً إياه بالبارع وهو لا يعلم أنه كان بارعاً في التاريخ الئيزدي الكوردي الفارسي فقط ولا يعلم أنه وصف الدين الئيزدي بأنه ليس ديناً إنما نحلة إسلامية تطورت على يد الشيخ عدي بن مسافر الصوفي الذي لا علاقة له بالدين الئيزدي, ثم يقول إنها جهود فردية غير كافية, متجاهلاً تماما كتابنا المنتظر 2 في تفسير الأقوال المهمة والذي صدر في 2016 ونشر على موقع بحزاني وقد أعيد طبعه بتوسع أكبر الآن وهو بين يديه اليوم, لكن بدلاً من ذك يُضيف: (لقطع الطريق أمام بعض التفسيرات والتأويل المزاجي من قبل أبناء جلدتنا ) تشخيصاً كتابنا المنشور في2022 وهو تعليق وتفسير للجلوة ومصحف رش, لكنه يرفضهما ويشدد على إنكارهما لأنهما ليسا على مزاجه, وهما بين يدي القراء منذ 70 عاماً وكل ما فيهما متواتر معترف به ومثبت في نصوصنا الدينية وبشكل أكثر إصراراً وصراحة, لكن مع الأسف لا هو ولا غيره يمكنهم من طمس أوإخفاء الحقائق التاريخية, وكتابنا في التفسير وهو الوحيد من نوعه ومتوفر الآن وأنا أحتكم القراء فيه.
في 75 نقطة رائعة يقول فيها: (لسد النقص لدى النشطاء والوفود الأيزيدية في المحافل الدولية وفي المكتبات العراقية والدولية عن ماهية هذه الديانة وكيف لها المقاومة البقاء) وهذا هو هدفنا بالذات وأنا على يقين تام لو حدث تعريف حقيقي تام وشامل لهذا الدين الطبيعي الشمساني لأصبح دين العالم كله قبل مضي قرنين من الزمان لأن الأديان المشهورة قد ثبت بطلانها علمياً, وبالعلم تأكد صحة دين الشمس الطبيعي فلا حياة ولا ديمومة بدونها بينما يمكن الإستغناء عن غيرها.
ثم يصف ديننا بالصوفية فيقول : (ولكن يبدو أن الأديان الصوفية ونحن جزءٌ منها, لا ترغب الرد على منتقديها). ليست هناك أديان صوفية فدينهم هو الإسلام وهم أفراد مسلمون وإن كانوا منحرفين بميول شتى, علاقة الئيزديين بهم علاقة قومية فهم كلهم من أصول ساسانية عدا الأمويون الذين إنسلخوا عن الإسلام والعروبة بعد سقوط دولتهم في 132 هـ مباشرة وإلتحقوا بالجبال كبقية الداسنيين الزرادشتيين الذين إعتبروا كفرة, هؤلاء الزرادشتيون الذين فرض عليهم الإسلام بالسيف حتى ترسّخ فيهم بعد أجيال, إكتشفوا تناقضاته فقفزوا على الدين للإتصال مباشرة مع الله وبإختلاف الأشكال والطرق وهم تحت الحكم العباسي الداعشي يرفض إسلامهم بشدة ويعمل فيهم السيف بتهمة الزندقة, لكن هذا السيف قد تخفف بعد سطوة الأتراك والسلاجقة فتنشّط الصوفيون في بلاد الداسنيين طولاً وعرضاً لأنهم وجدوا فيها أمناً على أرواحهم بعيداً عن الحكم العباسي المنهار, لكن الداسنيين لم يُؤمنو بذرة من إسلامهم المشوّه, وكل من يدعي الصوفية يقر إسلامه دون أدنى شك, وطبيعي أنّ الإديان غير المعترف بها في القرآن لا يُمكن أن تظهر نفسها ولا أن ترد على منتقديها إلا في السنوات الأخيرة بعد سقوط صدام .
في81 (الشر هو مثل البرد تشعر به عندما تغيب حرارة الشمس أو الظلمة عندما يغيب نور الشمس ) هذا هو كلام زرادشت وليس كلام إلبرت فأضاف إليه الله الذي هو مجهول الهوية حضوره وغيابه سيان, وبسبب ذلك فإن إله الخير والشر في الزردشتية إسمهما مشتق من الشمس وليس من الله :هور شمس بالكوردية و(مز) خير بالكوردية أيضاً و (من) هو فقدان مز إذن هو الشر فهما قوتان متضادتان (هورمز وهورمن), وقد قدمنا تفصيلاً مماثلاً في هذا الموضوع في كتاب المنتظر1
حاجي علو
30 /5 /2024
شكرا لاي نقد لكتابي ولي شخصيا لانه يقوى النقد البناء المبني على المصادر والوثائق وليس المزاج ، وكل ماذكرته في كتابي هو من مصادر موثقة ويغرق الاخ علو في رده علىي وفي ص 18 يرد في تعريفي للدين من دئنا التي تعني الضمير والوجدان ولكن ان تصف ذلك بالسخف فهذا يقلل من مكانتك لان الكلمة السوقية مبتذلة وعليك بالرد على افستا بهذا السخف كما تقول . وذكرت قول لفرويد عالم النفس الكبير لتقول عنه خاطئ طيب راسله بذلك لنرى علاج المرض النفسي الذي نشأ الدين من الخوف والسحر لو تغالط فرويدنا الايزيدي!!
وص43 يرد على قولي بوجود تناسخ في المسيحية ذكرت ذلك بناء على قول جورج حبيب في كتابه اليزيدية بقايا دين قديم وهو رجل مسيحي وادرى باهل مكة وليس زرداشتي او ساساني من جماعتك . ولاتنسى روحي رحماني نابت فاني.
وص45 يكذب الملائكة وقول زبوني مكسور ج/2 وهذا ليس بمنطق يارجل راجع كتاب صفحات من الادب الديني الايزيدي ل د.خليل جندي ج/1 سبقة 36 ص 166وللتاكد من القول فنحن لانمزح بالنص الديني وياغرابة مايسمى بالمثقف الايزيدي!!
وص 58 عن زم زم اخي نشرته بمصادر موثقة وليس من عندي وهي كلمة ليست عربية وربما فارسية او كوردية لان اصل الكورد من فارس كما قال محمدزكي امين
وص 65 يرد على عيد بيلندة اخي ان الكلمة تعني الارتفاع بالكوردي اي ارتفاع الشمس وزيادة دقائق اليوم بحماوة قادمة ويحتفل به ايضا الاقباط سنويا في 6/1 من كل عام .
وص68 يرد على شهر نيسان ليقول لا علاقة له بسرسال واذا تريد نغيره وفي الكوردي يعني نيشان اي علامة بدء خلق الكون واذا تريد نغيره الى اسم ساساسني او زرادشتي من جماعتك .
وعن ص70 يدرج كلمة لغط لرأي في لغة الله عمي لسنا جهلة بالمعني وكان الاجدر بك البحث السليم عن مصدر بالرد وليس بالمزاج الساساني . الله في نصوصنا الدينية بي هفال بي لون وبلا صوت ولا لحن ولاشكل له . فكيف يتكلم بلغة؟
وص75 يؤيد رأي بسد الفراغ الايزيدي في المحافل الدولية .
وص81 يرد على قول لانشتاين ويقول هذا كلام زرادشت ويكذب اينشتاين طيب اذكر مصدر القول الزرادشتي في ذلك وتكون ناجح في الرد والامتحان اما المزاج الزرادشتي الساساني في افضليتهم على الغير لاينفع.
لقد زرتنا لبعشيقة وحدث نقاش ايجابي واهديتني كتاب بحث قاموسي وحتى المنتظر عندي ولااريد ازيد الطين بله خاصة مع ايزيدي ازيدي لان يدة فاس الطبر من نفس الشجرة كما يقول المثل الكوردي وارجو الرد بمصادر حتى نستفاد وشكرا علي حال …وفي الاخير احيلك الى رابط نقد بناء لكتابي من مؤلف له اكثر من 200كتاب ويجيد اكثر من لغة والحليم تكفيه الاشارة .
الرابط: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=793113
تحية طيبة
أستاذي العزيز أنت أهديتني الكتاب لتقييمه وليس لوضعه على الرف وقد فعلنا ذلك بكل نزاهة وعلقنا على القليل جداً من النقاط مثل التناسخ, الأستاذ جورج حبيب المشكور لحبه للئيزديين أراد إيجاد مشتركات بيننا وبين المسيحيين فربما قد إدعى ذلك بحسب كلامك, لكن الحقيقة لا يوجد تناسخ الأرواح عند أيٍّ من الأديان الإبراهيمية هذا كلامٌ باطل والأستاذ جورج ليس إنساناً معصوماً, كذلك أينشتاين هو إقتبس كلامه من زرادشت صاحب مبدأ النور والظلام والسابق هو الأصل والتالي هو مقلد وقد أضاف إليه تشبيهاً صحيحاً ثانياً وأنا أضفت إليه عدة تشبيهات في كتابنا المنتظر 1 , وقد ترجم أهورمزدا إلى الله وهذا غير صحيح أهورمزدا يعني الشمس الخيرة وليس الله إذن فأينشتاين أيضاً ليس معصوماً
أما نيسان فهي كلمة آرامية لم تدخل المجتمع الداسني الميدي القديم قبل الغزو الآشوري في 920 قبل الملاد والسرصال قد سبق ذلك بكثير ليس أحدث من بداية الثورة الزراعية في شمال العراق 10 قبل الميلاد في أٌل تقدير, والسرسال قد تحدد في منتصف الربع بالتغيير المناخي وليس بالتقاويم التي لم تسبق العهد السومري3 آلاف قبل الميلاد بدليل عدم ثبوتها في يوم من الشهر بل في الٍبوع منتصف الربيع
اخي انا لم أقل ضع كتابي على الرف واضرب عليه بالدف… لكن حدث العاقل بما يعقل اذا كان غلطان جورج حبيب وانشتاين و غير معصومين طيب الانبياء لديهم العصمة وانت كيف تعصم الاخرين ولست بمعصوم…. ولله درك ؟!؟