* كردستان وتعريبية عبدالناصر  *-  وليد حاج عبدالقادر / دبي

 

 

في عودة – تقييمية – إلى سرديات حكومة الوحدة بين سورية ومصر – وحكم جمال عبدالناصر لابل وهيمنته الفظيعة استحواذا على القرار السوري بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، والموقف المتناقض لابل المبهم تماما من القضية الكردية ، فمن زاوية حادة صوب كردستان العراق وسعيه لإيجاد صيغة ما بين حكومة بغداد الأقرب الى الإرضاء منه للحل ! وبالتالي حزم الضغوطات الكبيرة في الجانب الآخر واقصد بها سورية ، وذلك الضغط الكبير الذي مورس على الشخصيات الكردية المؤثرة حينها في المجتمع الكردي ، وكذلك استهداف التنظيم السياسي ( الحزب الديمقراطي الكردستاني ) واعتقال مجموعة كبيرة من قيادات وكوادر البارتي ( د. نورالدين ظاظا والسيد عثمان صبري وكثيرون منهم الراحل والدي ) وكل هذه الاعتقالات والضغط الذي مورس ، والتي رافقها حزم من مشاريع استهدفت وبقوة في ترسيخ سياسة طوقت بهدف اساس وهو : العمل بحزم وكهدف فوري على نقل الصراع الكردي وإبعاده جذريا الى خارج ما سموه بالدول العربية وكانت تركيا هي الخيار الأهم مع قابلية تقديم اقصى دعم ممكن وكانت ممهداتها هي التسهيلات التي قدمتها حكومة الوحدة حيث افتتحت اذاعة كردية وأيضا قامت بتنشيط الرواق الكردي في الجامع الأزهر وقبول الطلبة الكرد فيها ، وبالمقابل نفذت حكومة الوحدة سياسة قمعية حيث ضغطت على الشخصيات الكردية المؤثرة في سعي لإقناعهم بنقل الصراع الكردي الى خارج ما سموه بالدول العربية مع وعود مؤكدة في تقديم كل أشكال الدعم الممكنة ولأجل هذا الهدف كانت هناك  ممهدات تجسدت في التسهيلات التي قدمتها حكومة القاهرة وبالتالي تواصلها مع حكومة عبدالسلام عارف بعد نجاح انقلابه وعودة الزعيم الكردستاني الملا مصطفى البرزاني ومن رافقوه الى الإتحاد السوفياتي بعد انهيار جمهورية مهاباد ، وايضا بالتوافق مع عبدالناصر ومن ثم قدومهم الى مصر ومنها الى العراق ، نعم ! علينا الإقرار بأنه كانت هناك دلائل عديدة بوجود خطوط هامة ، ولكن ظلت كل المهام والأمنيات تتمحور في أروقة أجهزة حكومة عبدالناصر وبذات الوقت كانت الخيوط منكشفة من حيث الهدف الأساس والذي حوط لابل وتجذر في غاية أساس وهو إحتواء الحركة الكردستانية والوصول بها الى دائرة الطوق والحصار والذي وصل في مرحلة ما الى تحالف عدواني بين تركيا والعراق وايران وسورية في مرحلة الإنفصال لمحاربة الثورة الكردستانية ، تلك العملية التي تسمت بفكي الكماشة وتطور هذا المخطط – داخل سورية ودخلت مرحلة التنفيذ العملي مع استلام حزب البعث السلطة في سورية يوم ٨ / ٣ / ١٩٦٣ ولتبدأ معها الإنكشافات الحقيقية والموقف من القضية الكردية ومعها تطبيق سياسات التطويق وايضا استمرار الحرب المشتركة التي شنتها دولتا العراق وسورية ضد الثورة الكردستانية .. اجل ان المشاريع التطويقية وبصيغها التعريبية مورست بعد تنفيذ التفاهمات التي ضمت كلها واخذت مسارها نحو التنفيذ وفق بنود – اتفاقية / معاهدة لوزان – وفي نطاقية خرائطها ، وعليه وفي العودة الى واقعنا الحالي فسنلاحظ بان مايتم في عفرين بعد سقوطها من بناء للمستوطنات هو تجسبد عملي لمشروع خطير جدا ، واستكمال عملي ممنهج والسكوت عنه يوازي بالضبط مشروع الحزام العربي وبخطه ذي العشرة كيلومترات وأكثر على طول خط الحدود ، وهو تنفيذ تطبيقي لكل التمهيدات النظرية التي تمت ووقعت كصكوك وكنتاج  لتوافقات عديدة بين النظام ومجاميع وضعت نفسها تحت تصرفها وكذلك هو تنشيط عملي – تنفيذي لذات المشروع الذي كان يتسرب ويخفت حول إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وموضوعة حق العودة بإسكانهم في المناطق الكردية وعفرين ما ولن تكون المنطقة الوحيدة .. مقايضات ومخططات عميقة تنفذ وهي تستهدف وجودنا وغيرنا لايزال لابل سيمررها تحت يافطة كما وبند الأمة الديمقراطية وبغطاء التقية وبالترافق مع تسعير ضجيج الخلاف على عدد الشهداء او حتى الذين تم تهريبهم من سجن غويران .. و : دعوني أتساءل بعفويتي الديركية وكواحدة من اكثر المناطق المستهدفة لتعريبها ، وذلك بدءا من قرية عين ديور وقسروك ووو فهل لها علاقة بذات الأمر ؟ كوني سمعتها وبصراحة وشفافية عن هذا المشروع من فلسطيني كان يعمل مراقبا لدى مكتب الحبوب بمدينة ديريك صيف ١٩٦٨ حيث أسر لي شخصيا بأنه كان هناك خيار لتوطيننا بمناطقكم وان ابي كان ضمن وفد إطلاعي وزاروا قرية ( حنيوية ) بريف ديريك وكذلك بجانبها ( وانك وسويديا جمي سفان وكرزرك وكاني بحن ) ولكنهم رفضوا ذلك مستذكرين ما حل بآبائهم في فلسطين ! ولكن هاهي الآن غالبية المشاريع تتمظهر وبأيسر السبل وأسهلها ، وسط تلذذ مؤدلج وتحت يافطة تشكيلة مشبعة ببهارات وتوابل ألان تورين البراديغمائي وبقايا المفهوم الذي لم يتمظهر وان عنون وبالبونط العريض بالأمة الديمقراطية ! اوليست هي ذاتها ما طرحه السيد عبدالله اوجلان فك الله اسره مع نبيل الملحم وكتابه المعنون ب – ستة ايام مع عبدالله اوجلان – إن لم تخني الذاكرة – غريب وعجيب فعلا ظاهرة بعض من التنظيمات التي ما ان تبتدئ حتى تكون شعاراتها واهدافها كراريس ومجلدات تحتاج ( عشرات البغال لتحملها ) و حين الجد يعجز اي قيادي فيهم ان يشرح ابسط ابجدياتها الآيديولوجية ، وهنا دعونا أن نهنئهم و نقول لهم : عليكم التلهي بالسفسطات الما وراء فكرية وتحت ذاتها اليافطات ضاعت عفرين و – سري كانيي – وظلت يافطات الأدلجة تتلولح والبراديغما ظنها كثيرون مجرد اعلان لمنتج جديد توقعوها لماهيات عديدة سواها العقد الفكرية والمنتهية الصلاحية ! وبكلمات واضحة وصريحة اقولها شخصيا : إطلعت على غالبية النظريات والمذاهب الفكرية ومن جملتها البراديغما التي هجرها آلان تورين . والآن وباختصار شديد ؟  لنبحث في جذر المسألة : النظرية التي تستطيع لابل تخلق ظروف التعايش مع كل القوميات التي اضطهدتها وتشحذ لها السلاح من جديد وطبعا على حساب بعثرة حقوقها وتحت يافطات مختلفة ، بالتأكيد سيبقى همها ان : يكون التأزم دائما سيد الموقف … فعلا !! هزلت ياجماعة … ومع ذاتها المهزلة ! نعم ! لنكن واقعيبن ؟! هناك رسائل تنقل عبر الهواء الطلق ورسائل من خلال الأسلاك ورسائل بالشفاه وبعضها تسلم باليد وحتى لانزعج الشاعر نزار قباني وعبدالحليم حافظ ، فهناك رسائل من تحت الماء .. ولكن !! هي المربعات والمكعبات والدوائر التي لابد لها ان تتفكفك !! .. يعني تنشيط التسويق ولكن على قاعدة بنيوية رصينة ! وهنا لابد من ان تنكشف بعض الخفايا المنتجة من آثار لربما كانت انعكاسا طبيعيا لمسلكيات عديدة تداخلت وتناقضت .. تبعثرت ولربما اندمجت ، وبالتأكيد افرزت سلوكيات لافردية فقط بل جمعية ، وهنا ساختصر واعود الى الموضوع بفكرته واتساءل ؟ هل ستؤثر العنجهية الإردوغانية بحق اجزاء كردستان الأخرى ؟ ام في مسلكية كرد كردستان تركيا المنومين كانوا عثمانيا وطوق بند الأسلمة وتغييبا قوميا الآن ؟ وتحت بند أخوة الشعوب ؟ وكم سيكون رائعا ألا  يتشطر احدهم فأنشطتهم لا تتجاوز نشاط أبسط مدينة في أية بقعة ! .. وهنا ؟ هل سيلتقط الخيرون داخل ب ي د تصريحات بعض من مسؤولي النظام الآن وكلامهم عن العسف الذي اعتبروها / عهدة عمرية / تتناسب طردا ومنسوب القمع من اعتقال وملاحقة ووو ليبق صورة النظام بعنصريته واستبداده الطف ؟! .. هل ستصل الرسالة متأخرة أم أن الأنقياء سيدركونها ؟! … أم ان القوة فوق القهرية ضبطتها مثل الزمبرك ؟! وعليه فإنه في النضال من أجل قضية مجتمعية وحقوق شعب ليست الوسائل العسكرية وحدها ناجعة إن لم تسبب في الأساس كنوع من اعاقتها في واقعنا العالمي الحالي ، بل أضحت الصرخة والملصق وقضايا المظاهرات والعصيانات المدنية وكل وسائل التعبير السلمي صداها ومفعولها أقوى تأثيرا ، ولولا ذلك لما سعى نظام الإستبداد في دمشق الى عسكرة الثورة السلمية ولما ارتعب كل الطغاة من وسائل الإحتجاج المدنية السلمية . نعم ! أن الخطأ وارد ولوﻻ اﻷخطاء ومعالجتها لما ارتقت اﻷمور الى الصواب مطلقا ومن هنا فلا أتفه من الخطأ وﻻ أخطر منه على القضية أية قضية !! سوى العارف بالخطأ و … المصفق لها – بهبل وجنون – وهو في قرارته مدرك بأنه انما يصغق ويشجع للإستمرار في الخطأ !! .. فماذا تسمونهم لهكذا انماط ، وبكل مصداقية اقول ! مهما استولدنا من عناوين او ابتكرنا من مصطلحات مثل الكردوغانية والقروجية اوالعمالة والتشبيح وما شابهها من تهم وأقاويل سترد أي قوة عنصرية غادرة هدفها فقط النيل من الشعب الكردي .. لنتسامى بعباراتنا ونشحذ هممنا ـ كرديا ـ فلا وقت لكيل الإتهامات ولنجعلها تنوع السلاح ـ كرديا ـ كما القناعات بمصطلحاتها وتعاريفها وذلك  لصون الوجود ورمي المخاوف من قبقبة حجل ضعيف النفس اومزبلة للتاريخ .. لنكن يدا واحدة و .. شئنا أم أبينا ،؟! أنه الدم الكردي وهو غال .. نعم غال جدا . اجل ؟! ساظل اتذكر ذاتها المقولة التي مازلت مؤمنا بها وها هي الأيام تؤكدها الآن : نعم ؟! هي الدول الغاصبة – او الملحقة بها وطن اسمه كردستان واعني بها : إيران وتركيا وسوريا والعراق هي كلها في أرزل مرحلة ! ونحن الكرد ماعدا كردستان العراق في أسوأها .. و .. بكل بساطة !! هلا تعمقنا في الإستخلاص ادناه ومما قاله غوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة : لا مشروع للأمم المتحدة في إرسال قوات أممية لتطبيق منطقة عازلة ! وتطبيق ذلك يجب موافقة مجلس الأمن ووفق 3 شروط : 1 – الحفاظ على وحدة الأراضي السورية  2 – ضمان أمن دول الجوار وخاصة تركيا 3 – الاعتراف بمكونات الجمهورية العربية السورية وضمان حقوقهم ..