بتلات الورد 2024- (3)- مراد سليمان علو

 

 

ـ أعرف كاتبا ويسمّي نفسه أحيانا ب(الباحث) وربما كان باحثا بالشأن الأيزيدي أيضا حاله حال العشرات من المعتوهين الذين نقرأ ترهاتهم. أو الأستاذ…الخ من الأسماء الرنانة والألقاب الفخمة. قرأت له منشورا في احدى منصات التواصل الاجتماعي (اتحفظ على اسمه، فأنا عادة أنتقد الظواهر الاجتماعية لا الأشخاص) وجدت في منشوره الذي لا يتجاوز الخمسة أسطر أخطاء وأغلاط كثيرة، ذهلت معها بحيث لا ينبغي لباحث كبير وجهبذ وعلامة مثله أن يرتكبها. هذا الرقيع قد أخرج كتبا بعدد أفلام عادل أمام، وهي بالتأكيد وعلى ذمتي لا تستحق أن يضيع المرء وقته في قراءتها.

لا أبا لكم، تطبعون لمثل هذا التافه هذا العدد من الكتب، والتي أغلبها نقل وأخطاء إملائية ونحوية. وترفضون أن تنشروا لي.. ولو كتابا واحدا.

 

ـ نشر السيد رئيس مركز لالش الثقافي صديقي الأستاذ سعيد ولات على صفحته في الفيسبوك قائلا:

“اعتزازنا كٲيزيديين بقوميتنا الكوردية ليس اكراما لسواد عيون أحد إنما نابع من معرفتنا التامة بأن الأيزيدياتي والكوردياتي (هكذا تكتب وليس كما كتبها هو) روحان في جسد واحد وهي حقيقة تأريخية لا يمكن الشك فيها أبدا”.

أود أن أسر بأذن صديقي رئيس مركز لالش الثقافي وأقول له:

“الأيزيديون مجتمعات متفرقة في بلدان الله الواسعة؛ عليه هم ينتمون لقوميات عدة ففيهم الكردي والعربي والأيزيدي.. الخ. ولا بأس في ذلك، أما بالنسبة للحقيقة التاريخية التي تتحدث عنها فمصطلح القومية حديث نسبيا، ولا يمكن الركون إليه في طرح مواضيع قومية ملت الناس منها. أم تراك متأثرا بمفهوم القومية العربية التي كان ينادي بها قادة ثورة التموزين.

 

ـ رحل عن عالمنا (الخلمتكار في لالش) شيخ ميرزا ختاري عن عمر قيل تجاوز الثلاثة وتسعون (93) عاما.

ترك هذا الرجل العظيم لنا إرثا غنيا، ولكن ما لا أفهمه هو أن يذكر البعض بأنه (أبرز حراس الثقافة الشفاهية الأيزيدية). لا شك أنه كان مؤثرا ولكن الأدب الديني الأيزيدي والفلكلور الأيزيدي وكذلك الثقافة الشفاهية، ليس حكرا على أحد، وليس لها حارس بل يجيدها معظم أفراد الشعب الأيزيدي في كل مكان. لشيخنا الجنة وبالتأكيد سيعود في دورة حياة قادمة إلى لالش ثانية فقد كان إيزيديا حرا. أرجو الابتعاد عن المصطلحات التي لا تفقهون معانيها وتلك التي يصعب على القارئ العادي التعامل معها وتعطي معنى فلسفيا بعيد عن الواقع.

 

ـ يقول المتنبي العظيم في بيت من احدى قصائده:

وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ … إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ.

ومن المفيد ـ بالنسبة لي على الأقل ـ أن أضيف قول للكاتب عبد اللطيف الفرحان الذي يقول ما في خاطري بكل وضوح:

“الكتابة عندي فرض كفاية، إذا كتب غيري وأجاد عن الموضوع، فلا أجد كتابتي الا تكرار. وبالتالي، فعزوفي عن الكتابة عنها ليس موقفا، بل ايمانا بأنه ليس لدي ما أضيفه لقضية واضحة ومحسومة صريحة. فالكتابة ليست أثبات موقف، بل إضفاء قيمة معرفية”.

أسير على هذا المذهب الأدبي، ولمن لا يقدر على قراءة ما بين السطور، فأنني أعني هنا التحدث والكتابة عن القومية التي أصبحت ما بين أقدام الاعبين ككرة من جلد تركل يمنة وتارة يسرى، وربما ركلها أحدهم للأعلى ليقضي على ملله.