قوة الديانة الئيزدية هي في طبيعيَّتها وخلوها من المعجزات الخُرافية التي لا تستند على شيء علمي, إنما الباطنية والأفكار الصوفية دخلت الدين الئيزدي الحديث تحت وطأة الأديان الإبراهيمية لستمئة عام خاصة الإسلام بسيفه المسلط فبرز منهم تصوُّف منحرف تسترت بهم الطوائف المضطهدة.
في ص88 مسكينو زارو كلمة عربية واضحة لا تحتاج إلى إطناب وغوص في اللغات والسومريات والبابليات ….عربية وجذورها مشتركة مع كافة اللغات السامية التي توزعت مفرداتها في كثير من اللغات الأخرى بسبب التأثير الديني, وزارو كوردية تعني البائس المثير للشفقة, تقريباً نفس المعنى, ترجمة الجملة بلاغياً تعني أيها الناسك المتعبّد, أيها الإنسان الضعيف…… وما إلى ذلك من معاني متشابهة .
في ص130 يذكر أن سموقان هي كلمة سومرية أصيلة إضافة إلى عدد كبير من الأسماء العربية والكوردية بضمنها (محو) وهو مختصر إسم محمد العربي بالكوردية ….. يقول أنّها كلها سومرية, والعشيرة السموقية يقول عنها إنها سومرية أًصيلة وهو لا يُميّز بين الآرامية والسومرية, (سموقة) ـ إن لم تكن قد تحورت من سماق المحصول الحامض الوفير في جبل السموقيين منطقة بارة, ـ هي كلمة آرامية آشورية حية حتى اليوم و تعني الأحمر . لقد أصبحت سومر فايروساً أصاب الكتبة الئيزديين, ماذا يعني لو كنا سومريين أو أراميين أو ميديين أو غيرهم من شعوب الأرض, كل يدعي أصلاً لا علاقة لنا بهم هذا هو (DNA) اللغة, الأعداد من 1 ـ 10 هو الذي يحدد لغة القوم وهويته, ثلاث من الأعداد السومرية تشبه التركية فهم مغول والأرامية بفروعها تشبه العربية فهم عرب والكوردية بالضبط فارسية إذن فهم فرس حتى الإله الفارسي هورمز هو إسم كوردي يعني الشمس الخير.
في ص180 يقول سميت ملائكة مشتقة من مالك العربية , ثم يقول أن أسماء الملائكة مستمدة من الزرادشتية …. وهذا غير صحيح, المفهوم هو من الزرادشتية زردشت أراد التوحيد ولم يقصد صنع الملائكة في مجتمع يؤمن بتعدد الآلهة ففرز الشمس هورمز كإله أوحد وبالنتيجة أصبحت الآلهة الأخرى هامشية دونه ثم مساعدة تنفذ أوامره ثم إجتهادات أخرى بين مختلف الشعوب ثم إعترف القرآن بالدين اليهودي وحارب الأديان الأخرى فثبتت الأسماء الآرامية اليهودية المشتقة من ملكوثة /السماء الفردوس, بانها كائنات سماوية في حضرة الله وهي المعروفة الآن بأسمائها الآرامية: (عزرائيل هو إسرائيل عبد أو إبن الله مطلق اليد يقتل ويذبح الناس دون إعتراض, جبرائيل جبار الله داود بن يسي الذي قتل جوليات جبار الفلسطينيين, ميكائيل شبه الله شمنائيل ـ شموئيل إسم الله ……. إلخ
في ص219 يذكر (تازة, تازي) وهما كلمتان مختلفتان جداً في المعنى, الأولى تعني طازج أو جديد, والثانية تعني عاري ببعض اللهجات الكوردية والفارسية كانوا يطلقونها على العرب لأنهم لم تكن لهم ملابس وحتى اليوم تازي تعني عربي بالفارسية, وفي الكوردية البهدينية تقلب ز إلى ز بثلاث نقاط ولما سيطرت الدولة الإسلامية العربية ولخوفنا الشديد منهم أصبحنا نطلقها على الئيزديين المستعربين فقط.
ثم يقول (أن آفستا لم تكن فارسية ….) نعم لم تكن فارسية اليوم, بالضبط كانت لغة هورمز الهورامانية الكوردية التي تشبه الفارسية وهي مشتقة من إسم الماء منسوبة لإله الماء إناهيتا صاحب يوم الجمعة (ئيني) المخصص للغسيل حتى اليوم (آف است)(آب است)(آو است)تعني إنه الماء (it is water) وبلهجات تكون الكينونة فتحة فتصبح آفستة/آفستا
في نفس الصفحة يذكر قصة ماشا وماشيانا وقد أثبت بذلك وجود قصص وآراء كثيرة بين الشعوب تختلف كثيراً عن آدم الأديان الإيراهيمية, ومنها قصة مشوهة للئيزديين في عدم الإنتساب لآدم , فنسجوا لهم قصة تحت الضغط الإسلامي مشتقة من آدمهم.
في ص319 تطرّق إلى كتاب الدكتورة عايدة بدر المعكوس في عنوانه (أثر الديانة الئيزدية في الديانة الزرادشتية), نقول إذا كان هو لا يعلم أن زرادشت قد سبق يزيد بن معاوية بكثير فالدكتورة عايدة تعلم وبكل تأكيد أن الدين الداسني المكفر لم يتسمَّ بالئيزدي قبل الشيخ حسن ودعوته بإسم يزيد, وأن الدين الداسني الزرادشتي هو الذي أثر في الدين الئيزدي, لكنها من دراسة زرادشت علمت أن المال هو عصب الحياة ومجاراةً لرأي الئيزديين قلبت العنوان فحصلت على درع لالش وملحقاته المالية, لكنها برَّأت ذمّتها بعبارتها: (بعض المثقفين أصبحوا يُؤثرون ذواتهم أو يدفنون حتى مقاصدهم وإن كان ذلك على حساب الدين) وهي تقصد المثقفين الئيزديين. .
و ما أثلج صدري في الكتاب ص336 هو نقده الشديد لمن يدعي أن لالش كان ديراً, صحيح أن الئيزديين يدعون ذلك تواتراً بسبب العهدة العمرية التي قطعها عمر بن الخطاب للمسيحيين بأن يحافظ على سلامة الأديرة التابعة لأهل الذمة المسيحيين عندما إجتاحت الجيوش العربية الإسلامية بلاد الساسان الداسنيين وحطمت معابدهم, فما كان من الداسنيين إلاّ أن يُسلّمو معابدهم للمسيحيين ويدعون أنها أديرة والكثير من سدنتهم تنصّروا للبقاء في معابدهم وخدمتها. في كتاب ألقوش عبر التاريخ للقس يوسف بابانا أكّد ضمناً أن العديد من المعابد الداسنية حُوِّلت إلى أديرة وبمساعدة المسلمين أثناء هجومهم الأول في منتصف القرن السابع الميلادي (640 إلى 650) فذكرها بالإسم أن مار هورمز الفارسي قد أسس دير مار هورمز في ألقوش وهو خطأ جسيم وخلط في المعاني, المعبد نفسه إسمه هورمزكًاه أي مكان أو معبد هورمز, وسادنه لم يكن فارسيّاً بل داسني كوردي سمّوهم فرساً, ومثله مار حنا الفارسي وإيشوع صبران أسسا ديراً في المكان الذي سكنه الشيخ عدي (لالش) ثم يوسف البوزاني ….ما بال هؤلاء الفرس يبنون أديرة في بلاد الهكار تزامناً مع الزحف الإسلامي على بلادهم وهم لم يعتنقوا المسيحية أبداً لا في بلادهم ولا في بلاد غيرهم ؟ وقد بقي لالش بيد أصحابه لأن العرب الغزاة لم يتغلغلوا في الجبال الوعرة بينما المعابد الزردشتية الداسنية في المناطق السهلة التي وصلها العرب إنتهت للمسيحيين مثل دير هورمز ومار متي ودير عوديشو ودير مار يونان حوله المسلمون إلى جامع النبي يونس فيما بعد ثم دمره داعش بعدما علموا منشأه الزرادشتي, ومعبد حضر الشمساني دمره العرب فوراً لأنه لم يُسلّم للمسيحيين قبل فوات الأوان, أما حنا ومار حنا اللذان ندّعيهما فما هما إلاّ مار حنا الفارسي الداسني إدعى هذا اللقب للحفاظ على سلامة المعبد. ومن الناحية الأركيولوجية ليس هناك أثر أو معلم في لالش يدل على أنه كان ديراً يوماً . أنظر الفصل الأول من كتابنا فرهنك لالش, ومن ألطاف القدر وحسن حظ الداسنيين, أنهم لم يضعو صليباً أو رمزاً مسيحياً على الباب الرئيسي للمعبد بل كتبوا عليه آية الكورسي تقيّةً وخوفاً من زوار السوء ان يخبروا عن معبد شمساني فيدمره المسلمون, هل وجدتم ديراً من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب كُتب عليه آية الكورسي ؟
الكتاب كبير والتعليق عليه لايقل عن حجمه, نكتفي بهذا القدر فشكراً على جهوده المبذولة في دراسة وكشف جوانب من تاريخنا وما يكتبه الآخرون عنا.
حاجي علو
6/6 /2024….
يا اسيد حاجي علو اشكرك كثير على كل معلوماتك و نطلب منك المذيد من المعلومات و لك التوفيق والنجاح
نحية طيبة
أشكرك على مرورك الكريم وأنا أتعهد أن لا أخفي شيئاً نكتشفه عن قرائنا الكرام