تخبطات السفيرة الأمريكية  الجديدة قبل أوانها – عبد الخالق الفلاح

لايمكن لاي انسان عراقي ان يقبل اي اساءة او تدخل في شؤون بلده وان القوى السياسية اليوم معنية بإبداء مواقفها  دون اهمال والرافضة لأي تجاوز من أي جهة كانت تجاه أي موقف او حدث معني في الشؤون الداخلية وحتى الخارجية التي تعني سيادة وطنهم ، ولاشك ان الهيئات الدبلوماسي مكلف بحترام عملها و وزارة الخارجية  العراق هي المسؤولة الأولى للتنبيه  أي إجراء مخطئ ومغاير للاتفاقات الدولية وميثاق الأمم المتحدة يقوم به أي عضو من أعضاء البعثات الدبلوماسية العاملة في السفارات الأجنبية على ارض الوطن وأين كان دون مجاملة .ان تصريحات السفيرة الامريكية الجديدة في بغداد تريسي جاكوبسون استفزازية بكل معاني الكلمة ولا يمكن السكوت عنها و تؤكد وجود نوايا جديدة للإدارة الامريكية يراد تنفيذها داخل العراق، ويوجب على  وزارة الخارجية ووزير الخارجية فؤاد حسين بيان وطنيتهم في عدم قبول  تقديم أوراقها قبل فوات الاوان ، لان هذه الشخصية لا تقل خطورة عن الينا رومانسي  السفيرة السابقة التي كانت تتحرك بين الأطراف السياسية لخدمة وتنفيذ اجندات واشنطن ودعم الإرهاب وضمان التواجد العسكري الأمريكي في العراق ، ولقد أكدت تريسي جاكوبسون امام مجلس الشيوخ الأمريكي مسبقاً نواياها تجاه العراق ومشروعها القادم الذي تروم تنفيذه بعد ان يتم الإعلان عنها كسفيرة رسمية لدى العراق، حيث أطلقت تصريحات ضد العراق وشعبه ومقاومته الإسلامية ضد القوات المحتلة سواء في العراق او المنطقة، إضافة الى انها قد اكدت ان قوات بلادها ستبقى متواجدة داخل العراق بحجة محاربة الإرهاب، على الرغم من ان الحكومة ومجلس النواب لهم موقفهم الذي يؤكد نهاية الإرهاب الداعشي وعدم الحاجة الى تواجد أي قوات اجنبية على الأراضي العراقية.

 ان زيارات السفراء  او التصريحات القائمين بالأعمال او الموظفين الإداريين محددة دون التنسيق مع وزارة خارجية واخذ الموافقات الاصولية في البلد المضيف  ويُعد مخالفة للأعراف والتقاليد الدبلوماسية والقانون الدولي و يجب على السفير أو القائم بالأعمال قبل القيام بأي لقاء أو زيارة رسمية أو غير رسمية أن يتقدّم “بإخبار مسبق” لوزارة خارجية البلد المضيف، وقد يتخذ الإخبار الرسمي أشكالاً مختلفة بحسب الأعراف في البلد وبحسب طبيعة العلاقات بين البلدين، خطيا وحضوريا قبل الاقدام بأي لقاء أو زيارة رسمية أو غير رسمية .

الممثل الدبلوماسي هو شخص طبيعي مهمته تمثيل دولته في الخارج ويكون مطابقا للشروط التي يحددها القانون الداخلي وقواعد القانون الدولي، هذه القواعد تخول له أن يكون ممثلا لدولته في الخارج وفي مقابل ذلك يكون له بعضا من الصلاحيات وتحدد له إطار مهمته التي يجب أن يلتزم بها، وتتمثل مهمته في تمثيل دولته أو بلاده في الخارج.

إن فشل التمثيل الدبلوماسي بالمساهمة في بناء وتطوير العلاقات الدبلوماسية باعتباره هي ضمن الأدوات الضامنة لإقرار السلام في العالم، يؤدي بلا شك إلى نتائج قد تكون كارثية اوعدم تجنب وإبعاد شبح الحروب التي تُفضي إلى نتائج مروعة بين دول العالم، وأثبتت التجارب الى  أن تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الدول في القانون الدولي، له مفعول إيجابي  إذا طبق بشكل سليم وحافظ العاملون بالحصانة الدبلوماسية التي يحملونها على مقايسها الواقعية و كان له الفضل في تجنب الكثير من الحروب ونزع فتيلها. وتسعى الى تحقيق هدفها الذي من خلاله ادى إلى تبيين الأهمية الكبيرة التي اكتسبها التمثيل الدبلوماسي في إسهامه لتطوير العلاقات الدبلوماسية بين الأمم والشعوب .

عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *