الحب هو ذلك الإحساس العاطفي الداخلي الذي يجعلك تشعر بالإعجاب والميل نحو الطرف الآخر، وسرعان ما تترجمه بعد ذلك إلى أفعال تظهر على الإنسان المُحب، ولا ينبغي أن نسمي حب من طرف واحد بحب انما اذا تم التبادل فيما بين لان الحب من طرف واحد يقال عنه “موت على قيد الحياة” أو “السائرون الموتى” هكذا هو الحب من طرف واحد رغم أنه أصدق حب في المقابل أيضاً، وأقسى شعور وأكثرها بشاعة..والحب المتبادل هو الأساس في أي علاقة سوية بين البشر مع بعضهم وهوينبوعُ الحياةِ الذي تفجرتْ من راحتيهِ سعــــادةُ الأكوانِ فكل من لديه مشاعر وأحاسيس وعواطف ينشد المحبة ، بلاشك يساعد ذلك على اكتشاف المرء لنفسه أكثر، فيظهر الشخص المحب قدرته على تقبّل الطرف الآخر، والصبر على مواقف الحياة معه، كما ويزيد من قدرته على التسامح، وتظهر ردود أفعاله التلقائية أمام من يحبه دون تصنّع، فمن خلال ما يقدمه الحب من انعكاس لشخصية ذلك الإنسان ، والمحبة هي من أهم سمات الوجود والحياة والتواصل والتفاعل والعطاء والبناء، فالإنسان إذا أحب شيئاً اهتم به ورعاه وقدره ، فمن يحب سلعة ما يسعى لاقتنائها، ومن يحب مكاناً معيناً يحدد له وقتاً للذهاب إليه، ومن يحب منطقة ما في بلد ما يسافر لها من وقت لآخر، ومن يحب فلاناً يزوره كلما سنحت له الفرصة ويدعوه بمناسباته الخاصة،كلنا لدينا الرغبة في أن نُحِب وأن نُحَب وعلينا ان نختبر مستويات مختلفة من الحب من الوالدين والإخوة والأصدقاء والآخرين ، وامل غالبيتنا أن نجد ذلك الشخص الفريد الذي يمكن أن نتشارك معه بمستوى من المحبة الأكثر عمقاً ،رغم أن الحب الحقيقي اكثر صعوبة في العثور عليه و أمراً قد يكون شديد الصعوبة في الكثير من مراحل الحياة ، وغالباً ما يكون من الصعب أيضاً أن نفهم السبب في ذلك ،
إن المحبة هيمن الصفات الأساسية عند الله وهو يرينا في كل كتبه ما هي المحبة الحقيقية الأصيلة ، كما أن محاولة تغيير تعريف المحبة أو محاولة أن نجدها خارج خطة الله تؤدي بنا إلى الإحباط والضلال ، لذا فإن تسليم رغباتنا لله، والخضوع لمشيئته، وإيجاد ما يشبعنا فيه هي مفاتيح العثور على المحبة الحقيقية.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي