غراتس \ النمسا
غربةٌ ألهمت شاعراً..
لتسقي رياض الشعر حنيناً
لتجعل بسمات الاطفال أناشيداً..
لتُغازل الروابي وتغمرها شهداً
لتصارع الظلام بضوءِ قناديل قصائدهِ
سماءً وبلاداً وخلوداً ..!!
*** ***
مضىٰ الشاعرُ وقد اُوصِدَت الابواب في وجههِ
باحثاً عن نفسه ..
عن إعتذارات نبضات روحه للزنابق،
كي يُتَوجَ بحكايات الاوطان والاسفار..
يَلفُ الدنيا وصوتهُ رومانسي..
كي لا تغادر الطيور أعشاشها،
وفي قلب الريح يُمشّطُ شعر المدن والبلدان
التي حملت ملامح اُمهِ ،
يُجرجر جَسَدهُ المتهالك ..
ينظر في المرايا المكسورة ويُردد
أنتِ في قلب الرحلة والقصيدة يا سيدة التراب،
إقتران الارض بالسماء في ظل دموع اُمي
قبل أن يصل القطار الى محطته الاخيرة.. !!
*** *** ***
أحياناً..شاردُ الذهن أنا..
تغمُرني أوجاعٌ وتكتسِحُني أحزانٌ
وسط هيجان العاصفة،
وقبل أن تُكحّل الارض عيونها
بأغاني الزمن الجميل..
ما أعذبُكِ .. وما أجملكِ يا غربة..
فتشت عنكِ
في أزمنة بلادي الاولى ،
وفي أقبية الروح..
من خلال نوافذ كادت أن تمتصَ دمي
وبفيضٍ من أسرار طفولتي وأحلام شبابي
في خريف العمر !!
*** ***
في حرائق الغربة ..
توكلتُ على الله
وفي مرافئ الطيبةِ دَشَّنتُ الطريق ،
لأسجدَ على حجارة يفوح منها عطر اُمي
في إحتفالية الحياة .
سافر وارحل بعيداً..
إياكَ أن تحبسَ روحك مابين الجدران
وتحتَ ضربات سياط الاوجاع
وربما ستغمض عينيك قبل ان تهديها
وردة الوداع.. !!
*** *** ***
أيا شاعري ..لملم أشعارك
ورسومات طفولتك ، صور اُمك
دع النار تشتعلُ في موقدك
ولتغدو أشعارك سهاماً في قلوبِ قتلة حلمك
في بلادك الاولى
قبل الوداع الاخير..
وقتها وفي حنايا ذاكرتك
وذاكرة البؤساء
ستظل خالداً ونجمةً معلقةً بسماء الوطن..