أنت دعوتني للمقاومة والجهاد ضد العدو ، وأن نقاتل معاً عدواً في الدين وأنت تعرف قوة وبطش عدوك ، ثم تتهمني بالتخاذل وعدم النصرة وعصيان أوامر الرب ، وتضعني في خانة الكفار وخانة الظالمين وتضع نفسك في خانة الذين رضى الله عنهم والأولياء الصالحين ، ثم تتلو الآيات القرآنية وتسرد الاحاديث وتسمي نفسك ملاك الرحمة وتسميني الشيطان الرجيم ، وتستبيح دمي وتطردني من عالمك العلوي الملكوتي الذي تتخيله وترفض سماع ندائي ، ولو أنك بالأساس لم تسمع ندائي ولم تبالي لدعواتي ، فأنا مما تبقى من ضميرك الحي ، فأنا لم أعترض على دعواتك العاطفية الحماسيّة الثورية الدينية لأنني أخ لك في هذه الأرض وأخ لك بالدين وأخ لك بالإنسانية وأريد نصرتك بالحق ، فكل ما أردته منك أن تقف أنت معي أولاً لمقاتلة عدونا القريب قبل أن نفكر في الذهاب لمقاتلة عدونا البعيد ، عدونا القريب هو جهالتك وضلالتك التي أعمت بصيرتك والتي تدفعك للقتال دون أن تفكر بكبار السن ودون أن تفكر بالأطفال ودون أن تراعى الحوامل ودون أن توفر الدواء للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة ، فهؤلاء أكثر من نصف المجتمع وهؤلاء أولى أن نستمع لهم فصوتهم هو صدى الضمير الحي ، لأنهم هم الحق اليقين ، هؤلاء أن خذلتهم خذلك الله ، وهذا سر خذلانك الدائم ، أضمن لي بأن الماء والكهرباء والغذاء سيكون متيسراً لهؤلاء ولمن لا يستطيع القتال ولمن هو عاجز عن توفير قوت يومه إلا بشق الأنفس ، فأن ضمنت لهم ذلك وضمنت عدم وصول نيران المعارك إليهم تكون قد أنتصرت على عدوك القريب الذي مخالبه تترك جروح عميقة في جسد الأمة ، فعندما يسمع عدوك البعيد أهتمامك وحرصك بهؤلاء المستضعفين وأنك أوليت لهم الأهمية سيحترمك العدو البعيد وسيتجنب قتالك وقد يلين لك وينسحب من أمامك لأنه قد عرف بأنك إنساناً ذا ضمير وعقل حي تعرف قدر نفسك وقدر أهلك وشعبك ، أما إذا ذهبت لقتال عدوك البعيد وتركت الناس خلفك في عورة فأنك لم تذهب للجهاد وإنما ذهبت للجنون وينطبق عليك قوله تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) أنك لم تقاتل عدواً ابداً إنما أنت قتلت وقاتلت نفسك والأبرياء من شعبك ، فأوقعت بهم في المهالك والذلة ، وفوق ذلك سوف لن يرحمك عدوك ولن يرحم من خلفك ، لأنه تيقن بأن أمثالك لا يستحقون الحياة ولا يليق بهم غير الذلة ، فلا أريد الآن أسمع صريخك وتقول بأن العدو دمر البنى التحتية وضرب محطات الماء والكهرباء والوقود ومنعها عن المرضى ومنع الحليب عن الأطفال وحرق الديار ، وتتوسل المنظمات الإنسانية لإنقاذك وإنقاذ الأطفال والمرضى . أيها الجاهل عدوك لم يقتلهم إنما أنت من قتلهم . ألم أقل لك تعال نقاتل جهالتنا قبل قتال عدونا ؟ أظنك الأن قد أدركت بأنك أنت العدو الحقيقي لشعبك وأنت من قتلهم ، وأن من دفعك لهذا الطريق الأظلم قد قبض المال ونال الثمار وتركك في ظلمة الجهل تتحسر وتندب حظك بعد أن أخذتك العزة بالأثم متكبراً عن سماع صوت الحق فأصبحت ملوماً محسوراً . فمتى تنتهي أنت ومن على شاكلتك من حياتنا لكي نستطيع العيش بأمان أعزة كرماء ؟
Related Posts
5 Comments on “صدى الضمير الحي ؟- كامل سلمان”
Comments are closed.
عزيزي هل نسيت أن القوة هي معيار التفوق والعيش بامان وسلام في هذا العالم المنفلت واما الضمير الحي منه والميت فقد ذهب مع الريح منذ عهد قابيل وهابيل؟
تاريخيا وحاضرا هو كذلك و يقال أنه عندما تبوأ الفوهرر هتلرالزمام قاد البشر للمحارق ,, والروس والبريطانيين والفرنسين والاتراك والعرب والعجم ليسوا أقل جرما , وكان الروس أشد ترويعا وجرما للألمان , وكان الطيران البريطاني كارثيا على المدن الألمانية بعد أن هزمت جحافل الفوهرر في الـ 1945 وكان تعامل الاميركان مع اليابان افظع.
ايها الانسان الكوردي افكارك التي تفكّر فيها، أو تظن أنك تفكر، اذ لم تكن أفكاراً تقوم على الرغبة سواء في الارتقاء في القوة والعقل و الانتقام أو في رد الثأر ؛ فهي افكار لا فائدة منها. فهي افكار الضعفاء الجبناء مهما كانت عبقريتها وقابليتها للعمل, وستكون قربانا مشوي ومحشي بالجوز واللوز على موائد الاعداء في اقرب مناسبة .” فالوجود متعدد القوى، ظاهرية وباطنية، وحسب قوتك يتم التعاطي معك، ويجعلك ترتقي في نظر الوجود، والارتقاء يبقى مرهون بالقوة التي فعّلتها ،والى أي مدى يُسمح لك بالارتقاء ، ففي الارتقاء درجات، وفي كل ارتقاء نكون في مكان أفضل ،ونوعية جسد افضل، وكل ما كان القوة اقوى و ارقى ،يكون فيه التعامل افضل وارقى، لاننا في عالم يطبق فيها شريعة الغاب فالوجود فقط طاقة القوة والتهيكل وجوديا للأقوى فيزيائيا وروحيا، وكثرة الاخلاق مضرة بصاحبها ،وكذلك اللطافة مع الذين لا يستحقون ،ان لم تدمرك ستجعلك عبدا.” ولكم مني اطيب التحيات
السيد Dr-Meme
هناك بشر يمشون على الأرض هم ملاك ، وهناك بشر يمشون على الارض هم شياطين ، فأختر أن تكون من صنف الملاك أو صنف الشياطين ، وتذكر بأن الإنسان إرتقى على باقي الكائنات بإنسانيّته ، فلا تقتل ضميرك بسبب ما تراه من تشوهات للإنسانية من قبل المجرمين ، كن إنساناً بضمير حي ولا تجعل الكراهية أسلوب للعيش ، فكل شيء سيء سيزول ! عد إلى التأريخ وانظر إليه بتمعن ستجد مصداقية كلامي ، تحياتي
مع احترامي وتقديري السيد كامل سلمان “عد إلى التأريخ وانظر إليه بتمعن ستجد مصداقية كلامي ” لقد عدت الى التاريخ وقراءته بسبع لغات ( انا اتقن سبع لغات بطلاقة ) وراجعت القران والانجيل والتوارة والزبور ولم اجد غير امة كوردية مغتصبة ومقتولة ومذبوحة وغارقة في انهار دماء ابنائها
يا عزيزي الكوردي , التاريخ يكتبه الأقوياء والمنتصرون، وقرأه المهزومون، والأقوياء هو من يتحكم بسير الأمور، وهو من يشكل تداعياتها في المستقبل.اذ قال تشرتشل في «قوية الوقع»«إن كنت ذاهباً إلى الجحيم، فواصل المسير»
يا عزيزي انظر إلى هذا الوجود وهذي الحياة على الكرة الأرضية، فأن كل شيء فيها قائم ومؤسس على القوة ، حيوانات الغابة يقتل فيها القوي الضعيف، طيور السماء يفترس فيها الأكبر الأصغر والقادر على الضعيف، وفي البحار تلتهم الأسماك الكبيرة بأنواعها الأسماك الصغيرة الضعيفة، وأما بني البشر فحدث ولا حرج عن القتل والإبادة في النزاعات والحروب وقضاء الأقوياء على الضعفاء بقتلهم وتحييدهم من الوجود( ٧٢ مجزرة قتل وابادة بحق الكورد )، فالوحشية والظلم والقتل والإبادة هي السنّة التي لم تتغير منذ نشأة الحياة على هذي الأرض حتى الساعة.
اما دعاة “ملاىكة وضمير حي” و الديمقراطية والادبيات الكرتونية والمشاعر الرومانسية للامة الكوردية وهي تحت الظلم والقتل والاغتصاب فهي شيء مثير للاشمئزاز والسخرية، بما يضيفونه أولئك الدعاة من تبريرات وتفسيرات، لا تنطلي على عقل صرصور ولا تخرق بنعل زربول , وبجملة فلسفية يصرخ نيتشه بمطرقته قائلا: لطالما ضحكت من الضعفاء الذين يظنون أنفسهم أخيار لأن ليس لديهم مخالب.
إن الكورد شعب من أقدم الشعوب في العالم ربما ولكنه حقا من أغبى الشعوب العالم ، إضافة إلى تشرذمه السياسي بل حتى الوجودي، وإن ما يحصل مع هذه المظلومية هو نتيجة لغباء الضعفاء الذين قال عنهم ماركس أنهم إذا ثاروا لن يخسروا إلا قيودهم، لكن يا ماركس ماذا تفعل مع أناس يعبدون قيودهم المعنوية والمادية.
عندما يكسر الضعفاء سلاحه
المظلوم يحجم عن المواجهة ولو بالكلمات.
الكلمة هي ايضا قوة فحملها يتطلب رجولة لا تقل عن رجولة حمل السلاح.
أخي العزيز
مع جل احترامي لثقافتك وإمكانياتك اللغوية أنت تخلط بين ثقافة القائد والسياسي الذي يجب أن يكون كما قال تشرشل ونيتشه وغيرهم وبين ثقافة واخلاق الإنسان العادي الذي يجب أن يكون كما أنا أقول وإلا فالحياة تصبح غابة ، فهل تريدنا نحن البشر نقلد عالم الحيوانات ؟ فبماذا سنميز أنفسنا عن باقي الكائنات ؟ فأنت إنسان محترم عليك أن تترك ما قاله فلان وفلان ، مبادىء العنف والقوة لا تحل مشاكل الشعوب ، فقد أكتشف غاندي هذه الحقيقة ونجح في تطبيقها .. تحياتي ومحبتي وأشكرك على هذه المداخلات النافعة للجميع .
مع احترامي وتقديري السيد كامل سلمان ” أنت تخلط بين ثقافة القائد والسياسي الذي يجب أن يكون كما قال تشرشل ونيتشه وغيرهم وبين ثقافة واخلاق الإنسان العادي ”
ماذا حدث “لصدى الضمير الحي ، لأنهم هم الحق اليقين ،”؟! الحي مات و الضمير إنتحر والصدى فقد عقله !!!
كل انسان كوردي عندي ملك وقائد وسياسي وامير ولا يمكن ان اتعامل مع اي رجل كوردي وامراة كوردية على انهم عبيد لانهم من الدم الاري النبيل
معضلة بعض العقول حول الكورد ” الإنسان العادي “أنه لا يدرك الكوردي ككينونة متفردة وإنسان كامل الحقوق والواجبات لذلك انصح “عامل الناس كما تُحب أن تُعامل”