الفساد  من  الإيمان   –     جمعة عبدالله

 
اشتدت هوس ضجيج  الحملة الايمانية على أشدها  واعلى مراحلها الشيطانية , حتى الشيطان لم تخطر في باله , من الشهية العظيمة في النهب والاختلاس واللصوصية ,  بكل طرق الاحتيالية في الخدع والدجل ,  واصبح مبدأ الضحك على ذقون البسطاء والجهلة ,  المبدأ المقدس والمعصوم من الخطأ والزلات  ,  اصبح المبدأ الايماني القائل : من يسرق وينهب اكثر  يفوز في الدنيا والآخرة , من يختلس أكثر يفوز بنعيم الدنيا والآخرة , بهذا النهج الإيماني العظيم , أقامت الأحزاب الدينية الفاسدة , الصرح العظيم لحكم اللصوصية  ( كليبتو كراتيا ) حكم مغلف بالفساد والسرقة من قمة رأسه إلى أسفل قدميه ,  حكم ديستوبي في اعلى مراحل الفساد , واشتد التنافس الضاري والكاسر على الإيمان المطلق بالفساد كشريعة ومذهب وعقيدة ونهج واسلوب حياتي  , وأصبح هذا التنافس الشديد أكثر حدة من تنافس الفرق الأوروبية المحترفة , وسلك هؤلاء المؤمنين الفاسدين الافاضل الطريق الى الازدهار والرفاه لهم  , أن يكونوا  شموع مضيئة  لطرد ظلام بدع العمل  بالمسؤولية والنزاهة والإخلاص والعفة  , لقلعهم  من الجذور لانها هرطقة الزنادقة وبدع الكفار اعداء الشريعة والمذهب  , ولتغطية على مبدأ الإيمان بالفاسد المبجل , أقاموا مهرجانات التبجيل العظيم للإمام الحسين , في مهرجانات السيركية في توزيع التمن والقيمة , فمن يسرق مليار دولار , يحلل ذمته بمليون دولار , في توزيع التمن والقيمة مجاناً ,  وتصبح السرقة حالا شرعاً وقانونياً بصك الغفران , ويغفر لهم الله تعالى كل ما نهبوا وسرقوا ( حلال عليهم ) وبهذا الأسلوب العظيم الذي يعجز الشياطين والابالسة في اختراعه , تحولت ملحمة كربلاء العظيمة واستشهاد الامام الحسين ( من اجل الاصلاح وقلع جذور الفساد والطغيان ) الى ملحمة التمن والقيمة ,  اضافة ظهور  طقوس غريبة وعجيبة  زاخرة  بالخرافات البذيئة يستهجنها العقل السليم ,   اصبحت محل استهزأ وتهكم بما وصل اليه  العقل الى ادنى مستويات الضحالة والجهل ,هذه براعة تفتق وتفنن العقل اللصوصي في خلقها واختراعها , هؤلاء عظماء الفساد الكرام ,  ان تكون  ايام عاشوراء اعياداً سيركية  تجدد البيعة والثقة والاعتزاز  بهم  , ان  يحولوا ملحمة كربلاء العظيمة , التي هي بمثامة منارة  الشعوب في سبيل التحرر والحرية ,  الى ملحمة القيمة والتمن , لكي يقول عنهم الانسان البسيط الذي يتمتع بأكل التمن والقيمة  . كأنها ثمار التي جاء  ذكرها في  القرآن  الكريم ( التين والزيتون وهذا البلد الأمين ) , حلال عليهم السرقة والنهب ,  ليبارككم الله ويشد أزرهم ويمد طول أيديهم  في النهب  واللغف ,  ويواصلون عزيمتهم في مواصلة الطريق الإيمان الإلهي , ويباركهم الامام الحسين ,  ليفتح لهم أبواب الجنة على مصراعيها  , وبهذا الشكل اللصوصي وصلت سرقة القرن ,  من خلال  التحقيقات الرسمية الجارية إلى أكثر من 5 مليار دولار مسروق من أموال الدولة والمواطنين , بخفة سريعة كسرعة البرق  ( والعداد يحسب حسب قول عادل امام ) , وبهذا الاسلوب الشيطاني المقدس , تهاوت وسقطت الدولة العراقية الى مستنقع الضحالة والوحل  , وحلت محلها الدولة العميقة  الفاسدة , وأصبحت دولة مليشيات العامرة في شموخها العالي  , وتقوم بشكل متسارع في تجنيد الايرانيين والافغان والباكستانيين , وتجنيدهم في الحشد الشعبي , بعد منحهم الجنسية العراقية والبطاقة التموينية والرواتب العاليا والشقق المجانية , ليكونوا جيوشاً جرارة لحماية صرح الحكم اللصوصي , وان يكونوا القبضة الحديدية , التي    تضرب بالنار والحديد  والرصاص الحي دون رحمة وشفقة  , لكل من يتجاسر ويتطاول على حكم المؤمنين العظام . حكم التمن والقيمة في ادارة شؤون الناس , وبهذا النهج الجهنمي , يكونوا العراقيين اقلية  في وطنهم المنكوب العراق , اما الاغلبية فهم من  الأجانب حاملي الجنسية العراقية  , ويأتي اليوم القريب  بعون الله تعالى ,  ان تطلب الأغلبية بطرد الأقلية  , من أجل نقاوة وطهارة حكم المؤمنين العظام , الحكم الرشيد القائم   على المبدأ المقدس :  الفساد من الإيمان , ليذهب الشعب الى جهنم وبئس المصير .