هشام عقراوي:
السلطة و المعارضة، النضال من أجل التحرر و الاحتلال و العبودية، الاستقلال و التبعية، حرية التعبير و الرقابة كلها بعض المتضادات الموجودة في مجتمعاتنا و لكل فريق منهم مؤيدوه سواء على المستوى الشعبي أو مستوى الطبقات الفكرية الحاملة لايديولوجيات مختلفة و منهم المثقفون.
في المجتمع الكوردستاني يحاول الكثير من المثقفين بوصف أنفسهم باللامنتمين أو المستقلين عن السلطة و عن الاحزاب السياسية و لكن في الحقيقة هم ليسوا بمستقلين بل أنهم معارضون للسلطة أو مؤيديون للسلطة و تلك الطبقة الوسطى أي المستقلة كي تكون متواحدة يجب أن تتمتع ببعض الصفات التي تبعدها عن المعارضة بمعنى عدم معادات السلطة على طول الخط وابتعادها أيضا عن السلطة بمعنى عدم التحول الى طبالين للسلطة و تأييدها في كل الاحوال.
من خلال تجربة صوت كوردستان الاعلامية لاحضنا ندرة وجود المثقف المستقل و الذي يؤمن بحرية التعبير و النشر. و حاول الكثيرون تحويل صوت كوردستان الى صوت يعبر عن المعارضة فقط ضد سلطة اقليم كوردستان في جنوب كوردستان أو سلطة الادارة الذاتية في غربي كوردستان. و نرى من خلال تعامل المثقفين الكيل بمكاييل عدة. و نحن أذ نعلن أستقلاليتنا فهذه يعني أننا نختلف عن المعارضة و عن السلطة أيضا و نريد نشر جميع الاراء دون تمييز و ضمن معايير حرية الصحافة و ميثاق شرف الصحافة الكوردستاني و الذي وضعناه نحن قبل عشرات السنيين.
و نحن أذا نريد التطرق الى هذه الموضوع فأننا نريد من خلالة أن نوضح للمثقف الكوردي المستقل أن الاستقلال الفكري و السياسي لا يعني أبدا أن يتحول منبر أعلامي الى صوت للمعارضة فقط و عدم نشر المقالات التي تؤيد السلطة الكوردستانية سواء في جنوب أو غربي كوردستان. أو التحول الى صوت للمؤيديدن للسلطة فقط.
كمنبر اعلامي مستقل علينا واجب نشر جميع الافكار و المقالات و المواضيع دون تمييز لجهة ضد اخرى و على المثقفين المستقلين أن يدافعوا عن هذه الفكرة و ليس مقاطعة صوت كوردستان لأننا ننشر للمثقفين المؤيديين للسطة الكوردية أيضا.
الملاحظة الاخرى التي رأيناها خلال الفترة التي نحن فيها عاملون كمنبر أعلامي هو السب و القذف الذي يستخدمه الكثير من المثقفين و يريدون منا نشر القذف الذي داخل مقالاتهم. كنا سنكون سعداء أن قام الكاتب نفسة بمحاسبة و تنقيح مقالاته قبل أرسالها الينا و صياغته بطريقة يتقبلها هو على نفسة. فنشر الحقائق و الافكار شئ و سب و قذف السياسيين و القادة بكلمات بذيئة شئ اخر و لا علاقة له البتة بحرية الصحافة و النشر. تلك اللغة لا تساهم أبدا في تغيير تلك الاحزاب و الاشخاص و لا تجعلهم يستمعون الى كتاباتهم بل بالعكس تزيد الخلافات بين الكورد أنفسهم.
هل راقب مثقف كوردي في أوربا الصحافة الغربية و هل لاحظ أحد أو حاول أحد أرسال مقاله مليئة بالسب و الشتم الى تلك الصحافة ( الحره) كي تقوم بنشرها أم لا؟ أم أن هناك ضوابط عديدة على الكاتب الالتزام بها كي يتم نشر المقالة في الاعلام الغربي. و أي اتهام بالسرقة و الخيانات يجب أن تكون موثقة كي يتم نشرها أضافة الى ضوابط اللغة وقواعدها. و أذا كانت ضوابط اللغة بالنسبة لصوت كوردستان غير ثانوية لأننها نعبر عن صوت الشعب فأن المقالات يجب أن تكون خالية من السب و الشتم كي يتم نشرها.
حرية الصحافة لا تعني أبدا حرية السب و الشتم. و الصحافة المستقلة لا تعني أبدا أن تتحول الى معارضة ضد السلطة أو الى مؤيد للسلطة لأن كوردستان لا تزال محتلة.
أننا نلاحظ من خلال عملنا الصحفي كيف أن الكورد منقسمون على أنفسهم و لا يمكنهم حتى اللقاء في قناة أعلامية أو موقع أعلامي. فالمثقفون يصنعون التفرقة و ليسوا عامل توحد للشعب الكوردي و لم يستطيعوا التحول الى عامل ضغط على السلطات الكوردية من أجل التوحد و فرض الوطنية عليهم. كما أن المثقفون الكورد بأنشغالهم بعداواتهم للسلطات أو للمعارضة فأنهم يعطون فرصة ذهبية للمحتليين كي ينعموا بكوردستان.
حرية الرأي و التعبير هي ليست حرية الطبل و الزمر للسلطات و لا حرية السب و الشتم بل هي حرية الانتقاد الموضوعي و العلمي لأي شخص أو مؤسسة أو دولة و نشر تلك المعتقدات و الاراء بكل حرية في القنوات الاعلامية. قنواة السلطات الكوردية لا تنشر سوى نتاجات ابواقها و قنوات المعارضة و المعارضون لا ينشرون سوى في قنواتهم و يقومون بمقاطعة أية جهة أعلامية مستقلة أو تحاول أن تكون مستقلة لا تعمل على أساس السلطة و المعارضة. يقول الكثير من المفكرين بأن الشعوب هي التي تصنع الدكتاتوريات و في معرض قولنا نستطيع القول بأن أغلبية المثقفين الكورد و لا نقول الجميع لا يقبلون الاستقلالية في العمل و لا يتقبلون الرأي و الرأي و الرأي الاخر بل يريدون فرض أرائهم على الجميع وفرض الرقابة على الصحافة الحرة على ندرتها. .
الاستاذ هاشم عقراوي
كلام صادق ومنطقي ، أشاطرك الرأي وأضيف بأن النقد أسلوب حضاري مقبول ، والنقد كما هو معروف هدفه الإصلاح ، أما التهجم واظهار العيوب والشتائم فهي ليست من الثقافة بل ليست من الأخلاق بشيء ، نحن بحاجة إلى النقد لإنها المعيار الحقيقي لنضوج الأمة وتثبيت وجودها ، تحياتي
تحياتي أخي العزيز كامل المحترم
أتفق معك أن النقد مهم جدا في تعاملنا مع الاحداث و خاصة كما تفضلط عندما يكون بهدف الاصلاح و اصلاح الاخطاء خاصة من قبل السلطات الحاكمة فهي تخطئ أكثر و أخطائها واضحة بسبب قيادتها للادارة. القذف و الشتم يقلل من شأن الانتقاد و يعطي التبرير بتصنيف الكتابة بأنها حاقدة و ليست من أجل الاصلاح أو أضهار العيوب.
تقبل أحترامي
أخوكم هشام
الاستاذ هشام عقراوي المحترم.
تحية.
للاطلاع:
أحستم في اختيار الموضوع وأبدعمتم في التعبير عنه.
“السلطة و المعارضة، النضال من أجل التحرر و الاحتلال و العبودية، الاستقلال و التبعية، حرية التعبير و الرقابة كلها بعض المتضادات الموجودة في مجتمعاتنا و لكل فريق منهم مؤيدوه سواء على المستوى الشعبي أو مستوى الطبقات الفكرية الحاملة لايديولوجيات مختلفة و منهم المثقفون.”.
السلطة و المعارضة، النضال من أجل التحرر . الاحتلال و العبودية، الاستقلال و التبعية، حرية التعبير و الرقابة كلها بعض المتضادات الموجودة في مجتمعاتنا و لكل فريق منهم مؤيدوه سواء على المستوى الشعبي أو مستوى الطبقات الفكرية الحاملة لايديولوجيات مختلفة و منهم المثقفون.
محمد توفيق علي
الكاتب و المتابع و المنقح محمد توفيق المحترم
أود هنا تقديم الشكر الى شخصكم الكريم على متابعتكم للمواضيح و تصحيح على الاقل بعض الاخطاء في المقالات المنشورة. وأود أن أعبر عن سعادتي بأتفاقك معي في الرأي و كنت سأكون بنفس السعادة حتى لو أختلفنا أيضا في الراي ففي الاولى السعادة هي بسبب الاتفاق و في الاختلاف السعادة تكمن بتقديم فرصة لتصحيح الخطأ أو ترصين الرد.
مع خالص تمنياتي لشخصكم الكريم
هشام
ثقافة (ان لم تكن معي فأنت ضدي) هي السائدة في المجتمع بشكل عام ، وبين اوساط المثقفين وبعض اصحاب المواقع بشكل خاص. هنالك فرق واضح بين مدح الأشخاص المتمثلين بالحكام والزعماء، وبين الثناء الموضوعي البعيد عن المغالاة على الأوضاع والاحوال العامة وأداء الحكومات. لكن احيانا يساء فهم ذلك الثناء بشكل مجحف من قبل صاحب الموقع فيصنف ذلك الثناء ضمن خانة مدح الحاكم الذي ربما يكرهه لسبب شخصي وليس موضوعي، وبالتالي ليحكم على المادة المرسلة للنشر بالاعدام ممارسا دكتاتوريته القائمة على اساس رؤيته الضيقة تلك.
أخي العزيز قاسم المحترم
نعم أخي العزيز الكاتب حر في تقديم حتى المدح و الثناء لأي قائد أو سياسي كوردي و هذا رأية و من الناحية الاخرى فأن الكاتب المعارض أو المستقل أيضا لدية الحق و كامل الحرية في أنقاد أي قائد أو سياسي و لكن علية الابتعاد عن السب و الشتم و القذف. و للأثنين الحف نشر مقالاتهم في نفس الموقع و هذا هو الذي يطلق علية الرأي و الرأي الاخر و حرية التعبير و النشر.
تقبل أحترامي
لك ولكادر صوت كوردستان التحية
استاذي الكريم ،كمن ينفخ في قربة مثقوبة ولا حياة لمن تنادي !!!!!
للأسف الكتاب والمثقفين لايهمهم تصحيح ونقد الأوضاع ؟؟لان همهم عدد قراءات المقال ؟؟؟؟وكلما كان المقال فيه مسبات وشتائم أكث كلما جمعت قراءات اكثر .
تمنياتي لك الصحة واصوت كوردستان الغراء الموفقية 🙏🙏🙏
سوار حج عمر (نجم الدين كلش )
الاستاذ هشام عقراوي المحترم.
تحية.
للاطلاع:
أشكرك على استجابتك الكريمة والسريعة. أرجو الانتباه الى الجملة الاعتراضية “، النضال من أجل التحرر و الاحتلال و العبودية،” تعني النضال من أجل التحرر و(من أجل) الاحتلال و(من أجل) العبودية، وليس هذا المقصود به: الاحتلال و العبودية، الاستقلال و التبعية، حرية التعبير و الرقابة كلها… ينبغي استخدام التنقيط بعد عبارة النضال من أجل التحرر.
محمد توفيق علي
الكورد شاطرين بمسبات و اهانه بعضهم البعض ولا يناضلون من أجل تحرير كوردستان و هل هناك مثقف يدافع عن كورد و كوردستان جواب كلا . و هل هناك سياسي يدافع عن كورد و كوردستان و جواب كلا. و الكورد مثل أغنام بدون راعي. و الكورد بحاجة إلى شخص من صومال او أفغانستان لكي يحررهم و يحرر لهم كوردستان
الاخ العزيز مارفين المحترم
نستطيع القول أن الكورد اشداء على بعضهم و ضعفاء تجاه أعدائهم. يسامحون العدو و ينتقمون من بعضهم البعض. كرماء و بسطاء مع الاخرين و أعداء لبني جلدتهم و كل من يختلف معهم حتى في الرأي. و لكن مع كل هذا فأننا لا نستطيع التعميم فهناك القلة من الكورد من يؤمن بالتسامح الكوردي الكوردي أيضا. تقبل محبتي
الاستاذ القدير هشام عقراوي
أعتقد أن المحاولة لمعالجة أية قضية سلاح ذو حدين فاما بالنقد البناء الذي يعد إحد صور التقييم المتطورة
إنسانياً والشخص عملياً يهدف فيها الى التعبير عن مجموعة آراء مبنية على معلومات وأدلة بهدف تحسين حالة تقبل المتلقي ٠
أما النقد الهدام هو منبع إستعراض العضلات وهو أسلوب مرفوض من أساليب النصح الخاطئة وفيه يعمد المتحدث أو الناقد الى التركيز على الجوانب السلبية للمتلقي مع إستخدام نبرة صوت حادة مثلاً وتعنيف غير مبرر قد يتصاعد الى التهديد أحياناً ٠وهو لا يعي مايهدم حوله حتى وإن كان يهدف الى إحداث الفرق أو التغيير، مع تحياتي وإحترامي
الاستاذ القديرة خديجة المحترمة
أشكر أضافتك القيمة للموضوع و أتفق معك في الرأي. و مع معرفة الكثير من المثقفين للحقيقة التي تطرقت اليها فأنهم مع ذلك يستخدمون اللغة التي تبعد الكورد عن بعضهم البعض, ليس هذا فقط بل انهم يشجعون لغة و منطق الانتقام على بناء حوار بناء يقوم على أساس محاولة حل المشاكل و التخفيف من واقع الانشقاق الذي يعيشة الشعب الكوردي. هناك من يعتبر النقد البناء خوفا و النقد الهدام جرأة و شجاعة و هنا تكمن عمق المشكلة التي يعيش فيها الشعب الكوردي. النقد كما تفضلت هو كشف مواقع القوة و الضعف. ألنقد يجب أن تكون محاولة لايجاد الحلول و أدارك مدى الخطأ الذي نعيش فيه. و كما يقال فأن هدم البيت لربما يحتاج الى يوم أو يومين و لكن بناءة و حتى ترميمه يحتاج الى أيام أو شهور. أننا نعيش في مرحلة يضرب فيها الكثير من المثقفين الاشياء بصفر و يرون فقط النصف الفارغ من الكأس ويقيسون على ذلك. شكرا مرة أخرى و اتمنى لقلمك الحضور المستمر و لك دوام الصحة.
أخوكم
هشام عقراوي