وَقَـــدْ جَــاءَ تَــمُّوزُ كَــالْهَاوِيَةْ
لِــيَــنْـفُثَ أَنْــفَـاسَهُ الــحَـامِيَةْ
–
جَــمِيعُ الــخَلَائِقِ تَــحْتَاجُ حَـلًّا
يُـخَــفِّـفُ لَـسْــعَاتَهُ الــقَــاسِيَةْ
–
كَثِيرٌ مِنَ النَّـاسِ تَهْوَى اصْطِيَـافًا
وَكُـــلٌّ يُــفَــتِّشُ عَــنْ نَــاحِيَةْ
–
خَــرَائِدُ شَــتَّى مِــنَ الحَـرِّ فَرَّتْ
إِلَــى الــبَحْرِ جَــاءَتْ لَهُ شَاكِيَةْ
–
فَــحَـنَّ لَــهُــنَّ بِــكُــلِّ اشْــتِيَاقٍ
وَمَــــدَّ ذِرَاعَــيْــهِ كَـالــحَانِيَةْ
–
وَأَغْــرَقَــهُنَّ بِــفَــيْضِ حَــنَــانٍ
فَــتِــلْكَ تَــغُوصُ وَذِي طَــافِيَةْ
–
كَــأَنَّ الــشَّوَاطِـئَ بُــسْتَـانُ زَهْـرٍ
يَــعِــجُّ بِــأَلْــوَانِــهِ الــزَّاهِــيَةْ
–
فَــحَــسْنَاءُ لَاذَتْ بِـظِــلِّ خِــيَامٍ
وَأُخْــرَى عَــلَى الرَّمْـلِ مُسْتَلْـقِيَةْ
–
وَأُخْــرَى تَــحَـدَّتْ لــكُلِّ قُــيُودٍ
فَــرَاحَتْ تَــسِيرُ كَــمَا الــعَارِيَةْ
–
(فَمَايُوهُهَا) شَلَّ فِـكْرَ الحُضُـورِ
كَــأَنَّ الــجَـمِيعَ بِــهِمْ دَاهِــيَةْ
–
تَــرُوحُ إِلَى البَحْـرِ دُونَ ارْتِـيَابٍ
تُــصَــارِعُ أَمْــوَاجَــهُ الــعَــاتِيَةْ
–
وَتَــلْـطِمُ بِالـصَّدْرِ صَدْرَ الـعُبَابِ
لِــيُــوقِظَ صَــبْــوَتَهَا الــغَــافِيَةْ
–
فَــتَنْهَضُ مِــثْلَ نُــهُوضِ التِّلَالِ
وَفِــيــهَا انْــزَوَتْ قِــمَّةٌ عَــالِيَةْ
–
وَمِــنْ قَــبْلُ كَــانَ هُنَـاكَ سُهُولًا
تُــدَانِــي هِــضَـابًا بِــهَا رَابِــيَةْ
–
وَكَــانَتْ تَــدَلَّتْ كَــأَكْمَامِ نَــخْلٍ
كَــكُسَلَى الـعَنَاقِيدِ فِــي الــدَّالِيَةْ
–
لِــمَـاذَا تُـرِيدِينَ هَــذَا الــعَذَابَ
فَــرِفْــقًا بِــنَــفْسِكِ يَــا غَــانِيَةْ
–
سَــيَمْـضِي الـنَّهَارُ وَيَأْتِـي المَسَاءُ
وَمَـــا زِلْـــتِ عَــابِــثَةً لَاهِــيَةْ
–
بِـعَــيْنَيْكِ يَــكْــمُنُ سِــرٌّ دَفِــينٌ
يُــفَــسِّرُ نَــظْــرَاتِكِ الــسَّــاهِيَةْ
–
فَــرُوحُكِ تَــشْتَاقُ حُــبًّا جَــدِيدًا
يُــغَطِّي انْــكِسَارَاتِـكِ الــمَاضِيَـةْ
–
حَــذَارِ حَــذَارِ اصْفِـرَارَ الرَّبِـيعِ
وَتَــبْــقَــيْنَ زَنْــبَـقَــةً نَـائِـيَــةْ
–
فَـــإِنَّ الــزَّنَــابِقَ تَــحْتَـاجُ مَــاءً
تَــمُـوتُ إِذَا سَــكَـنَتْ بَــادِيَــةْ
–
تَــعَــالَيْ لَــعَـلِّيْ أُقَـــدِّمُ حَــلًّا
فَــتُــسْــعَدُ أَيَّــامُــكِ الــبَـاقِيَةْ
–
زَمَــانٌ مَــضَى مِثْـلَ حُلْمٍ جَمِيـلٍ
وَآمُــــلُ تِــكْــرَارَهُ ثَــانِــيَــةْ
—