عمالقة موسيقى وغناء الكورد .. جنوب كوردستان ( محافظة دهوك  3 )-  ا . د . قاسم المندلاوي 

فنانون الكورد في جنوب كوردستان وحتى نهاية حكم الزعيم الراحل ”  عبد الكريم قاسم ” كانوا يعملون بحرية اكبر في ممارسة الموسيقى و الغناء  بلغة الام الكوردية ومن ابرز واشهر نجومهم : الراحل ” علي مردان من كركوك و الموسيقار الراحل ” سلمان شكر فيلي ” و المطرب الراحل ” رضا علي فيلي من بغداد و غيرهم ، وتاثر الغناء الكوردي بالعربية العراقية ” اللهجة البغدادية ” وفي زمن البعث واستلام الطاغية صدام حسين دفة الحكم بدات مضايقات وقيود واعتقالات وتعذيب لفنانين الكورد حتى وصلت الحالة الى تنفيذ حكم   الاعدام في العدد منهم ، مثل الفنان الشهيد ” اردوان زاخويي ” والفنان الشهيد ” اياز زاخويي ” والفنان الشهيد” كريم بابان ” وغيرهم من الشهداء … رحمهم الله ..                                                 ..
 الفنان ”  دلشاد محمد سعيد ” موسيقي و عازف وملحن ويعتبر ” اسطورة الكمان ” اشتهر في كوردستان و عالميا .. ولد في محافظة دهوك عام 1958 قسم من المصادر يذكر بانه ولد في محافظة نينوى ” مدينة بعشيقه ” بدا مشواره الفني في بداية السبعينيات القرن الماضي من مدينة دهوك الجميلة .. درس الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ببغداد – قسم الموسيقى الغربية  ، وخلال دراسته في المعهد اخذ يعمل مع فرقة الاذاعة والتلفزيون الموسيقية العراقية و اصبح عضوا فيها ، ومن ثم اصبح عضوا في الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية ” عازفا للكمان ومساعدا لقائد الاوركسترا ” ..  انتشر شهرته في عموم كوردستان و العراق خلال تلحينه وعزفه لاغنية ” نركز نركز ” ، وفي عام 1979 حصل على الجائزة الاولى في محافظة المثنى ، وحصل ايضا  الجائزة الاولى في اربيل عام 1980 ،  وفي دهوك اسس فرقة ” كروال الموسيقية ” وفازت هذه الفرقة في مهرجان الموسيقى العراقية بالمركز الاول ، وحصل هذه الفرقة على المركز الاول في كوردستان ايضا وفي العراق لغاية مغادرته الى بريطانيا عام 1984 حيث استقر في لندن ، لاكمال دراسته الموسيقية العليا في جامعة ” ويلز ”  وبعد تخرجه انتقل للعمل في النمسا ” كعازف كمان اول ” في احدى الفرق السمفونية .. و اصدر الكثير من الالبومات الموسيقية الجميلة وعزف مع الاوركسترا للسيمفونية في براغ و بلغراد وصربيا وغيرها ، ولا يزال يقيم في العاصمة النمساوية .. ويعزف الموسيقى في الحفلات والمناسبات  في المدن و العواصم الاوربية وله الفضل الكبير في تاليف و تقديم اشهر قطعة موسيقية و اناشيد وطنية منها موسيقى ونشيد  بعنوان ” الراعي ” و ” الجنائن المعلقة ” ونشيد ” بيشمركة ” وكان من اهم طموحاته بعد تخرجه ونيله شهادة ” دكتوراه في الموسيقى ” انشاء اكاديمية للموسيقى في مدينة دهوك ، وكان من اهدافه ايضا دمج انواع الموسيقى الغربية مع الموسيقى الكوردية للوصول الى بناء جسر بين الشرق و الغرب عبر الموسيقى وقد نجح في تحقيق هذا الهدف الكبير في موسيقاه الذي تميز بنمط جديد من الموسيقى ، ولا يزال الفنان دلشاد يعيش في المهجر ومستمر في عطائه الموسيقي الرائع في الحفلات و المناسبات الاوربية  و العالمية . نتمنى لفناننا الكوردي العالمي ” دلشاد محمد سعيد ” الصحة والعافية والمزيد من العطاء الموسيقي الكوردي الاصيل .                                            .
الفنان ” نوروز اوريماري ” ولد 1962 في مدينة  زاخو واضطر الى الفرار من العراق في زمن الطاغية صدام حسين حيث كان مهدد بعقوبة الاعدام لانه كان يغني بلغته الكوردية .. بدا مشواره الفني خلال فترة الثمانينات القرن الماضي وبسبب ظلم وارهاب نظام البعث   الدموي كان يتحتم عليه ان يغني بشكل غير قانوني ، واعتقل عندما كان في سن المراهقة لمعارضته حكومة البعث الفاشية .. يقول نوروز ( كان علي ان اوقع على تعهد بانني في حال قمت بالغناء مجددا حتى ولو بين اصدقائي فسوف يتم اعدامي ولكن لانني كنت مراهقا فقد اعطوني فرصة لكنهم قالوا انها ستكون المرة الاخيرة .. انتهى الاقتباس ) وفي سن 17 التحق بالثورة الكوردية لفترة من الزمن و اصبح احد المحاربين والمناضلين في صفوف البيشمركة وبدا يغني علانية و تميزت اغانيه بطابع ثوري و وطني و ضد نظام الطاغية صدام ، وبسبب اغانيه الكوردية تم اعتقاله مرات عديدة مما اضطر للفرار من العراق عام  1989 الى سوريا ولبنان وتركيا وامضى سنوات في تلك الدول  قبل استقراره في شرق لندن ، وخلال حياته الماضية كان يعمل في العديد من المجالات المختلفة ، ومنها الترجمة الفورية مع وزارة الداخلية لكنه استمر في الغناء بلغته الكوردية .. يقول نوروز ( لندن منحتني كل شيء وانا احبها ، لقد منحتني وظيفة وجواز سفر .. وانا حر وكنت اسافر بطريقة غير قانونية وخوفا على حياتي بين تركيا و ايران ولكني لم اعد مجبرا على ذلك .. لقد كنت اعيش مثل العبد وكان الامر فظيعا ولم يسمح لي بحرية الكلام و التعبير عن النفس .. و يضيف نوروز ..  لم اكن اغادر كوردستان لو كان لدي خيار الا انه لم يكن هناك طريقة لاكون قادرا على العيش تحت حكم صدام حسين بينما كان شعبي يقتل و الطريقة الوحيدة للافلات هي الهروب و الفرار .. واضاف  نوروز ايضا .. لندن منحتني الحب وكل شيء وكان من الممكن ان يتم تسليمي للعراق وكنت ساقتل ولكن بدلا من ذلك حصلت على العناية .. انتهى الاقتباس ) كان الفنان نوروز يركز في اغانيه على الجوانب  الانسانية و القومية وعلى جمال الطبيعة الجبلية في كوردستان ، وعند اقامته في بريطانيا استطاع الصعود و الشهرة في عالم الفن الموسيقي و الغناء واتيح له فرص  لتسجيل اغانيه في ( استوديوهات آبي ) التي سبق ان سجلت فيها فرقة ” البيتلز ”  الاغاني  ، وسجل الفنان نوروز مؤخرا اغنية جديدة بعنوان ( اظهرلي الحب )                                .  .
” المصادر و المراجع :  1 – سناء الشعلان ” لقاءات حوارية .. لقاءات مع مبدعين عالميين ” يوتيوب 2  –  ”  دلشاد محمد سعيد  ملحن وعازف كردي ” فيسبوك  17 / 11 / 2017  3  –  احمد الزاويتي ” دلشاد محمد سعيد .. سفير الموسيقى الكوردية ” قناة الجيرة يوتيوب  8 / 11 / 2016    4  – ” دلشاد .. قيثارة الموسيقى الكردية ” رامينا نيوز  11 / 6 / 2021  5 – ”  دلشاد محمد سعيد ” ويكيبيديا – الموسوعة الحرة  21 / 12 / 2022  6 – ” رجال الجبل و الهور … شخصية من بلادي .. دلشاد محمد سعيد  ” فسيبوك  8 / 7 / 2023  7 –  ” رموز .. الموسيقار دلشاد محمد سعيد ” يوتيوب  15 / 12 / 2021   8  – ” من زاخو الى لندن : رحلة للمغني الكوردي من عقوبة الاعدام الى الشهرة ” شفق نيوز 4 /6 / 2023 .                        .

3 Comments on “عمالقة موسيقى وغناء الكورد .. جنوب كوردستان ( محافظة دهوك  3 )-  ا . د . قاسم المندلاوي ”

  1. مقالة جميلة و معلومات مهمة عن فنانين مبدعين ومثابرين رغم كل الصعاب والاضطهادات. شيء جميل انهم استطاعوا الاستقرار في اوربا ومتابعة نشر فنهم الجميل.نتمنى لو اقليم كوردستان يكرمهم ويوفر لهم كل الذي يتوجب لبناء مدرسة موسيقى عريقة. شكرجزيل ل د.قاسم على تسليط الاضواء على فناين الكورد المرموقين.

  2. شكرا وتقديرا يا ” اماني ” على هذا التعليق الجميل .. وتقديم مقترحات ضرورية و مفيدة جدا .. وخاصة بالنسبة لدعم الفنانين الكورد ماديا من قبل اقليم كوردستان .. وبناء اكاديمية موسيقية عريقة .. نامل ان تتحقق قريبا .. مرة اخرى كل الشكر و التقدير

  3. الأخ القدير قاسم مندلاوي تحياتنا
    نهنئك على الإخلاص والحس الوطني في بلورة صورة وواقع الفنانين والمبدعين حول الوطن ٠
    ويسرني أن أظيف شيئاً بخصوص الموسيقار (دلشاد محمد سعيد) ٠ لقد بزغت شمس موهبته منذ نعومة أظافره ٠وإلتمست ذلك عن طريق الصدفة في إحدى مناسبات نوروز الوطنية فترة ١٩٧٣ – ١٩٧٤ في العمادية وكنت من المشاركات ضمن برامج الاحتفال ٠ الذي أقيم في مدرسة قباد التأريخية التي كانت مركز شرطة زمن الإمارات الكردية في العهد العثماني ٠ وصدفة ظهر (الموسيقار دلشاد محمد سعيد) ضمن المشاركين وكان مازال شاباً يافعاً فقدم أجمل مقطوعة أبهرت الجمهور … وأحدث رد فعلاً ملفتاً٠
    نتمنى لكم الصحة والتوفيق٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *