كيف ستنتهي حرب لبنان- كامل سلمان

الحرب بين حزب الله وإسرائيل لا يمكن أن تطول كحرب غزة أو كحرب روسيا واوكرانيا وغيرها من الحروب لأن إطالة أمد الحرب تعني دمار لبنان بالكامل مع هذا الكم الهائل من الغارات الجوية الإسرائيلية ليلاً ونهاراً إضافة إلى ارتفاع اعداد الضحايا بشكل مطرد فعندها ستصبح وصمة عار في جبين الإنسانية وكذلك لا يمكن أن تطول هذه الحرب لأن اهداف الأطراف المتصارعة محدودة وليست اهداف استراتيجية ، فالحل يجب أن يكون حاضراً وأفضل الحلول هي تطبيق القرارات الدولية . ولكن المشكلة أن حزب الله يعتبر تطبيق القرارات الدولية هزيمة مطلقة له ، لماذا ؟ تطبيق القرارات الدولية يعني نزول القوات الأممية والجيش اللبناني على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بمعنى أدق عزل حزب الله عن الحدود الإسرائيلية وهذا الشيء يقتل حزب الله لأنه تنظيم عقائدي مسلح له اهداف اقليمية كبيرة بمجرد عزله يعني لا معنى لوجوده المسلح ولا قيمة لترسانته الصاروخية وهذا مالا يرضاه الحزب فهو لا يستطيع أن يكون حزباً سياسياً فقط داخل لبنان بدون سلاح وبدون حروب عقائدية ، فالحزب أمام خيارين احلاهما مر ، اما الأستمرار بالحرب وتحمل الخسائر الفادحة ودمار لبنان وتناقص مقدرته الدفاعية والهجومية تدريجياً خاصة بعد أن ابدت اسرائيل تفوقاً كبيراً على حزب الله بشكل اذهل العالم كله وفي جميع المجالات الاستخبارتية والسيبرانية والجوية والاعلامية والسرعة والمفاجأة بالرغم من أن حزب الله كان على قدر عال جداً من الاستعداد والتحدي ، او القبول بالقرارات الدولية القاتلة والمذلة بنفس الوقت حسب اعتقاد الحزب ، إيران من جهتها ستعمل على استثمار هذه العجة لصالحها وستحاول جاهدة أن تعطي لحزب الله مبرراً لقبول تطبيق القرارات الدولية من خلال ربط وقف إطلاق النار في غزة وبدأ مفاوضات الملف النووي مع قبول حزب الله بتطبيق القرارات الدولية لكي تعلن للعالم بأن دخول حزب الله الحرب قد حقق اهدافه ، لكن مع هذا الانتصار المعنوي إن تحقق لجبهة الممانعة التي تقودها إيران فأن تنظيم حزب الله في كل الأحوال يكون قد انتهى دوره عسكرياً ومن المحتمل جداً سيتم نزع سلاح حزب الله أو بيعه لبعض الدول الأخرى التي فيها حروب قائمة . أما إسرائيل فقد استطاعت أن تثبت قوتها ومقدرتها غير المحدودة ولعليّ أظن بأن لا أحد بعد اليوم يفكر بمحاربة إسرائيل ، فهي فعلاً انتصرت وستكون قد حققت اهم اهدافها وهي أمن إسرائيل . المشكلة التي لم تكن إيران وحزب الله يدركونها والآن قد أدركوها هي أن إسرائيل ليست مجرد كيان صغير ، هي أمريكا هي حلف الناتو هي العالم الغربي كله بمعنى أن التفكير بإزالة إسرائيل اشبه ما يكون التفكير بإزالة امريكا واوربا من الوجود ، هذه الحقيقة لم يكونوا يدركونها لكن الصدمة التي تعرض لها حزب الله جعلت جبهة الممانعة تدرك ذلك يقيناً وعلى اساس هذا الإدراك المتأخر ستتغير المفاهيم الإقليمية والدولية عند القيادة الإيرانية وكذلك عند بعض شعوب المنطقة ، فلم يكن الرئيس الإيراني المنتخب بزشكيان غافلاً عن هذه الحقيقة عندما أبدى قناعته بضرورة فتح قنوات التواصل مع الغرب كله وخاصة مع أمريكا في هذا الوقت بالذات ، واستطيع التخمين بأنه لا يمانع فتح القنوات الدبلوماسية حتى مع إسرائيل بالعلن أو بالخفاء لأنه عرف تماماً بدون موافقة إسرائيل لا جدوى من أية مفاوضات مستقبلية مع الغرب ، هذه ليست تحليلات مكتبية هذه وقائع أفرزتها احداث غزة وحرب لبنان وأكدتها تصريحات الرئيس الإيراني المرنة جداً تجاه الغرب وكذلك رؤيته لنتائج حرب لبنان ، وبالمقابل يجب أن يفهم الجميع بأن قادة دول الجوار لإسرائيل إبتداءاً من الرئيس المصري الراحل انور السادات قد فهموا هذه الحقائق وعملوا على اساسها سياسياً لا عسكرياً و وضعوا القضية الفلسطينية نصب أعينهم ولم يتخلوا عنها وسيصار عاجلاً أم آجلاً إلى حل شامل للقضية الفلسطينية دون إراقة الدماء ودون حروب ودون تدخل الشعارات المضللة الفارغة ، فهل نتوقع أن تنضم إيران الإسلامية الى السكة التي تسير عليها الدول العربية وتتعامل بواقعية مع الأحداث الشرق اوسطية أم أن إيران لها رأي آخر ؟ أقول كلامي هذا دراية مني بأن إيران تعلم يقيناً بإنها لن تنجو من مخالب إسرائيل مالم تتعامل بواقعية مع الصورة الجديدة التي ستؤل إليها نتائج حرب لبنان . دعواتنا للشعب اللبناني وكل شعوب المنطقة بالانفراجة والأمن والسلام .

2 Comments on “كيف ستنتهي حرب لبنان- كامل سلمان”

  1. الغرب ( أمريكا وأوروبا وأستراليا ووو) ومن معهم كلهم فارغون وليسوا أقوياء ….. قوتهم يستمدونها من حيلتهم وخديعتهم وليست من نفسيتهم وما يأمنون به ( لأنهم لا أيمان لهم ) بمقارنة بسيطة مثل معاوية والأمام علي ( عندما يقول عليه السلام ليس بأمكر مني ….
    ولكن تاريخنا حافل بالخيانات ، من كان يرسل الجيوش بدون عتاد وعتاد فاسد وووووما صدام حسين ببعيد عن ما رأيناه بأعيننا ….أيران و من معهم يعلمون جيداً منهم ومن عدوهم ولا أنا ولا كاتب المقال المحترم نعلمهم …. أن عملية ٧ أكتوبر أفقدت الكيان صوابه وتوازنه ومن كل الاتجاهات وصار عملهم العسكري وجودياً مثل ( والله الأعلم ) أوائل العصابات الصهيونية التي قتلت وشردت وفعلت ما فعلت في بداية تأسيس كيانهم ، وعندما جاء الدعم غير المشروط والمسبوق من شياطين الغرب ( بل هم أساتذة الشياطين ومعلميهم ) بدأت تزداد وتتغير الأهداف حسب هذا الظرف فما زالت الخيانات العربية ( نفس الخيانات الكردية و أشقائهم ) أحدهم يكره حماس ويحرض على أبادتهم والآخر يكره حزب الله ويحرض عليهم والآخر يصد المقذوفات على أسرائيل …. فيتم الآن أحياء من جديد مخطط تفتيت المنطقة ( تتبناه أسرائيل ) بعد فشل ( داعش ) وما تصريح محسن رضائي إلا تفسيراً لهذا ( مثل تحرك ومجئ قاسم سليماني في سنة ٢٠١٤ في مطار بغداد ….. وما يصدر من مسرور من ترتيبات وتحضيرات للأقليم ، يعرف قبل غيره ماهي أهداف هذه المعركة …..

    1. أنت تقول ( امريكا واوربا وإسرائيل فارغون وليسوا اقوياء ) يا أخي احترموا عقولنا واحترموا عقول الناس . ثم تقول ( تأريخنا حافل بالخيانات ) لماذا الخيانات عندنا وليست عندهم ؟ أنت من تجيب على ذلك . اخي العزيز ابتعد قليلاً عن الخطابات العاطفية الحماسيّة وتحدث بما هو واقع ، فأنا لا أكن الكراهية لأحد ولكني اتحدث بما تراه العين فما يصيبك يصيبنا جميعاً فأعطوا لعقولنا نصيب من التفكير وكفى خداع ، تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *