العلاقات الإسرائيلية-الإيرانية: تصعيد مستمر أم إعادة تموضع؟- الكاتب: ذنون يونس صالح البكدلي

تظل العلاقات بين إيران وإسرائيل من أكثر القضايا تعقيداً وتوتراً في الشرق الأوسط، حيث تتشابك المصالح السياسية والإستراتيجية في المنطقة مع الأبعاد التاريخية والدينية. تتصاعد حدة التوترات بين البلدين، مع بروز التطورات الإقليمية والدولية التي تعيد رسم معادلات القوة والنفوذ.

على مر العقود الماضية، انبثقت هذه العلاقة العدائية من مجموعة من الأسباب، منها التنافس على النفوذ الإقليمي، والسياسات الخارجية لكل من طهران وتل أبيب. فيما تواصل إيران دعمها لحركات مثل “حزب الله” في لبنان، و”حماس” في فلسطين، تحاول إسرائيل الحد من النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، والعمل على منع إيران من تحقيق أي طموحات نووية.

التطورات الأخيرة في المنطقة أظهرت تعقيداً أكبر في هذه العلاقة المتوترة. إسرائيل، من خلال تحالفاتها الجديدة مع بعض الدول العربية عبر “اتفاقيات أبراهام”، عززت من مكانتها كقوة إقليمية محورية. في المقابل، تواجه إيران ضغوطاً متزايدة بسبب العقوبات الدولية وتحديات داخلية متعلقة بالاقتصاد والسياسة.

التصعيد العسكري بين الطرفين لم يتوقف، حيث تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية مستمرة ضد أهداف إيرانية في سوريا، في محاولة لعرقلة الجهود الإيرانية لتعزيز وجودها العسكري هناك. من ناحية أخرى، تقوم إيران بتطوير قدراتها الصاروخية والعسكرية في المنطقة، مع تركيزها على بناء تحالفات إقليمية لمواجهة التهديد الإسرائيلي.

المعادلة السياسية المعقدة في الشرق الأوسط تجعل من الصعب توقع مسار واضح للعلاقات بين إسرائيل وإيران في المستقبل القريب. يبدو أن الطرفين يتجهان نحو مزيد من التصعيد، ولكن مع وجود مسارات خلفية قد تكون مفتوحة لإعادة تقييم السياسات أو التوصل إلى تفاهمات غير معلنة.

في ظل هذه التحولات، يبقى السؤال الأكبر: هل ستشهد المنطقة في المستقبل القريب مواجهات مباشرة بين إيران وإسرائيل، أم ستستمر اللعبة السياسية والاشتباكات المحدودة، ضمن إطار الصراع بالوكالة؟

تعد هذه المرحلة نقطة تحول في العلاقات الإقليمية، حيث يبحث الجميع عن موقعهم الجديد وسط التغييرات المتسارعة. في النهاية، سيظل مستقبل العلاقات الإسرائيلية-الإيرانية مرتبطاً بالتحولات الجيوسياسية الكبرى في الشرق الأوسط، وبقدرة الأطراف المعنية على التفاوض أو الصدام.

الكاتب والصحفي: ذنون يونس صالح البكدلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *