نستطيع القول أن هناك العديد من الاحزاب في أقليم كوردستان المرتبطة بشخص واحد و بمجرد موت أو أزاحة هذا الشخص فأن الحزب سينتهي. حركة التغيير و مؤسسها نوشيروان مصطفى أكبر مثال على أن ذلك الحزب كان حزبا لشخص واحد و بمجرد موت ذلك الشخص أنتهى ذلك الحزب على الساحة السياسية و فقد قوته. لأن موت نوشيروان مصطفى أدى الى جفاف النبع و المصدر المالي لهذا الحزب بعد أن سجل الاخير الاملاك التي أعطاها له جلال الطالباني بأسم أبنية و قام الاخيران بأحتكارها لأنفسهم شخصيا.
وأذا كانت حركة التغيير مثالا حيا لقولنا هذا فأن العديد من الاحزاب الاخرى تنتظر نفس المصير أذا أستمر حالها كما هو علية اليوم.
حركة الجيل الجديد بقيادة ساشوار عبد الواحد هي الاخرى احدى الحركات المرتبطة بهذا الشخص فقط و بأمواله. و من المؤكد أن هذه الحركة ستنتهي بمجرد أنتهاء ذلك الشخص قبل استلام السلطة و التمتع بمالية مستقلة أما أذا سنحث له الفرصة باستلام السلطة فأن الامر قد يختلف.
حركة جبهة الشعب التي أسسها لاهور شيخ جنكي الذي تم طردة من الاتحاد الوطني الكوردستاني بأنقلاب “عسكري” هي الاخرى مرتبطة فقط بهذا الشخص و بمجرد أبعاد أو موت هذا الشخص فأن هذه الحركة سوف تنتهي و سوف لن يبقى لها أثر.
الاحزاب الرصينة و الحقيقية هي التي يتم بناءها على نظام سياسي حزبي ديمقراطي واضح و ليس من من قبل شخص معين يسيطر عليها كما يريد و يدرها حسب أهواءة.
في الدول الاوربية و حتى في بعض دول الشرق الاوسط هناك أحزاب مبدأية و المنتمون الى الحزب مجتمعون حولة على أساس برنامج سياسي واضح. و نرى عندها تداول المناصب حسب البرنامج و المنهاج الداخلي للحزب.
ففي أمريكا تداول الحزب الجمهوري و الديمقراطي عشرات الرؤساء و الاحزاب باقية كما هي. نفس الشئ في فرنسا و الدول الاسكندنافية و ألمانيا و بريطانيا. فرؤساء الاحزاب راحلون و الحزب باق كما هو في الساحة السياسة لأن الافكار و الايديولوجيات تجمعهم و ليس الاشخاص.
حتى في تركيا هناك أحزاب تحمل أيديولوجيات و تم أستبدال رؤسائها و هي مستمرة. حزب الشعوب الديمقراطية الكوردي هو الاخر من الاحزاب ذات الايديولوجية الاشتراكية القومية هي من الاحزاب التي يتم فيها تداول الرؤساء و التي لا تتأثر بأزاحة رؤسائها و لا حتى أسماءها. لربما سيكون حزب العدالة و التنمية الحاكم من الاحزاب التي تضعف كثيرا بمجرد زوال أردوغان لأنه الاخر قام بأحتكار السلطة الحاكمة و الحزبية.
و من هذا الشرح نستنتج أن المعارضة في أقليم كوردستان هي معارضة غير مبنية على الايوديولوجية السياسية و لم يتم تشكيلها أعتمادا على منهاج و برنامج حزبي متين بل أن رؤساء المعارضات الكوردية و بشكل شخصي يمتلكون تلك الاحزاب و هذا يعني أن الحزبان الحاكمان في أقليم كوردستان الى الان لا يواجهون معارضة حزبية حقيقية بمعنى الكلمة بل أنهما يواجهون معارضة اشخاص محددين تنتهي معارضتهم بأنتهائهم، هذا أذا لم يقوموا بأحداث تغيير جذري في طريقة قيادة تلك الاحزاب.
صحيح أن الحزبين الحاكمين في الاقليم ( الحزب الديمقراطي و الاتحاد الوطني) يتم قيادتهم من قبل اشخاص محددين و لكن و بسبب الولادة الفكرية و السياسية لهذين الحزبين و كذلك المؤسسات المالية و العسكرية و السياسية التي يمتلكونها فأنهما يستطيعان تجديد أنفسهم و خاصة أن لديهم من يروث تلك الاحزاب بوفاة رؤسائها.
لذا فمصير الحزبين الحاكمين في الاقليم يختلف عن مصير أحزاب المعارضة في الاقليم. نعم هناك أحزاب سياسية ذات أيديولوجات كالحزب الشيوعي و لكنها أحزاب صغير لا تأثير لها على الساحة السياسية.
إن الأحزاب الكردستانية في العراق هي أحزاب عائلية تفتقر إلى المنظّرين والمفكرين، ولا تمتلك استراتيجية سياسية أو اقتصادية. زعماؤها الحاليون يكادون أن يكونوا أميين، يعتمدون على بعض المثقفين وأشباه المثقفين من المنتفعين من جهل القيادات الحزبية.اقتصادية.
لقد استغربت عند وضع حجر الأساس لمشروع محطة الطاقة الكهربائية الشمسية بقدرة 25 ميغاواط كهرباء، بتكلفة 100 مليون دولار وعلى مساحة 590 دونم، أي 1,475,000 متر مربع. في كردستان وحضرها رئيس وزراء الإقليم، وهذه أكبر عملية فساد في كردستان تعود إلى جهل القيادة السياسية لحكومة كردستان، وذلك للأسباب التالية:
إن كلفة نظام الطاقة الشمسية لـ 25 ميغاواط لا تتجاوز 12 مليون دولار، فهل تصل كلفة التركيب والتوصيلات إلى 88 مليون دولار؟
مديرة الشركة الصينية ألقت الكلمة في الحفل باللغة الصينية، مما يعني أنها لا تجيد اللغة الإنجليزية. فكيف تم التفاوض على الصفقة مع الشركة الصينية ومديرتها لا تتحدث الإنجليزية؟ وقد بحثت عن اسم الشركة في الصين ولم أجدها في قائمة الشركات المختصة بالطاقة الشمسية أو في قائمة الشركات المعروفة في الصين.
مساحة الأرض المخصصة للمشروع يمكن أن تتسع لعشر محطات طاقة شمسية بقدرة 25 ميغاواط لكل منها.
من المعروف في حسابات تطوير المحطات الكهربائية التقليدية أن التكلفة التقديرية لكل ميغاواط تسليم مفتاح تبلغ مليون دولار، أي أن محطة كهرباء تقليدية تعمل بالوقود (مثل التوربينات الغازية) بقدرة 25 ميغاواط لا تتجاوز كلفتها 25 مليون دولار. بمعنى آخر، بقيمة المحطة الشمسية يمكن بناء محطة كهرباء غازية بقدرة 100 ميغاواط.