لماذا هذا الحقد اتجاه ادارة روزآفا كوردستان؟ – جان آريان-ألمانيا

إن طبيعة بعض البشر الخصوصية هي معقدة ومغرضة جدا، بحيث لا تتحمل حتى لعمل جاره في حقله الخاص به، بل تسعى إلى الملكوت العام في الأرض والسماء معا، مع أن أصحابها لا يفقهون حتى الفباء صيغ ادارة المجتمعات!
الكل يعلم ظروف الحركة الكوردية التحررية لروزآفا كوردستان الصعبة السابقة قبل ٢٠١١، وبمجيء الظرف الذهبي عقب ذلك، ولله الحمد، تمكن صقور ولبوات YPG-YPJ بسرعة البرق من استثماره والاسنتنهاض سياسيا وتسليحيا لخوض الكفاح التحرري بالغالي والنفيس على الساحة ومن حسن الشنص بالتحالف مع الغرب أيضا، أي وفق قاعدة، اذا تسنى لحركات التحرر ظرف مهيء، فعلى قادتها الاستثمار الايجابي الفوري له، وإن تهربو او تخاذلوا وقتها، فهم قد ارتكبوا الإثم الأعظمي.
هنا، فقد تمكن هؤلاء الصقور بذلك خلال فترة محدودة من بناء ادارة ذاتية ومؤسسات قومية تعليمية وادارية متواضعة ولو أنها في مرحلة جنينية بعد وكثيرا ما أدعوها إلى مكافحة فساد بعض قادتها السياسيين والعمل بعيدا جدا من تجربة ادارة باشور كوردستان الفاسدة والهيمنة العائلية التسلطية، وكذلك المهم جدا في هذا الاطار، فلولا عنفوانهم وتضحياتهم الكثيرة تلك، لتمكن داعش وحده من غزو أغلب المناطق الكوردية لروزآفا كوردستان.
إزاء هذا الاستحقاق المناسب، وبدلا من تقديم التأييد والترحيب الواجبين من قبل الجيران الكورد للإدارة الذاتية وبها، فإذا بطرف ب.د.ك.ع يكن لها كل العداء والحقد السوداويين، وما كان حتى إرسال ادارة باشور لبعض المساعدات اللوجستية للصقور خلال مقاومتهم لداعش لدى معركة كوبانى، قد جاء ذلك بناءا على دعوة طرف يكيتي والتحالف الغربي، بينما كان قد تردد طرف البارتي واردوكان بداية لتقديم تلك المساعدات المحدودة، هكذا ولا يزال تلك المعاداة والبغض قائمين ويحاول غالبا علىخلق المشاكل والمصاعب لها، بينما نرى في هذا المجال المواقف المشرفة الايجابية ليكيتي اتجاه ادارة روزآفا واتجاه YPG-YPJ.
في هذا السياق، يلاحظ المرأ بأن البارتي-العراق يشعر دوما بهاجس وكابوس الحصار الكوردستاني له، فهو قد ساعد نظام الملالي الايراني في أعوام ١٩٨٢/١٩٨٤ ضد بيشمركة الشهيد قاسملو في روزهلات كوردستان/ وفق بيانات كتاب الكاتب الهولندي المحايد، وكذلك الاستعانة بقوات صدام المقبور ضد يكيتي في ٣١ آب ١٩٩٦ الأسود المشؤوم وهكذا إلى الآن ينسق ويتعاون مع الاردوكانية العنصرية ضد الحركة التحررية الكوردستانية الشمالية والغربية، هذا من جانب، ومن جانب ثان فهو ينطلق في ذلك من داء غرور وهيمنة أبدية بحيث لا يتحمل مشاهدة ومعايشة وجود حركات كوردستانية قوية وادارات ذاتية كوردستانية أخرى مستقلة بشؤونها الادارية والكفاحية الخاصة بها.
لذلك كله، لا بد من اعادة جمهور وأعضاء البارتي الموضوعيين الواقعيين النظر بتلك النزعة السيئة الخطيرة لمتنفذي البارتي والدعوة إلى الحوار والتفاهم والتكاتف مع تلك الحركات والادارات الكوردستانية وذلك من منطلق قومي تحرري.