تداعيات الأوضاع واشعال الحرب في المنطقة  – الجزء الأول-  مصطفى محمد غريب

تتجلى أوضاع منطقة الشرق الأوسط بانها كانت وما زالت بؤرة لاشتعال الحرب الشاملة ليس على نطاق المنطقة فحسب، بل امكانيات الامتداد الى ارجاء المعمورة واستعمال السلاح النووي الكارثي، ونجد ان هذه الأوضاع المتوترة والتي تخلق النزاعات ولإشعال  الحرب سببها دولتين ، إسرائيل والأخرى ايران،  ونستشرف خطورة الأوضاع كما هو في الوقت الراهن حيث ما

1 – تقوم به إسرائيل من تحديات واعتداءات واحتلال أراضي الغير بالتوجه لاستكمال مخططها العدواني ضد الشعب الفلسطيني والعدوان على غزة والضفة الغربية المحتلة والعدوان على لبنان وتدمير لبنان والقيام بالاغتيالات مثلما حدث للزعيم الفلسطيني رئيس حماس ” إسماعيل هنية ورئيس حزب الله في لبنان “حسن نصر الله” وغيرهما

2 – النهج التي تتبناه إيران من خلال ولاية الفقيه للهيمنة والسيطرة وتدخلاتها وتوريدها السلاح ودعم المنظمات والميليشيات المسلحة والتصريحات بالقضاء على إسرائيل وتبادل الهجمات بالمسيرات والطائرات الحربية والهجمات الصاروخية من اجل الهيمنة وتوسيع النفوذ.

العودة للماضي القريب وارتباطه بما يحصل الآن على ارض الواقع يدلنا على اهم القضايا المخطط لها وعن تلك السيناريوهات التي وضعت في الدوائر المختصة التي تعمل على خلق بؤر مشتعلة لخدمة المصالح وقد أظهرت الاحداث وتداعيات الصراع العربي الإسرائيلي منذ يوم 7 اكتوبر2023 ان اهم قضية ممكن الاستفادة لأدانتها منها سياسة اسرائيل الاستيطانية واحتلال أراضي الغير بالقوة وفي مقدمتها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967،التوترات التي استمرت لحقب طويلة  نتجت عن دخول إيران على الخط عندما تبنى النظام الإيراني في عهد الخميني شعار تصدير الثورة، الحكم الإيراني الذي كان آيل للسقوط بقوة المعارضة الإيرانية لولا الحرب الذي شنها نظام البعث بقيادة صدام حسين مما جعل الشعب الإيراني بدلاً من التوجه لأسقاط النظام حينذاك الى الدفاع عن الوطن ، وانتهت الحرب كما نعرف وبقى النظام الإيراني ثم جاء احتلال العراق تحت حجة وجود أسلحة الدمار وتسليم السلطة للقوى السياسية الدينية الشيعية التي كان اكثرها مدعوماً من قبل إيران لابل البعض منها تأسس في ايران وبدأ تأسيس الميليشيات الشيعية المسلحة التي اخذت تهيمن على الأوضاع السياسية والاجتماعية ثم انتقال بعضها الى سوريا بالوقوف مع حزب الله اللبناني  ،  اما الخدمة  الكبيرة التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية لتطوير الماكنة الحربية الإيرانية فقد اصبحت تهدد وتشكل خطراً حقيقياً على دول المنطقة تحت طائلة القضاء على إسرائيل!، في الجانب الآخر فقد سمح لها التدخل ثم الهيمنة على العراق وارسال ميليشيات شيعية مسلحة الى سوريا والتعاون خاصة مع حزب الله  اللبناني، وامتد المخطط واخطبوطه الى اليمن، لا نهدف التوسع أكثر في هذه القضية التي تبعدنا عن الموضوع الذي نهدف للتطرق إليه، لكن هناك سؤال مهم

ــــ هل هناك عداء مستعصي بين إيران وإسرائيل ؟ الجواب نعم من اجل الصراع على المنطقة وما يكمن في السياسة الإسرائيلية العنصرية والسياسة الإيرانية التي رسمت على أساس تصدير الثورة الإسلامية الشيعية ومنها

اولاً: دول الجوار وفي مقدمتها العراق ثم دول الخليج وسوريا ولبنان وحسب الإمكانيات والسعي للتدخل في الشؤون الداخلية لدول اخرى

ثانيا: تطوير الماكنة العسكرية وتصنيع وتوريد السلاح بما فيه المشروع النووي تحت طائلة من الحجج الواهية لذر الرماد في العيون

رابعاً : كبت أية معارضة داخلية بوسائل قمعية وحجب الحريات العامة والخاصة.

اما إسرائيل ذات النهج الصهيوني فقد استخدمت جميع الوسائل لكي تستولي على الأراضي في فلسطين ولم تكتف هذه الدولة بما لها من حدود واستغلت تبعثر واختلاف حكومات البلدان العربية التي كانت تتصارع فيما بينها تحت طائلة من الحجج الظاهرية إلا ان جوهر هذا الصراع هو الارتباطات الخارجية والمصالح الذاتية، وبعد ان ثبتت إسرائيل دولتها وما حصلت عليه من دعم الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا واكثرية دول الناتو فقد قامت إسرائيل بحربها الثالثة 1967 حيث تميزت بقيامها بهجوم مفاجئ مستعملة قوتها الجوية حيث دمرت المطارات والطائرات المصرية وبهذا حسمت بشكل واسع مجريات الحرب والتأثير عليها واعد ذلك نصراً واضحا لإسرائيل ولقد اشارت الدوائر المختصة بفقدان وقتل ما بين ( 9800 و 15،000) جندي مصري وأسر ( 4338) اما خسائر الأردن فقد كانت نحو ( 6000) بين مفقود وقتيل وأسر ( 533) جندي إضافة الى الخسائر في سوريا وقتل نحو ( 1000) جندي سوري و ( 367) أسير وهناك خسائر في لبنان … الخ  بينما كانت خسائر إسرائيل حسب التقديرات حينذاك ما بين ( 776 و 983) جندي إسرائيلي قتيل و جرح ( 457) وأسر ( 15) جندي إسرائيلي** وبهذا استولت إسرائيل على غزة والضفة الغربية من فلسطين ثم شبه جزيرة سيناء من مصر والجولان من سوريا وأراضي لبنانية ايضاً ولم تنته الصراعات والحروب في المنطقة، أما الحروب الأخرى التي خاضتها إسرائيل منذ 1948 يوم قيام دولتها التي اعلن عنها ديفيد بن غوريون وإجبار ( 760) الف فلسطيني على طردهم من ديارهم وممتلكاتهم ومنذ ولادتها والتوترات والحروب تتوالى في المنطقة ، بدءً من العدوان الثلاثي عام 1956 ثم 5 / 6 / 1967 التي اطلق عليها ” النكسة ” ضد مصر والأردن وسوريا حيث تم الاستيلاء على الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وسيناء المصرية والجولان وبقيت الأوضاع متوترة ومخاطر الحرب قائمة فكانت حرب 6  / تشرين / 1973 التي حاولت كل من مصر وسوريا استرداد الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 5 / حزيران / ، إلا ان إسرائيل  ظلت تحتل الأراضي ولم تكتف بذلك فقد شنت حرباً لغزو لبنان 6 /6  /1982 وحاصرت العاصمة بيروت وبقت هذه التوترات والتهديدات مستمرة وشبح الحرب الشاملة في المنطقة.

يتبع