ان شعوب المنطقة وبخاصة التي قريبة من المحرقة المشتعلة من قبل إسرائيل ونهجها الصهيوني العنصري وبين النظام الإيراني التي ينتهج الطائفية تحت طائلة اسم الإسلام ومشاركة حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية والحوثيون تعيش حالة من القلق والخوف والترقب من توسيع محارق الموت والدمار وقد تشمل الحرب المنطقة بأسرها ولا سيما انطلاق التهديدات الإيرانية بضرب المصالح الامريكية وحلفائها في دول الخليج، نعم الملايين من المواطنين تتذكر مآسي الحروب الداخلية والخارجية وما أصابها من فواجع وكوارث ودمار وضحايا بمئات الالاف من الأبرياء الفقراء والكادحين والعمال والفلاحين وغيرهم بينما يجد البعض من المحللين ان الهجمات الصاروخية والمسيرات الإيرانية على البعض من مواقع في إسرائيل عبارة عن فقاعات هوائية ضمن مسرحية معدة لان غزة احترقت وتدمرت وهجر منها عشرات الالاف الفلسطينيين وها هي لبنان وحزب الله تحت طائلة المحرقة الإسرائيلية بالإضافة الى التهديدات الإسرائيلية بضرب مقرات المليشيات في العراق، ويجد الكثير من المحللين والمراقبين ان التهديدات الإسرائيلية حول الرد والانتقام من ايران تدخل ضمن هذه المسرحية. وامام هذه الكوارث ودعوات المجتمع الدولي ومجلس الامن بوقف الحرب وادانة الاعتداء على “اليونيفيل” قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام من قبل إسرائيل فان الأخيرة ماضية في عدوانها وضاربة عرض الجدار قر ار مجلس الامن وملايين المتظاهرين في ارجاء العالم بدعم ومساندة الولايات الامريكية وتزويدها بالسلاح بشكل مستمر إضافة لموقف حلف الناتو العدواني ودعمهم لإسرائيل الا من صوت واهن، الطلب عدم تكرار الاعتداءات المسلحة الإسرائيلية على قوات الأمم المتحدة ” اليونيفيل ” اما غزة واكثر من خمسين الف شهيد اكثيرهم من الأطفال والنساء والشيوخ فذلك يعتبر نزهة للعنصرية والعدنانية والبربرية التي نراها ماثلة امامنا.
ان الأوضاع غير المستقرة ومخاطر الحرب في المنطقة يتحمل مسؤوليتها مثلما اشرنا مسبقاً، بالدرجة الأولى دولة إسرائيل التي اشعلت أكثرية الحروب في المنطقة والنظام الإيراني الذي دخل على الخط بعد ثورة 1979 وانتهاء الحرب واحتلال العراق واسقاط النظام العراقي حيث أصبحت ايران قوة عسكرية لا بس بها مما تسنى لها التدخل في شؤون الدول المجاورة والمنطقة وقد حقق لها ما تطلقه من شعارات بالقضاء على إسرائيل البعض من النجاحات وما قدمته من سلاح ومال لحلفائها، وكان العراق الهدف المتقدم في دعم نهج المحاصصة الطائفية وتشكيل الميليشيات الشيعية المسلحة ثم استغلال فتوى السيد السيستاني ” الجهاد الكفائي ” لتشكيل الحشد الشعبي وارسال العديد من الميليشيات العراقية الشيعية الى سوريا ثم ما قدم لحزب الله اللبناني الذي اعلن تبنيه بكل صراحة وعلى لسان رئيس الحزب حينذاك حسن نصرالله “ولاية الفقيه الإيرانية” ثم امتداد يد ايران بتقديم الخدمات اللوجستية والسلاح والدعم المعنوي للحوثيين والمساعدة في الهيمنة على السلطة في اليمن، وأظهرت تباشير الهلال الشيعي أطماع إيران ومن هنا اصبح خطر النفوذ الإيراني يهدد الامن والسلام وبخاصة من خلال البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم بكميات كبيرة للوصول الى صناعة القنبلة النووية ، والتصنيع الهائل للصواريخ والمسيرات ، مقابل ما تمثله إسرائيل من تهديد لأمن المنطقة واحتلال الأراضي الفلسطينية والعربية بدعم الولايات المتحدة والعديد من دول حلف الناتو ومن هنا نشاهد مدى الاخطار المحدقة ودور الدولتين إسرائيل وايران وما آلت اليه المنطقة من عدم الاستقرار وتفاقم الأوضاع من سيءٍ الى الأسوأ وتدهور الأوضاع الأمنية والغليان الشعبي الذي ساد اكثرية البلدان وما احدثته هذه الاضطرابات والحروب المحلية من نزوح ملايين الناس من مناطقهم وهجرتهم الى بلدان اخرى والاعداد الكبيرة من اللاجئين لدول اوربا وغير اوربا، واذا تفحصنا الأسباب سنجدها في
1 – الحروب الإسرائيلية واحتلال الأراضي وتهديد المواطنين وخلق حالة من الخوف والقلق لشعوب المنطقة وعدم تنفيذها قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن فيما يخص الأراضي الفلسطينية المحتلة وما نشاهده من تدمير وقتل وتهجير مئات الآلاف في غزة ولبنان
2 ــ ما تقوم به إيران من اعمال لتصدير الثورة والتدخل في الشؤون الداخلية والدعم والاسناد للميليشيات الطائفية المسلحة وعدم الاستقرار الذي خلق اضطرابات داخلية واللجوء للسلاح لضمان تدخلاتها
3 ـــ الهجمات الصاروخية من قبل الحوثي في اليمن ضد السفن التجارية وضرب منطقة ايلات في إسرائيل وهو طور جديد يفرض على الساحة العربية
4 ــ بدلاً من السعي للتهدئة وكبح العدوانية الإسرائيلية يتم تزويدها بكل أنواع الأسلحة المتطورة بما فيها الطائرات الحربية .
5 – دفع إيران لوقف تدخلاتها فإن انحياز الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو يزيد من تدهور الأوضاع وتشجيع إسرائيل على الاستمرار في العدوان ثم ردة فعل إيران باستعمال الهجمات الصاروخية والمسيرات مع مشاركة كل حلفائها، الميليشيات الشيعية العراقية المسلحة وحزب الله اللبناني.
6 – الجهة الاخرى حيث تواجد القوات الامريكية في العراق وسوريا والقوات العسكرية الروسية في سوريا والاحتلال التي تقوم به تركيا من احتلال لأراضي عراقية في إقليم كردستان العراق واحتلال علني لأراضي سوريا، وارسال الاساطيل الحربية والقوات العسكرية والقيام بأنشاء قواعد عسكرية هذا الكم من القوات العسكرية والسلاح والاساطيل لا يدل على السلام، بل يدل عل مخاطر جدية لنشوب حرب شاملة..
في الوقت الراهن نجد ان التداعيات اوضاع المنطقة والصدامات المسلحة واستخدام المسيرات المسلحة والهجمات الصاروخية والطائرات الحربية ثم القيام باحتلال الأراضي اللبنانية وغيرها والتدخل الأمريكي والبعض من دول حلف الناتو والدعم المباشر وغير المباشر فإن خطر التوسع ليشمل دول المنطقة بات وشيكاً اذا لم يجر تدارك الأمر، ونعتقد ان الوقوف ضد المشاريع العدوانية الإمبريالية وكبح العدوان الصهيوني ومنح الحقوق للشعب الفلسطيني بما فيها إقامة دولته في الأراضي التي احتلت بعد حرب حزيران 1967 ،ولهذا يجب على إسرائيل وحلفائها ان تدرك انها لن تكون بمعزل من التدمير الاقتصادي والبشري، وأشار سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي الى المعضلة ” ان محاولة تصفية القضية الفلسطينية تعتبر وهما” وتابع فهمي ” ان الشعوب لن تسكت عن العدوان أو الاحتلال أو انتهاك الحريات والحقوق الأساسية “.
ان العالم يعرف تاريخ القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل اكثر من 70 عاماَ ولهذه عليها ان تدرك لا يمكن التغاضي عن حقوق الشعب الفلسطيني ، ثم على إيران أن توقف تدخلاتها في شؤون دول المنطقة والتخلي عن ما اعتمدته من تصدير الثورة، وإعادة الثقة بمشروعها النووي السلمي لأنهاء الصراع غير المجدي والذي يضر ولا ينفع والتوجه للبناء الداخلي من اجل حرية ورفاهية وأمن الشعوب الإيرانية.
ان إيقاف الحرب الحالية ومخاطرها المستقبلية عبارة عن انقاذ للسلم ليس في المنطقة فحسب بل العالم برمته فلو رجعنا الى الوراء ودققنا في تاريخ قيام الحروب وبخاصة الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية لوجدنا أسباب الانفجار وتداعيته عبارة عن لحظات واذا بالانفجار يعم الدنيا وضحاياهما بالملاين من البشر الأبرياء، ولذلك على الدول التي تشترك مباشرة ودون مباشرة بدون مسؤولية إنسانية واللامباليات للنتائج الكارثية التي خلقتها هذه الصراعات المسلحة وما تخلقه المليشيات المسلحة التابعة وتحركاتها خارج حدود بلدانها تعد جميعها مخاطر حقيقية على التعايش السلمي بين شعوب المعمورة ، يجب كبح العدوانية الإسرائيلية ومنح الفلسطينيين الحرية في إقامة دولتهم وفق قرارات الأمم المتحدة الامريكية ثم ان تكف ايران من تدخلاتها في شؤون دول الجوار وكذلك النظام التركي العدواني وعدم التهديد وتوريد السلاح للمنظمات والتنظيمات خارج حدودهما لكي تتجنب الحرب الشاملة وتبعد شعوبها عن مأساتها المدمرة .
ليتذكر الناس ان شفا الحرب تطرق ابوابهم وان الحياة نفسها في خطر لان هذه الحرب إذا ما قامت عالمياً فان قراءة السلام على الأرض واجب وضرورة، لأن الحرب القادمة ستكون نووية بامتياز!