اللاجؤون الكورد بين سندان شولتز و مطرقة أردوغان! –

 

دارت ولا تزال تدور في أروقة البوندستاغ – البرلمان الألماني – مداولات طويلة ومناقشات حادة بل مناوشات بين إئتلاف أحزاب حكومة إشارة المرور وبين أحزاب المعارضة بكافة تسمياتها وذلك حول تزايد عدد اللاجئين في ألمانيا ودعوة أحزاب المعارضة وبعض نواب الأحزاب الحاكمة أيضا لوضع ضوابط قانونية وإتخاذ إجراءات بوليسية للحد من تدفق المهاجرين عبر الحدود الألمانية ومعابرها البرية والجوية.

وأصبح هذا الموضوع في الأشهر الأخيرة شبه الشعرة التي تهدد ظهر البعير حتى وصل الأمر إلى حد جعل معظم أقطاب الحكومة والمعارضة يتفقون على ضرورة إعادة النظر في المبدأ الدستوري في القانون الألماني المتعلق بقبول لجوء كل إنسان تطأ قدماه الأراضي الألمانية وثم إلى أن وصلت الحالة إلى درجة يتقرر بموجبها مصير حكومة ألوان إشارة المرور في برلين الأمر الذي جعل الحكومة تلجأ إلى إبرام صفقة أشبه بعمليات بيع الرقيق الأسود على يد التجارالأوربيين.

والرقيق في القرن الثاني والعشرون هم أبناء الشعب الذي يزيد عدده على السبعين مليون نسمة ومساحة وطنه  كم مربع 550.000تناهز مساحة جمهورية ألمانيا الإتحادية قرابة بمرة ونصف ولكن دون أن يكون له الحق في الحرية والإستقلال.

وتعتبر كل محاولة منه للمطالبة بحقه في تقرير مصيره أسوة بسائر شعوب العالم تمردا و عصيانا وخروجا على القانون يستحق أقصى العقاب وإذا لم يقتل رافعي هذا الشعار فمصيرهم ولابد الإعتقال والتعذيب والحكم عليهم بالسجن المؤبد مع الأعمال الشاقة بعد أن تلصق به تهمة الإرهاب ولينال أقصى العقوبات وفق محاكمات صورية سبقها القرار.

ولسد باب  إنتقاد حكومة شولتز بالتهاون في قضية اللاجئين قامت وزيرة داخليته ورفيقته الحزبية السيدة نانسي فيزر بتقديم برنامج إلى البرلمان – بوندستاغ – في أواخر شهر سبتمبر بتسيير دوريات من الشرطة على معابر الحدود مع بعض الدول المجاورة.

ونظرا للتنسيق التاريخي الواسع المفتوح بابه على مصراعيه على مدى الأربعة وعشرين ساعة بين برلين وأنقرة وعلى كافة الأصعدة والمستويات فقد توصل المستشار شولتز إلى إبرام صفقة تتضمن في أولى بنودها – المعلنة – وفي المرحلة الأولى إعادة مايزيد على 16.200 لاجىء تركي من طالبي اللجوء السياسي والإنساني في ألمانيا. على أن تستمر عملية الإبعاد للبقية الذين دخلوا الإراضي الألمانية ولم يقبل لجوؤهم ورفض منحهم حق اللجوء.

أما نصيب تركيا المعلن من إستلامها لهؤلاء المبعدين هو حصولها على ماتطلب من الأموال مقابل كل رأس من اللاجئين المبعدين وأيضا تحصل على ماتريد من الأسلحة من ألمانيا.

لست أدري إذا كنت بحاجة إلى التذكير بأن 99و99% من هؤلاء اللاجئين الهاربين من تركيا هم من بنات وأبناء الشعب الكوردي المضهد والمنطقة الكوردية الممتدة من دوغو بيازيد عبر بتليس و وان عبر مراش وآمد إلى ديرسيم وحتى سيفاس…ولا أعتقد أن يصدق أغبى شخص في ألمانيا أن هؤلاء الذين سيبعدون إلى تركيا سوف ينعموا بالكرامة ويجدون من يأويهم سوى زنزانات أردوغان التي بنيت ولا تزال تبنى بأموال ألمانية على أحدث طراز يحد من حرية قاطنيها و ينقص من كرامتهم البشرية وذلك بالأموال التي تقدمها ألمانيا إلى تركيا سنويا تحت مسمى:

دعم عملية ترسيخ الديمقراطية في تركيا”“

Demokratisierung Prozess in der Türkei

democratization process in Turkey /Processus de démocratisation en Turquie

ندعو كل إنسان ومنظمة تحترم حقوق الإنسان أن تقوم وتساهم بجدية في عمليات إحتجاج سلمي ورفع المذكرات بهذا الخصوص إلى الحكومة الألمانية والبرلمان الأوربي ومختلف المنظمات الإنسانية لإيقاف تنفيذ صفقة مقايضة اللاجئين الكورد بتسليمهم إلى تركيا وتحت أي مبرر كان.

Kurdish&Islamic Studies Association

October 20th 2024