الكورد و (وعد نتانياهو) اليهودي ألاسرائيلي  كوعد (بلفور) البريطاني.. هشام عقراوي

 

تأثر النضال الكوردي من أجل التحرر و تأسيس دولة مستقلة كثيرا بوعد بلفور و طريقة تأسيس دولة أسرائيل ليهود العالم و على هذا الامل بنى الكورد سياستهم و أمالهم في الحرية و الاستقلال.  الكورد و بدلا من الاستناد على أنفسهم و على المعطيات العالمية للكفاح أتكأوا على الدول الاخرى كأمريكا و روسيا و في بعض الاحيان تحالفوا حتى مع الدول التي تحتل كوردستان على أمل أن تساعدهم تلك الدول في الحصول على حقوقهم.

مع أن أسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تم بنائها على أساس وعد من رئيس وزراء بريطانيا جيمس بلفور عام 1992 سمي بأسمة ( وعد بلفوز) المشهور، و مع أن العشرات من الشعوب الاخرى حصلت على أستقلالها من خلال نضالهم من أجل التحرر ودون وعود من دولة أخرى، ألا أن الكورد يعولون أكثر على الطريقة الاسرائلية في الاستقلال و الحصول على دولة مستقلة.

و شاءت الاقدار أن يتم حرمان الشعب الكوردي من دولته الى اليوم حيث تغيرت الظروف الدولية الى درجة أن بات البعض و منهم حتى تركيا يتخوفون من وعد اسرائيلي للكورد بتأسيس دولة كوردية. و قد تأتي الايام التي يتم الاعلان عن ( وعد نتانياهو) على غرار (وعد بلفور) و لكن وعد نتانياهو هو بشأن تاسيس الدولة الكوردستانية في الشرق الاوسط.

بلفور وعد اليهود بدولة و الى اليوم يقوم الغرب و أمريكا بحماية اسرائيل و هذا هو سر بقاء أسرائيل في الشرق الاوسط و لولا ذلك الدعم الابدي فأن دولة أسرائيل كانت ستتحول الى عصف مأكول بيد الدول الاسلامية.

عداء الدول الاسلامية للدولة الكوردية و خاصة الدول التي تحتل كوردستان لا يقل أبدا عن عدائهم لدولة أسرائيل.  فهل بأمكان دولة تتلقى الحماية من قبل أمريكا و الغرب من أجل البقاء حماية دولة كوردستان في حالة حتى نجاح أعلانها؟

الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب و خلال حملته الانتخابية الحالية نوفمبر 2024 قال بوضوح أن اسرائيل سوف لن تبقى في حالة عدم فوزة في الانتخابات و أعطى اسرائيل سنتين فقط كعمر أفتراضي للبقاء كدولة. و هذا يعني أن وجود دولة اسرائيل هو في مهب الريح و هي لا تمتلك مستلزمات البقاء أذا أستمر العداء الاسلامي الشيعي السني لدولة اسرائيل كما هو عليه اليوم. فحتى لو فاز ترامب في الانتخابات الحالية فأنه سيبقى في السلطة لأربعة سنوات فقط و عندها ستتعرض أسرائيل الى مخاطر الامحاء مرة أخرى.

و هذا يعني أن اسرائيل و من أجل ضمان بقائها لربما ستحاول أيجاد حليف لها في المنطقة حسب قاعدة عدو عدوي صديقي.و بما أن ايران و سوريا و العراق و تركيا لم يعترفوا الى الان بحقوق الشعب الكوردي و بما أن الكورد تواقون للاستقلال فأن الشعب الوحيد الذي يمكن أن تفكر فيه أسرائيل هم الكورد. الكورد فقط بأستطاعتهم تغيير المعادلة السياسية و كفة الميزان العسكري في المنطقة في حال أستقلالهم أو حتى بقائهم كورقة ضغط دائمية. لذا ليس غريبا أن نرى وعدا أسرائيليا للكورد بأسم ( وعد نتانياهو) و لكن هذا الوعد سوف لن يرتقي الى وعد بلفوز أبدا و في حال صدور هكذا وعد فأن اسرائيل يجب أن تدخل بكل قوتها و ألا فأن نهاية أسرائيل ستكون أقرب بكثير من التي أعلنها ترامب في حال فقط تلويحها بوعد نتانياهو للكورد.

حيث عندها سوف لن تحارب الدول الاسلامية اسرائيل لأنها تحتل القدس  بل لأنها ايضا  ستحاول قطع أجزاء من 4 دول أسلامية لـتاسيس دولة تكون بيضة القبان في توازن المنطقة من أجل بقاء أسرائيل.

لذا على الكورد أن يرفضوا وعد نتانياهو و يركزوا على نضالهم مع شعوب المنطقة و مع التوازنات الدولية فهي التي تضمن جوا سلميا و ملائما للبقاء. اسرائيل ليست دولة جارة لكوردستان بينما الكورد و شعوب المنطقة مجبرون على العيش معا سواء كدول مستقلة أو شعوب داخل نفس الدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *