المؤتمر الطبي العاشر لمیسوپوتامیا علم أم سياسة؟!- د. عبدالباقي مایی

 

عقد المؤتمر الطبي العاشر لمیسوپوتامیا فی أربيل بین ٣١\١٠ – ١\١١\٢٠٢٤ وذلك فی ضیافة نقابة أطباء أقلیم كوردستان العراق.

رافق المؤتمر حوادث وإجراءات تحضیریة جديرة بالإنتباه والتساۆل، وذلك لغرابتها مقارنة بما عودتنا عليها اللجنة المؤسسة من العلنية و الشفافية والتشاور و الإستقلال السیاسی و الإختیار العلمي وفق القوانين و القواعد العالمية فی هكذا مۆتمرات علمیة. فقد تأسس المؤتمر بمبادرة مجموعة من أطباء و أكادیمیین أكراد من كافة أجزاء كوردستان ممن یعیشون ویعملون غالبا فی خارج كوردستان. والغرض منه هو إيجاد شبكة من مختلف الإختصاصات الطبية والصحية فی مجالات مختلفة تخص كوردستان و یتم الإتفاق علی المحاضرات والبحوث من قبل لجنة علمية یتم إختيارها بالإتفاق مع الجهة المضيفة، حیث ینعقد المؤتمر فی مدينة یتم إختيارها بالإتفاق الدیموقراطی فی جلسة خاصة فی الیوم الأخير لكل مؤتمر، وذلك رغبة فی تنظیمه بصورة عادلة فی جميع أجزاء كوردستان دون تفرقة سیاسیة أو تفضيل إقتصادي او إختيار مبني علی دین أو مبدأ، بل یتم فی الحسبان التكوين العلمي الشامل فی المجالات الطبية والصحية و العلمية المعاصرة وكذلك القابلية المادية لتمويل المؤتمر فی جو علمي و تعددی شامل وجودة عالية فی الإختیار والاداء.

حالفنی الحظ أن أكون من المشاركين فی معظم مؤتمرات میسوپوتامیا التي تحاول أن تنعقد سنويا إذا تم إيجاد مضیف يشارك فی التحضير والتنظيم والتقدیم والتمويل. وهذا ما لم يتحقق دائما بل تأخر عقد المؤتمر عدة مرات بسبب عدم توفر هذه العوامل بصورة كافیة حسب تقییم اللجنة المؤسسة. و قد حصل أقلیم كوردستان العراق علی حصة الأسد فی هذه الإختیارات، حیث تم إختيار أربيل والسلیمانیة و دهوك، وكذلك دیاربكر و مدينة وان شمال كوردستان. أما شرق كوردستان وغربها فلا زالت مدنها محرومة من هذه الفرصة.

عدم الانتماء الحزبي أو الدینی للمؤتمر كان من مقومات نجاحه فی جميع دوراته أینما عقد بالرغم من إختلاف الإختیارات و شدة المناقشات فی إختيار المدينة والمشاركین دون تأثير حزبي أو سیاسی معين.

ولكن الغموض الذي طغی علی المؤتمر العاشر حاليا تجاوز المعتاد حسب معرفتی بالحقائق التالية:

١- لم تصل المعلومات بصورة منظمة كما جری سابقا.

٢- بالرغم من إعلان إستعدادی فی تقديم ندوتين مختلفتین و محاضرة خاصة لم أستلم الجواب إلا متأخرا خلال شخص ثالث وليس من خلال إتصال مباشر.

٣- طلبت من المؤتمر مساعدة أعضاء الفرق المشاركة فی تقدیم الندوتين وذلك بإرسال دعوات خاصة لهم   من أجل الحصول علی الموافقة لعبور الحدود ولكن الجواب وصل متأخرا بحيث لم یحصل أحد من زملائي القادمین من روژئاڤا علی الموافقة، علما بأن وزارة داخلية الإقليم قدمت قائمة بأسماء ٢٠ طبيب   من روژئاڤا تدعوهم لحضور المؤتمر دون أن نعلم كیف ولماذا تم إختیار هذه الأسماء من قبل وزارة الداخلية وليس من قبل هيئات المؤتمر؟!

٤- روژئاڤا تتعرض الآن لهجوم بربری من قبل الجيش التركي تشمل البنية التحتية بضمنها المستشفيات، وهی فی أمس الحاجة حاليا للمساعدة والتضامن من الأطباء. ما سبب دعوة هؤلاء الأطباء جميعا فی هذه الفترة بالذات؟ أليس من الأحرى بوزارتنا الداخلية أن تأمر بفتح معبر “سێمالكا” لكی ينعقد المؤتمر فی روژئاڤا بدلا من أربيل فی هذه الظروف بالذات؟!

كل هذه الأسئلة بقيت دون جواب لحد الآن، الأمر الذي جعلني أن أقاطع المؤتمر لكونی بدأت أشم رائحة التسییس والتحزب فی تنظيمه المریب وتقديمه غیر المنسق وكذلك إعلامه العلني فما بالك عن ما یجری خلف الكواليس. عسی أن تحفز مقالتي هذه زملائی الذين حضروا المؤتمر إن كان لديهم علم أو معرفة لتزويدنا بالجواب المناسب مشكورين.

4 Comments on “المؤتمر الطبي العاشر لمیسوپوتامیا علم أم سياسة؟!- د. عبدالباقي مایی”

  1. عزيزي الدكتور عبد الباقي مايى المحترم.
    نظرا لكوني على معرفة بطبيعة العمل التنظيمي لجمعية منظمة ميزوبوتاميا الطبية الرائدة،وثقتي بنزاهة لجنتها الإدارية وعصامية أعضائها المسؤولين أرى أنه كان من الأفضل أن تحافظ بملاحظاتك لعرضها على زملائك – وحضرتك – تقول بأنك ترافق ميزوبوتاميا منذ تأسيسها أو على الأقل شاركت في معظم المؤتمرات التي عقدت سابقا. وإنني على يقين شبه مطلق أن زميلك السيد الدكتور حسين بكتاش وجميع من هم في ألمانيا الذي يشاركونه في الإجتماعات ويقومون بالمهام الإدارية والتنظيمية من الأطباء الذين يعملون بجدية وإخلاص لاغبار عليه، كما أنهم يملكون من الحس الإخلاقي والأدب الرفيع ما يجعلهم بعيدين كل البعد عن الولاء لغير الخدمة الطبية والرعاية الصحية لأبناء جلدتهم دون تمييز، كما أنهم من النضوج الشخصي ما يجعلهم لا يضحون بمبدئهم الإنساني مقابل النزول عند رغبة شخص أيا كان ذلك الشخص في موقعه السياسي أو النفوذ السلطوي أو يضحون بمبادئهم الأخلاقية والإنسانية تحت وقع أي تهديد أو إغراء أيا كان نوع هذا الإغراء.
    راجيا، عرض ملاحظاتك على الهيئة المسؤولة في ميزوبوتاميا وهذا هو الطريق الصواب، مادمت تتحفظ على بعض ما إعترى مؤتمر ميزوبوتاميا الأخير في أربيل 31/10/-1 نوفمبر 2024. من الأمور التي أشرت إليها في مقالتك موضوع تعليقي على مضمونها. وأنا على يقين – مطلق – بانك ستجد الجواب الشافي والحل الأفضل من زملائك القائمين على المؤتمر. بدلا من جعل ملاحظاتك على منظمة متخصصة أنت أحد منتسبيها مادة إعلامية قد يساء فهمها أو يتم إستغلالها لصب الزيت على نار الفتنة التي متأججة بما فيه الكفاية، .
    راجيا قبول نصيحتي والمثل الكردي يقول: الكبار في السن ليسوا فقهاء، ولكنهم أصحاب خبرة وتجربة.
    راجيا لمنظمتكم الرائدة المزيد من التكاتف والمهنية والنجاح والتوفيق، وحماكم الله من الدساسين والمخربين.

    1. عزیزی الأخ إبراهیم شتلو المحترم
      شكرا علی النصیحة المخلصة والساذجة منكم. فأنت لم تجب علی أسئلتی التی ذكرتها فی مقالتی والتی بنیت علیها موقفی تجاه هذا المۆتمر، و أنا لا ألومك علی ذلك إذ یظهر من تعلیقك بأنك لا تملك الجواب، فالأمر یتعلق بفقدان الشفافیة فی هذا المۆتمر بسبب رضوخه لشروط سیاسیة من أجل عقد هذا المۆتمر فی أربیل لیس إلا. وأرجو أن لایخفی علیك بأن هذه الخطوة منی فی نشر مقالتی ماهی إلا شعورا منی بالمسۆلیة تجاه شعبی و وطنی و مهنتی وقد سبقتها عدة إتصالات قمت بها مع إدارة المۆتمر و لم أحصل منها علی أی جواب مقنع لذلك أرحت ضمیری بأن أكون شفافا فی عرض رأیی وخبرتی فی مقال علنی من أجل الحرص علی المصلحة العامة عسی أن یستیقض ضمیر المخلصین أمثالك لیسألوا مثلی عن أسباب إتخاذ المۆتمر هذا السلوك الشاذ فی دورته هذه لكی لا یستمروا علی هذا النهج الخاطئ.
      مع شكری وتقدیری لمرورك الكریم
      د. عبدالباقی مایی

  2. السيد الدكتور عبد الباقي مايي،
    مستوى النضوج يستدعي منا جميعا أن نعرض ملاحظاتنا وأن نطرح إنتقاداتنا داخل التنظيم الذي ينتسب إليه المرء ومابالك إذا كنت تقول أنك شاركت وعملت لسنوات طويلة مع منظمة الأطباء الكورد – ميزوبوتاميا -. وأنا أوضحتُ أن زملائك الأطباء المقيمين في ألمانيا لم ولن ينحازوا عن مهمتهم الإنسانية كأطباء سواء كان الإنحياز جاء من سلطة سياسية بالتهديد أو الإغراء.
    كما أنني على يقين لو أن د. حسين بكتاش وجميع زملائه في رئاسة ميزوبوتاميا الطبية في ألمانيا إطلع على رسائلك وملاحظاتك لكنت تلقيت أنت منهم الرد والجواب الشافيين.
    والسذاجة تكون ممن يقفز من فوق المصلحة العامة ليثير زوبعة أنتم في ميزوبوتاميا كأطباء بغنى عنها.
    سامحك الله، ولم يكن من شيم جيل الشباب الكوردي أن يقابلوا نصيحة من يكبرهم سنا بمثل هذا النعت.
    ستصل هذه المراسلات إلى منظمة ميزوبوتاميا لكي يتم دراستها مع إنتقاداتك للمؤتمر العاشر وأعتقد أنه سيكون هذا هو السبيل لمعرفة حقيقة ما تطرقت أنت إليه في مقالتك وللإطلاع على الأسباب ومناقشتها ولتلافي تكرارها إن كان هناك من خطأ أو أخطاء لأن الطريق طويل وعلاج الإعوجاج من بدايته أفضل من الإستمهال.
    آملا لميزوبوتاميا أطبائنا النجاح والتوفيق لما أسست من أجله.

    1. عزیزی الأخ إبراهیم،

      أستمیحك عذرا إن كانت بعض كلماتی قد جرحت مشاعرك، فهذا لم یكن قصدی أبدا، و لحد الآن لاأدری إن كنت أكبر منی سنا أم أصغر.

      لقد توصلت فی تعلیقك الثانی هنا إلی شئ من ما استهدفته فی مقالتی وهو أن یتحرك ضمیر القارئ وشعوره بالمسۆلیة تجاه میزوپوتامیا لمنعها من الإستمرار فی الإنحراف نحو التسییس بدلا من الشفافیة والنزاهة العلمیة التی أنت أیضا تشاركنی فی الحرص علیها. فتصریحك “ستصل هذه المراسلات إلى منظمة ميزوبوتاميا لكي يتم دراستها مع إنتقاداتك للمؤتمر العاشر” تشیر إلی أنك سوف توصلها لهم، وهذا هو قصدی من النقد المفتوح فأنت تستحق شكری و تقدیری إن قمت بذلك. وأرجو أن تبلغهم تحیاتی أیضا وأتوقع منهم الجواب الواضح والشفاف علی جمیع أسئلتی لأنی أعرفهم شخصیا وهم دائما محل ثقتی وإحترامی. من المفروض أن یكون رئیس اللجنة العلمیة وأعضائها علی علم بجمیع الإتصالات والإقتراحات والنقد من أعضائها وما تدور من مناقشات فی إجتماعاتها حول ما یرفض ومایتم قبولها من دراسات و محاضرات و ندوات وإقتراحات، خاصة إذا كانت تأتی من أعضاء سابقین فی هذه اللجنة و لم ترد أسماۆهم كأعضاء فی هذا المۆتمر بل رفضت إقتراحاته دون مبرر علمی معلوم.

      حرصی علی إستقلالیة میسوبوتامیا من أی إنزلاق سیاسی هو الذی دفعنی لكتابة مقالتی عندما لم أستلم أی جواب منطقی من لجانها المسۆلة ولیس “بقفز من فوق المصلحة العامة” كما ذكرت. فقد سبق وأن شاركت فی تأسیس منظمات علمیة كوردستانیة محایدة سیاسیا ولكنها إنزلقت إلی الصراع السیاسی، وهذا هو الخطر الكبیر الذی یهدد العلم فی مجتمعنا إذا لم ننتبه إلیه وكشفه مبكرا قبل فوات الأوان.

      أكرر إعتذاری وأنتظر منك و من میزوپوتامیا الرد علی أسئلتی مع شكری و تقدیری مسبقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *