تواجه الأحزاب السياسية، التي يشار إليها غالبًا باسم أحزاب “المؤسسة” أو الأحزاب التي يرعاها النظام اوالرئيس، في المستقبل القادم أزمات متصاعدة تؤثر على أدائها وتحالفاتها وبقائها. وتتجلى هذه الأزمات بوضوح في الوضع الحالي للأحزاب المهيمنة والتي تريد السيطرة الكاملة على شعوبها دون عطاءاتها ودون اعتبار لكوادرها ومناضليها الذين ضحوا ولا اعتبار لاصدقائها الذين ناصروها وهكذا تبقى هذه الاحزاب تعاني من إرث من الفشل المتكرر في تحقيق الإنجازات المحلية، وتصاعد الصراعات بين القيادات الحزبية، وتشكيل تحالفات حزبية مؤسسية مائعة. بالإضافة إلى ذلك، هناك تقاطع متزايد بين الوظائف التنفيذية والأدوار الحزبية، والصراعات على هامش التحالفات الحزبية، وغياب الانسجام الإيديولوجي بين هذه التحالفات الحاكمة، وتطهير البنية الحزبية من العناصر المعارضة. وهنالك نقطة مهمة لهذه الأحزاب هو تداخلها مع الدولة بحيث يهيمن أكثر مسؤولي الحزب على الدولة والحكومة واستغلال مؤسساتها دون حق وتلك تجعل اشمئزاز العاملين في الحكومة من تصرفات هؤلاء فضلا عن ذلك تجاهل الاحزاب الاخرى الموجودة معه بالحكومة وهي تعتبر عملية انفراد بالسلطة وهذه تشكل خطر كبيرا ، ونقطة أخرى هو ضعف القيادة الحزبية في لحظات الأزمة هنالك الكثيرين من القيادات الذين وصلوا لقيادة الحزب بأساليب غير شرعية تراهم في الأزمات ضعيفي القيادة يكونون فأن ذلك يجعل كذلك خلل فكري وتنظيمي وامثال هذه الاحزاب الكبيرة معرفة الناس الوصوليين وطموحهم وهدفهم المصالح الذاتية دون غيرها ،واخيرا فإن النزاعات والأزمات والانقسامات داخل الأحزاب السياسية أو التحالفات الحاكمة في ، سواء في السلطة التنفيذية أو التشريعية، هي تعبيرات عن صراعات المصالح وليس عن قلق حقيقي على مصير الأمم. وقد تصبح مثل هذه الأزمات لا نهاية لها، مما يعرض استقرار الأنظمة الحاكمة للخطر، والتي ينبغي أن تركز على ترسيخ شرعيتها من خلال الإنجازات الملموسة، وليس مجرد دافع غريزي للبقاء بأي ثمن. وهذه العوامل تجعل انهيار هذه الاحزاب مستقبلا أن قبلنا أو لن نقبل هنالك قوانين حياتية تفرض على الجميع وخاصة نتيجة سؤ التعامل في قيادة الأحزاب الكبيرة .