عند التساٶل عن السبب أو الاسباب التي جعلت النظام الايراني يتمادى الى أبعد حد وذلك بإثارة حرب ضروس غير مسبوقة في المنطقة بحيث باتت تشکل تهديدا جديا على الامن والاستقرار فيها على الرغم من مرور عام کامل عليها، فإن السبب الاساسي يکمن في سياسة الاسترضاء والمسايرة الدولية مع هذا النظام والاستمرار في التغاضي عنه وتجاهل النشاطات المريبة والمزعزعة للأمن والاستقرار التي يحرص على القيام بها دائما کلما سنحت له الفرصة.
سياسة الاسترضاء التي شهدت ربيعها الاول في عهد الرئيس الامريکي الاسبق أوباما حيث قام النظام بتوسيع دائرة تدخلاته ونفوذه في المنطقة، أما الربيع الثاني لهذه السياسة البائسة والسقيمة فقد جرت في عهد الرئيس الامريکي المنتهية ولايته بايدن، حيث قام بإشعال الحرب في غزة من أجل إبتزاز دول المنطقة والعالم من جهة، والتغطية على أوضاعه الداخلية والتخفيف من الضغط الداخلي المسلط عليه.
هذه السياسة الفاشلة التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع النظام الايراني منذ أواسط العقد الاخير من الالفية الماضية ولحد الان، کانت ولازالت واحدة من الاسباب الاساسية في تمادي هذا النظام وقيامه بتنفيذ مخططاته المشبوهة والخبيثة التي سعى ويسعى من خلالها من أجل إبتزاز دول المنطقة والعالم بل وحتى إن هذا النظام قد ذهب أبعد من ذلك بکثير عندما خطط لمٶامرة من أجل إغتيال دونالد ترامب کما کشفت عن ذلك وزارة العدل الامريکية من خلال تقرير لها في الثامن من الشهر الجاري، وهذا يعني بأن الدول التي تقوم برعاية هذه السياسة تحصل على نصيبها منها وهو ما يثبت إنه ليس هناك أي أمان لهذا النظام المصدر للتطرف والارهاب.
اليوم، وبعد حدوث تطورين مهمين، أولهما إغلاق ألمانيا لثلاثة قنصليات تابعة للنظام الايراني وقبلها مرکز ديني مشبوه تابع له في مدينة هامبورغ، وثانيهما فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريکية، وهو المعروف بتبنيه سياسة حازمة ضد النظام الايراني کما فعل خلال عهد رئاسته الاولى، فإن المجتمع الدولي مطالب بتغيير جذري لهذه السياسة الفاشلة وإتباع سياسة تتسم بالحزم والصرامة من حيث التعامل مع هذا النظام، لأن هکذا سياسة کفيلة بتحديد دوره وتحجيمه وإجباره أن يقف عند حده.
الملاحظة المهمة التي يجب عدم تجاهلها هي إن سياسة الاسترضاء بقدر ماکانت في خدمة النظام الايراني وتساهم في بقائه والمحافظة عليه، فإنها کانت في غير صالح النضال الذي يخوضه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام، وإن تبني سياسة دولية حازمة ضد النظام الايراني تتطلب بالضرورة دعم وتإييد النضال المشروع من جانب الشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير الجذري الحقيقي في إيران، وقد آن الاوان للعمل من أجل تفعيل هکذا سياسة فعالة ضد هذا النظام.