حالة من الخوف والقلق البالغ تسود في أوساط النظام الايراني بعد الفوز الذي حققه ترامب في إنتخابات الرئاسة الامريکية والتي تعني فيما تعني إنتهاء السياسة المتسمة بالليونة والمرونة والاسترضاء التي إنتهجها الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.
يمکن القول وبکل ثقة إن مايجري حاليا داخل أوساط النظام الايراني وبشکل خاص في قمة النظام، العمل من أجل الاعداد للتکيف مع الوضع الجديد وإنتهاج سياسة تضمن إمکانية تجاوز النظام للأربع أعوام المقبلة والعبور به بسلامة، وهم يسعون من أجل هذا الهدف لأنهم يعلمون بأن الاوضاع في إيران ساخنة جدا وتحتاج الى شرارة لتحرق أخضر ويابس النظام.
فوز ترامب المتزامن مع المأزق الاستثنائي للنظام الايراني في غزة ولبنان من جراء فشل مغامرته المجنونة من أجل تخفيف أوضاعه الداخلية والذي يتزامن أيضا بتصاعد غير مسبوق للتحرکات الاحتجاجية الشعبية وکذلك نشاطات وحدات الانتفاضة ضده وحتى إن حدوث 344 حرکة إحتجاجية ضد النظام خلال شهر أکتوبر بحسب تقرير مفصل بهذا الصدد، الى جانب تظاهرات إيرانية عالمية لدعم وحدات الانتفاضة في إيران، تجعل الانظار تترکز أکثر على الداخل الايراني الذي تتزايد سخونته يوما بعد يوم، ولذلك فإن النظام يعيش في حالة خوف وترقب غير عادية.
النظام الايراني الذي طالما راهن على العامل الخارجي من أجل السيطرة على الاوضاع الداخلية المضطربة، يعلم جيدا بأن الشعب الايراني وقوته الوطنية الاولى منظمة مجاهدي خلق، لم يراهنا على أي شئ مثلما راهنا على قدراتها الذاتية وعلى إيمانهما بعدالة قضيتهما وحتمية إنتصارهما، ولذلك فإن النظام يشعر بحالة من الرعب من إمکانية أن تندلع إنتفاضة عارمة ضده تجعل العامل الدولي هو الذي يراهن عليها کما حدث مع إنتفاضة 16 سبتمبر2022، ولذلك فإن النظام يعمل جاهدا من أجل إعادة رص صفوفه وحتى إن إختفاء شارة حرب 7 أکتوبر من تلفزيوناته الرسمية وکذلك التصريحات المتوددة والميالة الى التملق لترامب، تبين وبشکل واضح بأن النظام يريد منذ الان وحتى قبل مباشرة ترامب بمهامه في العشرين من کانون الثاني 2025، أن يعمل من أجل خلق مناخ يمکن أن يساعد النظام على البقاء.
هذا النظام وکما تبين من ال45 عاما الماضية، يسعى دائما مع وجود سياق دولي متشدد ضده الى اللجوء للتهدئة والميل للمسالمة وحتى الانبطاح لحد إنتهاء هذا السياق وبعد ذلك يعود الى سابق عهده وتصرفاته المزعزعة للأمن والسلم في المنطقة والعالم، ولذلك فإنه آن الاوان للمجتمع الدولي عموما وللولايات المتحدة والبلدان الغربية خصوصا، أن يدرکوا بأن السعي لإحتواء أو مسايرة هذا النظام من دون وضع الدور والتأثير المميز للشعب ومنظمة مجاهدي خلق في مواجهة هذا النظام، فإن ما يقومون به جهد من دون نتيجة وإن ملف النشاطات المشبوهة لهذا النظام لا ولن يمکن غلقه إلا من خلال الشعب ومنظمة مجاهدي خلق، والمطلوب هو عدم المراهنة على أي موقف مساير للغرب يصدر هذاه المرة من داخل النظام الايراني وإنما يجب المراهنة على الموقف الشعبي الکاره والرافض والعازم على إسقاط هذا النظام وإغلاق ملفه الى الابد!