لم تمضي ساعات على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بصدد وقف أطلاق النار في لبنان و بدأها للحرب في سوريا، حتى هاجمت المجاميع الاسلامية الارهابية العربية السنية من جبهة النصرة و أحرار الشام و غيرها من المجاميع العربية السنية العميلة علنا لتركيا و سرا لأسرائيل بهجوم ماحق ساحق على مدن الشمال السوري. هذا الامر أدركة النظام السوري و حكومة الاسد حتى قام و على عجالة بسحب قواته من ثاني أكبر المدن السورية ( حلب) لأن النظام السوري لدية معلومات اكيدة أن تلك المجاميع لم تتحرك بمحض أرادتهم بل أنهم ينفذون أجندة أسرائلية تركية ضد النظام السوري و أيران و حزب الله.
أسرائيل تحاول من خلال تشكيل منطقة عربية سنية أسلامية خلق توازن بين العرب السنة و الشيعة في المنطقة و أنهاء النفوذ الايراني في المنطقة و ما تناولته وسائل الاعلام العربية و حتى الاسرائلية حول نية أسرائيل دعم قواة سوريا الديمقراطية في سوريا سوى أخبار لابعاد الشبهات عن عمالة القوى العربية السنية الاسلامية الارهابية لأسرائيل.
و ما يجري ليس وليدة اليوم بل أنه جار منذ استلام الشيعة لنظام الحكم في ايران و بدأ أيران بتهديد اسرائيل ووجودها من خلال مد نفوذها الى سوريا و لبنان و اليمن و غزة و العراق. هذا الامتداد وصل الى درجة من الخطورة على اسرائيل كاد يهدد حتى وجودها و ما العمليات العسكرية الاسرائلية خلال سنة كاملة في غزة و لبنان ألا محاولة أسرائلية لابعاد خطورة الاسلام الشيعي على أسرائيل.
و كما هي السياسة الامريكية في أستخدام الشيوعية الصينية ضد الشيوعية السوفيتية و الاسلام السني الطالباني الافغاني ضد الاسلام الشيعي الافغاني و الايراني فأن اسرائيل هي أمريكا و أمريكا هي أسرائيل. و نرى أن اسرائيل و صلت الى نتيجية فيها خلاص أسرائيل من التهديد الشيعي ألا و هو أستخدام العرب السنة ضد الشيعة و رأت في المجاميع العربية السنية المتطرفة خير عميل كي يستوفي الهدف الاسرائيلي.
لا يخفى على أحد أن داعش الاسلامية العربية السنية المتطرفة الارهابية لم تقم بعملية عسكرية واحدة ضد أسرائيل و لم تقم حتى بأخطاف أسرائيلي واحد في كافة أنحاء العالم. حتى حركة طالبان الافغانية لم تلمس يهودي واحد في أفغانستان. و هذا يسري على حركة النصرة و أحرار الشام و غيرها من الحركات الاسلامية الارهابية في المنطقة حيث أنها أيضا لم تنفذ عملية عسكرية واحدة ضد أسرائيل و لم تتفوة بكلمة ضد أسرائيل و قتلها للعرب السنة في غزة لأنهم فقط متخالفون مع ايران.
و في اخر الاحداث التي تجري في سوريا و قيام الارهابيين السلاميين السنة بالهجوم على مدن سورية و بدعم تركي علني و اسرائيلي مخفي تبين أن تلك المجاميع تتحرك بتناغم مع اسرائيل و تقوم أسرائيل بتوفير دعم و غطاء دولي و عسكري أستراتيجي لهم من خلال تحريك عملائها داخل سوريا و تنفيذ هجمات سيبرالية و معلوماتية.
و أغرب ما حصل هذه الايام هي تصريحات مسؤول عسكري لأحرار الشام قبل يوم لقناة روداو الكوردية و التي فيها رفض المسؤول العسكري لأحرار الشام الحديث عن أسرائيل و رفض حتى التفوة بكلمة واحدة ضد اسرائيل رغم محاولات صحفيين مخضرمين من القناة الحصول على رأي تنظيم أحرار الشام بأسرائيل و أن كان التنظيم يعتبر أسرائيل عدوا لهم. الصحفيين الكورديين أعادوا نفس السؤال و لكن بصيغة مختلفة و طلبوا بعدها مباشرة منه أن يقول رأيهم بأسرائيل ألا أنه تهرب من الجواب من خلال القول بأنه غير مخول لهكذا تصريحات و أنتقد صحفيي قناة رووداو لأصرارهم على توجية أسئلة تكشف سياساتهم تجاه أسرائيل و تركيا.
و للتطرق على ما يجري في سوريا الان و بأختصار فهي محاولة تركية لفرض نظام حكم سني أسلامي على الشعب السوري و ضمان عدم حصول الكورد في سوريا على أي حق من حقوقهم و تشكيل أقليم عربي سني متطرف في اراضي الشمال السوري و على طول الحدود التركية. كما ستضمن تركيا أن تقوم تلك المجاميع السورية الارهابية بالحرب ضد الكورد بدلا من الجيش التركي و التدخل التركي المباشر قبل وصول ترامب الى السلطة حيث هناك البعض من أصداقاء الكورد في حكومة ترامب القادمة. و ما أوصلت تركيا الى هذا القرار هو رفض الرئيس السوري الجلوس مع أردوغان و عجم مصافحته للرئيس التركي حتى في مؤتمر الدول الاسلامية الذي أنعقد في السعودية. كما أن الرئيس السوري يطالب و يشترط خروج القواة التركية من سوريا.
في سوريا تتفق الان المصالح التركية مع الاسرائيلية حيث أن اسرائيل تذهب أبعد من تركيا و تحاول أسقاط النظام السوري و تشكيل حكومة اسلامية عربية سنية في سوريا تضمن عزل العراق و المجاميع الشيعية العراقية عن اسرائيل. أي أن أسرائيل تحاول تنفيذ ما عجزت و تعجز عنه تركيا. فتركيا لا تستطيع المطالبة بأسقاط النظام بسبب علاقاتها مع روسيا الحليفة لسوريا الى الان. لكن أسرائيل تريد سوريا اسلامية سنية على غرار السعودية و باقي الدول العربية السنية التي لا تعادي اسرائيل.
لكن هذه لا يعني أبدا أن أسرائيل يمكن أن تنجح في مسعاها هذا فداعش و النصرة و أحرار الشام و غيرهم الكل من مخلفات القاعدة و التي قامت أمريكا بتشكيلها و لكن بعد استلامهم للسلطة في أفغانستان قاموا بمعادات أمريكا. نفس هذه القوى العربية السنية الارهابية و في حال أستلامها للسلطة في سوريا فانها ستتحول مباشرة الى ألد أعداء اسرائيل. فالنصرة و أحرار الشام و داعش هم ليسوا مثل السعودية و قطر. فهل وقعت أسرائيل في دعمها للاسلاميين العرب المتطرفين في نفس الخطأ الامريكي الذي وقعت فيها في دعمها للقاعدة الارهابية؟
في كل الاحوال فأن السياسة الاسرائيلية الحالية تصب لصالح العرب الاسلاميين السنة المتطرفين وتلحق الضرر بالكورد و بحقوقهم. هذا الضرر أكبر من الضرر الذي ألحقته الدول المحتلة لكوردستان بالكورد.
فهل من الممكن أن يكون الكورد عملاء لدولة مثل أسرائيل تحاول أن تمحي أدارة كوردية في سوريا عمل من أجلة الشعب الكوردي لأكثر من 15 سنة؟ أم الكورد ضحايا اسرائيل و سياساتها في المنطقة؟
صدقت ووضعت يدك على الجرح استاذي العزيز،هكذا بالعقل يجب تحليل الواقع وليس بالقلب .
تمنياتي لك الصحة والموفقية لصوت كوردستان 🙏
ان كل من تابع و يتابع اخبار منطقتنا بشكل يومي دائب، وله إلمام لا بأس به من الثقافة لن يستحيل عليه تحليل الاحداث الواقعة في هذه الأيام طالما كانت له خلفية معلوماتية عنها. اما عن درجة نجاحه في تحليله فهو يتوقف على درجة فهمه للاحداث وعلى موضوعيته بشكل خاص. قبل أن اتناول بعض عينات مما وردت في هذه المقالة الطويلة من احداث ووقائع قد عايشناها وتابعناها عن كثب، لابد من التذكير ببعض مباديء السياسة العامة والتي يعرفها الجميع منها مثلا، السياسة هي الفن الممكن، كذلك المبدأ المعروف، لا يوجد في السياسة صديق أو عدو دائم، بل هناك مصلحة دائمة، ثم هناك مبدأ يقول حارب عدوك الرئيسي اولا ودع الباقي لحين اخر. واخيرا، عدو عدوي صديق، وهذا المبدأ الأخير معروف عند الانسان منذ القدم. عندما نضع هذه المباديء أمامنا لن يصعب علينا أن نفهم لماذا كان اية الله الخميني يرد على تساؤلات اتباعه من زوار النجف الايرانيين أثناء إقامته انذاك فيها ( با شاه بورو). فقد جعل هدفه الرئيسي هو طرد الشاه من الحكم اولا، ثم تاتي معالجة الأمور الأخرى فيما بعد. و سبب عدم اقدام الاحزاب المعارضة السورية الإسلامية على عمل عسكري ضد إسرائيل يقع في نفس هذه الخانة، وليس لأنهم عملاء لإسرائيل. والمعارضون الاسلاميون في سوريا يعتبرون نظام بشار اسد مع حلفائه كل من النظام الإيراني و حزب الله اللبناني هم عدوهم الأول، وعلى حد قول الخميني (با شاه بورو). ثم ان المنطقة الجغرافية التي تسيطر عليها هذه الاحزاب تقع في الشمال الغربي من سوريا وهم بعيدون جغرافيا عن الحدود الإسرائيلية، بينما حدود النظام السوري على التماس المباشر مع الحدود الإسرائيلية، فهل قام هذا النظام بعمل عسكري ضدها؟ وبالمقابل، هل حاولت اسرائيل خلال عدة عقود من حكم عائلة الاسد تغيير حكمهم؟ وهل هذا يعتبر دليلا على ان هذا النظام عميل لإسرائيل؟ وجاء في المقالة أيضا بأن أمريكا هي التي شكلت منظمة القاعدة الإرهابية لمحاربة قوات السوفيتية التي كانت قد احتلت أفغانستان عام 1980. وهذا قول غير دقيق لان الإسلاميين العرب الذين تاثروا بنجاح ثورة الخميني عام 1978، قاموا بتشكيل احزاب اسلامية سياسية تدعو الى اسقاط انظمة حكامهم، في مصر مثلا منظمة الجهاد التي اغتالت انور السادات، وفي الجزائر الحركة الاسلامية بقيادة عباس مدني، وفي تونس حزب النهضة الإسلامي بقيادة الشيخ الغنوشي. ولما فشلوا في مسعاهم وطوردوا في اوطانهم، وجدوا في التوجه الى افغانستان الحرية وفرصة للجهاد والتدرب على القتال. وتجمعوا حول بن لادن المليونير السعودي الذي قام بتشكيل منظمة القاعدة مع مجموعة من الاسلاميين العرب، وكانوا يستخدمون التسهيلات الأمريكية (الكافرة) ضد السوفييت
الشيوعيين (الكفار) على حد قولهم. و على هذا الاساس المنفعي تعاملوا في أفغانستان مع الامريكان في الوقت الذي كانوا فيه يرفعون شعارهم (لا شرقية ولا غربية) في ادبياتهم. ولما انهار حكم الشيوعيين في موسكو ادعوا بأن جهادهم في أفغانستان هو الذي اسقط حكم السوفييت، وجاء الدور لإسقاط الغرب (حادثة 11 سبتمبر عام 2001). اخيرا وليس اخرا، جاء في المقالة ان أمريكا هي إسرائيل وان إسرائيل هي أمريكا، اي ان كل من يتعاون مع الأمريكان كأنما يتعاون مع إسرائيل. اذا كان التعاون بين الأطراف في ظروف تاريخية معينة يقاس بهذه الطريقة البسيطة، فهل يصح اعتباره دليلا على أن قسد (المحمية من قبل الامريكان) تتعاون مع إسرائيل؟
تحليل دقيق وشافي استاذ هشام
تحياتي
شيءٌ واحد مؤكد وهو أن الكورد لن يتخذو موقفاً سليماً, لأنهم في كل الماضي حين كانت لهم خيارات عديدة ومفيدة لم يتخذو إلا الموقف الخاسر أبداً والآن ليس بيدهم إلا خيار واحد وهو أيضاً فاتت صلاحيته ….. الأمل الآن هو ترامب وسياساته المتقلبة…………… كان عليهم الإنضمام إلى جيش الدولة بدلاً من الجيش الحر وصديقهم هيثم المناع من البداية , ربما فات الأوان لكنه لا يزال أفضل الخيارات , فالكورد فقدوا ثقة الجميع , حتى إسرائيل التي لا مصلحة لأحد مع الكورد غيرها, لا تثق فيهم عندما تكون هي أخر خيارات المفلس
أرأيت ؟ (ابو محمد الجولاني “صديقا” للكرد!) الكورد بحاجة إلى مليون عبرة كي يتعظو !
بالله عليك ايه الكاتب المحترم..
هل تعتقد ان مجرد مليشيات مزودة بلعب اطفال من صواريخ وبيجرات ورشاشات تستطيع هزيمة دولة اسرائيل؟
هل تعتقد ان ايران تريد الوصول لتل ابيب.. والقدس.. ام اقامة دولة ايران الكبرى من طهران للمتوسط عبر بغدادودمشق وبيروت.. وقادة ايران لا يخفون ذلك ..
دول محور المقاومة الخنفشارية..ايران وسوريا..لم ترسل دبابة ولا جندي من جيوشهما الى الجولان او جنوب لبنان منذ مجيء الخميني لحد يومنا هذا..
هل هي تهمة ان يقام كيان او دولة لا تشكل تهديد لاسرائيل.. فاذا كان ذلك فاقليم كوردستان العراق مثلا وقسد بسوريا لا تشكل تهديد لاسرائيل ولا تدعو لقتال دولة اسرائيل.. فهل هذه مذمة لهما مثلا؟
هل القوى الكردية تريد اشغال (العرب بحرب اسرائيل) ريثما تتشكل دولة كوردية مستقبلية بدون عقبات مثلا؟
تعيب على (القوى الاسلامية السنية بسوريا المسلحة) انها لم تهاجم اسرائيل ولم تقتل اسرائيلي واحد.. اها.. السؤال ايران منذ اكثر من 40 سنة هل قتلت اسرائيلي واحد.. الجواب كلا.. فعلى ماذا تعيب على القوى الاسلامية السنية السورية؟
لماذا حلال على الاكراد قيام اقليم كوردي.. وحلال على الاكثرية الشيعية بالعراق ان يحكم ببغداد (الاسلاميين الشيعة الولائية).. في حين حرام على الاكثرية السنية العظمى بسوريا ان تحكم سوريا؟
لماذا حلال على الاسلاميين السنة ان يحكمون بافغانستان عبر طالبان.. ولكن حرام على الاكثرية السنية بسوريا ان تحكم بسوريا؟؟
لماذا حلال على ايران ذي الاكثرية الشيعية ان يحكمها اسلاميين شيعة .. ولكن حرام على الاكثرية السنية بسوريا ان يحكمها سني؟ وبدل ذلك يحكمها من الاقلية العلوية كدكتاتورية بشار الاسد البعثي؟
لماذا المعارضة السابقة لصدام والبعث بالعراق.. كالاكراد والاسلاميين الشيعة يخافون على البعث السوري والطاغية بشار الاسد من السقوط؟