البيانات والتصريحات والتحليلات الخجولة التي تصدر هذه الأيام من بعض النخب السياسية والثقافية الكردية تعيدنا إلى ما قبل عقد من الزمن، ايام الموقف الكردي العراقي الخجول من خلافة ابو بكر البغدادي.
بيان “المجلس الوطني الكردي” المتأخر جدا، مثلا، والذي صدر بعد أيام من “فتح” ابو محمد الجولاني وفصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا، لحلب وادلب وجزء من ريف حماة، هو “بيان البيعة” الضمنية ل”هيئة تحرير الشام” وإخوانها وأخواتها في المعارضة السورية.
البعض الكردي بنخبه السياسية والثقافية صدق نداء “هيئة تحرير الشام” للكرد ودعوتها لهم ب”البقاء في الثورة” ك”أخوة في الوطن” وان “للكرد سيكون ما للجولاني” و”عليهم سيكون ما على الجولاني”.
امس، قبل عقد من الزمن، طمأن داعش الاكراد وكردستانهم في الشمال العراقي، ب”دولة الله” الجارة، التي لن تفرق بين العربي والإعجمي الا بالتقوى، فكانت النتيجة خسارة كردستان لكردستان في جميع المناطق المتنازع عليها، وعلى راسها كركوك “قدس كردستان” وخانقين وشنكال، أي فقدانها السيطرة على 37 الف كم مربع من اراضيها، والتي تشكل أكثر من ثلث مساحتها.
اليوم، بعد عقد من الزمن، يطمئن ظل داعش (هيئة تحرير الشام) الاكراد وكردستانهم في الشمال السوري، بالدولة ذاتها، والجيرة الحسنة ذاتها، والتقوى ذاتها، والنتيجة لن تكون الا ذاتها: خسارة الكرد للكرد، وخسارة كردستان لكردستان، في اكثر من جهة وعلى أكثر من خارطة.
تعاطي البعض الكردي مع الجولاني و”دولته”القادمة ك”زعيم للثورة السورية” و”شريك اساسي” في “سوريا المعارضة” أو سوريا ما بعد الاسد، و”صديق للشعب الكردي وقضيته”، هو انتحار سياسي من العيار الثقيل.
الجولاني هو رأس الارهاب في المعارضة السورية، ولا يمكن للإرهاب ان يكون صديقا لقضية عادلة كالقضية الكردية.
الجولاني مشروع ارهابي ورائي، مثله مثل كل المشاريع الإرهابية في المنطقة، هدفه العودة بسوريا والسوريين إلى الوراء أربعة عشر قرن من الزمان.
نقلا عن صفحة هوشنك بروكا
https://www.facebook.com/hosheng.broka?locale=ar_AR