هذه ليست المرة الاولى التي نتحدث فيها عن العوامل الرئيسية التي تؤدي الى نجاح الثورات و الحركات السياسية و ملخصها أن التناقضات الدولية و مصالحها في منطقة من المناطق و القوة التي تمتلكها تلك الدول هي التي ترجح كفة جهة على أخرى و تضمن نجاح ثورة من الثورات أو حركة من الحركات.
لو كانت الشعوب تتمتع بنسبة ولو قليلة من الذكاء و الادراك لقامت بتحليل الوضع على ذلك الاساس و ليس على أساس قوة الاحزاب التي تقود حركة شعب من الشعوب.
كمثال ليس بالبعيد رأينا كيف الشعب المصري أطاح بالرئيس حسني مبارك و ترأست الجماهير حركة الاخوان المسلمين في مصر و في وقتها أعتقدت أمريكا أن حركة الاخوان المصرية هي نفسها التي أسستها أمريكا من أجل أضعاف الفكر اليساري لدى الشعوب العربية و الاسلامية. وصول الاخوان الى الحكم في مصر كشف وجة حركة الاخوان الحقيقي و قامت أمريكا و دول المنطقة من أمثال السعودية بالاتفاق على أنقلاب عسكري بقيادة السيسي و تم أعدام رئيس الاخوان و هرب الباقي من الاخوان الى تركيا.
ليبيا أيضا هو مثال قريب على أتفاق دولي لاسقاط القذافي و لولا التحالف الامريكي الاوربي و سكوت روسيا و الصين لما أستطاع الليبيون من أسقاط معمر القذافي.
سوريا اليوم هو الاخر مثال واضح على التدخل الدولي و فشل ثورتها عندما قامت روسيا و ايران بدعم نظام الاسد و لم تنجح حركة السورييين على الرغم من الدعم التركي و الامريكي و الاوربي للمعارضة السورية. أستمر القتال في سوريا لسنوات و الى اليوم. و لم تكن المعارضة السورية لتنجح لولا أضعاف أيران في سوريا و لبنان و تغيير الموقف الامريكي تجاه الاسد في معادلة تدخل ضمن حل حتى الازمة الاوكرانية بين روسيا و ترامب. و هنا نتأكد أن نجاح المعارضة السورية مرتبط بشكل رئيسي بالدعم الدولي و الموازنات الدولية و ليس بقوة المعارضة و تدريبها العسكري. و اليوم أذا أنتهى الدعم التركي و الامريكي للمعارضة فأن النظام السوري سيعود كما كان.
و لنعد الى الكورد و ثوراتهم و نبدأها من الاخير أي الكورد في سوريا. فالكل يعلم لولا وحدة المصالح الامريكية مع الكورد في الحرب ضد داعش التي أجهدت أمريكا في العراق لما أستطاع الكورد الاحتفاظ بتلك الاراضي و لولا ضعف النظام و عدم أستطاعته الحفاظ على كامل الاراضي السورية لما استطاع الكورد النجاح. حتى سيطرة الكورد على أراضيهم في سوريا أتت بشكل سلمي و ليس بالحرب فهناك الى الان المربعات الامنية في أغلبية مدن غربي كوردستان أي أن النظام أنسحب من المناطق الكوردية بمحض أرادته. و بما أن الادارة الذاتية في شمال و شرق سوريا هي نتيجة تجمع المصالح الامريكية و ضعف النظام السوري فأنه بمجرد أنتهاء المصالح الامريكية و الاسرائلية في المنطقة فأن الادارة الذاتية سيكون من الصعب بقاءها على الاقل في شكلها الحالي.
و لكي نكون واقعيين فأن شكل النظام الذي يلي النظام السوري الحالي في سوريا سوف يكون العامل الاساسي في بقاء الادارة الذاتية من عدمه. فلو تم تشكيل دولة داعشية في سوريا فأن أمريكا و اسرائيل سوف تقوم بتشكيل مجاميع أخرى ضدها حتى لو تخلت الادارة الذاتية و قسد عن مناطقهم. أما أذا تشكلت دولة صديقة لأمريكا و اسرائيل فأن أمريكا سوف تتخلى عن الكورد و عن أباء الكورد. فقط في حالة تشكيل دولة ديمقراطية فأن الجميع سيحصلون على حقوقهم.
و اذا كانت التجربة الكوردية الحالية في سوريا هي الاولى في حجمها في تأريخ الكورد و مصيرها غير معلوم، فأن الكورد في شرقي كوردستان و في جنوب كوردستان لديهم تجارب عديدة من الاستغلال الدولي لهم و بعدها تخليهم عنهم. فثورة قاضي محمد في شرقي كوردستان ابان الحرب العالمية الثانية قامت بدعم روسي و تم تأسيس ما يسمونة الكورد جمهورية كوردستان في مهاباد و فشلت أيضا بأتفاق روسي أيراني أمريكي. و بعدها قامت ثورة أخرى بدعم عراقي أمريكي خلال ثمانينات القرن الماضي ابان الحرب العراقية الايرانية و فشلت أيضا بعد أتفاق العراق مع ايران سنة 1988.
في العراق قامت ثورة الشيخ محمود في السليمانية و تم تأسيي مملكة السليمانية بدعم عثماني ضد الانكليز أبان الحرب العالمية الاولى و فشلت الثورة بعد أن أنتهت الدولة العثمانية ووصل أتاتورك الى الحكم في تركيا سنة 1923. و بهذا التحالف الكوردي مع الدولة العثمانية تم معاقبة الكورد من قبل بريطانيا و فرنسا و تم تقسيم كوردستان.
بعدها قامت ثورة البارزاني ضد نظام عبدالكريم قاسم في ستينات القرن الماضي بدعم من شاه أيران و أمريكا ضد حكومة عبدالكريم قاسم التي كانت موالية للاتحاد السوفيتي و يسارية و كادت أن تنجح الثورة و لكن شاة ايران قام بالاتفاق مع صدام و أنتهت بهذا الاتفاق الثورة و توجة البارزاني الى أمريكا.
بعد قدوم الخميني الى الحكم و زيادة العداوة بينة و بين صدام قامت أيران بدعم الثورة الكوردية مجددا في العراق و لكن الثورة هذه أيضا أنتهت سنة 1988 بعد أتفاق الخميني مع صدام.
فقط بعد أن دخل صدام الكويت و قام بتلك الحماقة عندها بدأت أمريكا و أيران بدعم الكورد في العراق مرة أخرى و استمر الدعم الامريكي الى الان وهذه التجربة لم تفشل الى الان بسبب بقاء الدعم الامريكي و لربما ستبقى لفترة أطول حيث أن النظام العراقي تم تغييرة الى نظام شبة ديمقراطي يؤمن ببعض حقوق القوميات في العراق. و لكن في حال أنتهاء الدعم الامريكي و أنشاء دولة قومية في العراق فأن هذه التجربة أيضا قد تصبح قاب قوسين أو أدنى.
و هنا نرى أن جميع الثورات و الحركات الكوردية قامت بسبب توافق مصالح دول مع القضية الكوردية و فشلت تلك الثورات الكوردية بعد أنتهاء أو زوال تلك المصالح. و قوة الصراعات بين الدول في المنطقة هي التي ترجح النجاح على الفشل.
لذا نقولها مرة أخرى أن الشجاعة و التضحية هي ليست الاساس في تشكيل الدول و تحقيق العدالة بل أن المصالح الدولية هي التي تقود كل شئ فأوكرانيا لا تستطيع الصمود اسبوعا أمام روسيا لولا الدعم الامريكي الاوربي. و هذا يعني أن فشل الثورات الكردية لا يعني أبدا فشل القائمين بها بل تعني أن الكورد الى الان لم يفهموا المعادلات الدولية و يضعون كل بيضاتهم في سلة دولة أو دولتين و تنكسر تلك البيضات بزوال مصالح تلك الدول.
يفهمونها أو لا يفهمون , الهدف النهائي هم جميع الكورد ولا خلاص إلاّ بالتعاون مع بشار الذي بدوره يجب أن يعترف بإسرائيل ويرضيها بشروطها القديمة ,قبل فوات الأوان وإلاّ فعليه أن ينتحر
يا بشار….بشار طار وصار طشار..
ليثبت با الكثير من الانظمة التي تبدو خنفشارية ما هي إلا هواء في شبك..
صدقت
** من ألاخر {١: إذن لماذا يلام قادة الكورد والمواد وحتى غيرهم من الاقلبات عندما يستنجدون بغيرهم لتخلص ممن غزو ديارهم واستعمروهم بٱسم الدين طيلة الف وأربعمائة عام ، وثقو غدا الدور قادم على ملالي إيران وذيولهم في العراق ولن يصبح بعد اليوم إلا الصحيح ، فمن لديه عقل ومنطق عليه أن يعيد حساباته ، سلام ؟
الشيعة العرب ضد السلطة ببغداد لفسادها..والسنة العرب ضد السلطة ببغداد لنزعة طائفية ..والاكراد لا يبالون بمن يحكم بغداد بشرط يجنون المكاسب للاقليم الكردي وبقاء سلطة العائلتين الحاكمين باربيل والسليمانية