محافظة حلب: تشهد مدينة منبج في الآونة الأخيرة حملة من الانتهاكات لحقوق المواطنين، حيث تعرض مئات المدنيين للتشليح والمصادرة تحت تهديد السلاح، من قبل فصائل “الجيش الوطني”، بتهم متعلقة بوجود صلات مزعومة مع قوات سوريا الديمقراطية رغم أن العديد منهم ليس لهم أي علاقة بهذه الجماعة.
ويعاني العديد من المواطنين في منبج من الاعتداءات التي تشمل تشليح سياراتهم ومصادرة ممتلكاتهم بشكل تعسفي، وفي هذا السياق يقول المواطن (عيسى، م) وهو صاحب محل لبيع قطع غيار السيارات، تم تشليح سيارته بقيمة 20,000 دولار، في حين أن آخرين تعرضوا لمصادرة سياراتهم وممتلكاتهم بتهم ملفقة.
في حالات عدة، تم طرد بعض المواطنين من منازلهم، وتعرضت ممتلكاتهم للمصادرة كما أن هذه الممارسات لا تقتصر على الأشخاص المتهمين بالارتباط بـ “قسد”، بل تشمل العديد من الأبرياء الذين لا علاقة لهم بهذا الصراع.
وترافق ذلك مع عمليات انتقامية من قبل الفصائل، حيث تم استهداف جرحى عسكريين كانوا في مشافي المدينة، ما يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية، وشهدت المنطقة أيضًا مظاهرات من قبل سكان منبج، الذين طالبوا بوقف السرقات وإخراج الفصائل من المدينة، مؤكدين أنهم يعانون من حالة من انعدام الأمن والفوضى.
وفي شهادته للمرصد السوري، قال (ع. خ) أحد سكان المدينة: “بعد سيطرة فصائل “الجيش الوطني” على المدينة، شهدت منبج حالة من الفوضى والانفلات الأمني. مع دخول الفصائل، انتهى الأمان في المدينة، حيث كنت متواجدًا في منزلي، وعندما خرجت صباحًا إلى عملي لم أجد سيارتي أمام المنزل، نحن بحاجة ماسة إلى تأمين الأمان وإخراج الفصائل من مركز المدينة، بعيدًا عن الفوضى والمظاهر المسلحة التي تؤثر على حياة المدنيين.”
أما (ت. ك)، أحد سكان المدينة أيضًا، فقد أضاف في شهادته: “بعد انتهاء المعارك، توجهت إلى منازل الأهالي بحجة البحث عن العاملين مع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية. لكن الفصائل لم تكتفِ بذلك، بل قامت بسرقة المنازل وتعفيش البيوت، وأحرقت ممتلكات عامة كانت تخدم السكان، بهدف الانتقام من الإدارة السابقة. نحن نطالب بتوفير بيئة آمنة للمدنيين بعيدًا عن المظاهر العسكرية.”.
وعلى إثر ذلك، أعلن أهالي مدينة منبج عن تنظيم إضراب عام غداً تحت شعار “إضراب الكرامة”، احتجاجاً على ممارسات فصائل “للجيش الوطني”الموالي لتركيا، ويأتي هذا الإضراب في سياق الاحتجاج على السرقة، النهب، والانتهاكات التي يتعرض لها السكان المدنيون من قبل هذه المجموعات المسلحة، وسيشمل الإضراب العام إغلاق جميع المحلات التجارية في المدينة.
وسيطرة الفصائل الموالية لتركيا بعد عملية “فجر الحرية” التي أطلقتها الفصائل في 2 من كانون الأول الجاري على مدينة تل رفعت والشهباء ومنبج، ولكن تحولت المدينة إلى نقطة انعدام للأمن والاستقرار، ا دفعت السكان إلى المطالبة بتوفير الأمن وضمان سلامتهم، داعين إلى إخراج الفصائل العسكرية من مركز المدينة ومنع انتشار السلاح الذي يهدد حياتهم اليومية.