رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوضاع الأهالي في مدينة الرقة شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة “قسد” بعد الأحداث الأخيرة التي عاشتها المدينة عقب فرار الأسد وبسط فصائل هيئة تحرير الشام على محافظات ومدن سورية عدا تلك التي تقع تحت سيطرة “قسد” وفصائل “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا.
وشهدت مدينة الرقة هجمة إعلامية تهدف إلى نشر الفتنة والاضطرابات كانت تهدف إلى ضرب استقرار المدينة وخلق أجواء من الفوضى، مما يسهل تحرك الخلايا النائمة التي تدعو إلى “تحرير الرقة”، على غرار ما يحدث في مدن سورية أخرى، رغم هذه المحاولات، أكد النشطاء وشيوخ العشائر في المدينة على ضرورة نبذ الفتنة، داعين الجميع للتكاتف من أجل إخراج الرقة من دوامة الاضطرابات.
ففي الأشهر الأخيرة، حاولت جهات عدة إشعال الفتن في مدينة الرقة، التي كانت واحدة من أبرز معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية، ورغم هذه المحاولات، أظهرت المدينة صموداً واضحاً بفضل تكاتف سكانها ووعيهم بخطورة الانجرار وراء هذه المحاولات.
في شهادة ( أ. ع) أحد سكان الرقة للمرصد السوري، أكد أن المدينة تشهد حالة من الأمان مثل أي مدينة سورية أخرى، حيث قال: “نحن نعيش في مدينة الرقة بأمان، ورغم محاولات بعض الأشخاص خلق الفتنة، ولفت إلى محاولة البعض إثارة البلبلة عبر دخول الأسلحة بين المحتفلين الذين كانوا يرفعون علم الثورة السورية سوريا وسط المدينة، وذلك من خلال نشر شائعات مفادها أن القوات الأمنية قد قامت بقمع هؤلاء المحتفلين
بدوره يقول ( خ. م ) في شهادته للمرصد السوري، أنه “على الرغم من ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تزعم أن “قسد ” تهرب من الرقة أو تقوم بسرقة الآثار والمعدات الطبية، فإن الواقع في المدينة يختلف تماماً. الحياة في الرقة طبيعية، باستثناء فرض حظر التجول الليلي لضمان الأمن بعد محاولات خلق الفوضى”.
وأضاف، ما أثبتته الأحداث الأخيرة في الرقة هو أن المدينة لن تقع ضحية للفتن، بل أن التعاون والتكافل بين سكانها كان هو المفتاح للحفاظ على الأمن والاستقرار، واتفق أهالي الرقة إنهم تجاوزوا مرحلة الاحتلال “الداعشي” الذي ألحق بها أضراراً جسيمة، وأن التقدم الذي أحرزته المدينة بعد تحريرها من قبضة “داعش ” كان نتيجة لتعاون جميع مكونات المدينة وتكاتفهم ضد أي تهديد.
وتتجلى أبرز صور التعايش المشترك في مدينة الرقة من خلال رفع العلم السوري الجديد، ما يعكس إيمان السكان في استقرار المدينة والاستمرار في التعايش بين مختلف الأعراق والطوائف.