حذّرت وحدات حماية المرأة من خطر وقوع السيطرة في سوريا في أيدي داعش والجماعات ذات العقلية الداعشية، وأكدت أن ذلك مخطط للدولة التركية، ودعت لتوسيع صفوف المقاومة على المستوى العالمي “والقيام بالمسؤولية أمام الهجمات الداعشية التي تشكل خطراً على الإنسانية”
أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية المرأة بياناً إلى الرأي العام، حول مخططات الاحتلال التركي في سوريا، وإعادة خطر داعش في المنطقة.
البيان تحدث عن تهديد داعش والدولة التركية، التي تحاول بث الفتنة والتحريض بين الشعوب ودعا إلى عدم الانجرار وراءها.
كما وأشار البيان إلى إطلاق سراح مرتزقة لداعش من السجون التي أخلتها هيئة تحرير الشام، وخطر وقوع السيطرة في سوريا في أيدي داعش والجماعات ذات العقلية الداعشية
وذكر البيان تخطيط المخابرات التركية لمهاجمة مخيم الهول والسجون التي تحوي مرتزقة داعش، ما يخلق تهديداً جديداً من قبل داعش في المنطقة.
وجاء في نص البيان :
“بعض الجماعات الجهادية التابعة للاحتلال التركي وقوة مثل هيئة تحرير الشام، التي أعدتها قوى دولية على أساس مفهوم ومخطط جديد والتي تديرها الجمهورية التركية، وصلت إلى دمشق دون أنْ تواجه أي عوائق أو مقاومة. وانهار نظام البعث الذي دام 61 عاماً في فترة قصيرة مدتها 12 يوماً.
السبب وراء انهيار النظام في مثل هذه الفترة القصيرة دون مقاومة هو إصراره على الوضع الراهن وعدم تصرفه بشكل متحفظ في حل المشاكل الأساسية، وخاصة القضية الكردية. ولو كانت إدارة الأسد قد اتخذت خطوات نحو التحول الديمقراطي في سوريا، لما ظهر هذا الوضع اليوم.
إن ما تسمى بأجواء النصر التي خلقها الجهاديون وصولاً إلى دمشق، سيكون لها تأثيرات مؤقتة. وسوريا الجديدة التي ستتشكل بهذه العقلية لن تذهب أبعد من تشكيل أفغانستان ثانية.
ومع ذلك، فقد استضافت سوريا مجتمعات عرقية ودينية مختلفة على مدى التاريخ. ونراقب بدهشة كيف أن بعض الفئات، التي لا تعلم معنى نظام الشريعة دون مراعاة البنية الاجتماعية لسوريا وما ستخلفها من مجازر، تستقبل هذه الأجواء برحابة صدر.
مما لا شك فيه أن الدولة التركية هي المسؤولة بشكل رئيس عن الحرب التي يعيشها الشعب السوري منذ 13 عاماً. خلال هذه السنوات الـ 13، دأبت الدولة التركية ومرتزقتها على مهاجمة مناطق شمال وشرق سوريا. وهم حالياً يهاجمون مكتسبات شمال وشرق سوريا التي تشكلت على أساس حرية المرأة، من خلال عصابات الجيش الوطني المتمثلة بداعش.
لقد أنقذت قواتنا، بقيادة وحدات حماية المرأة، مناطقنا من آفة مثل داعش وحولت المنطقة إلى جزيرة أملٍ واستقرار حيث تعيش جميع المجتمعات العرقية والعقائدية المختلفة في سلام وازدهار. إلا أنّ منطقتنا هذه أصبحت هدفاً للاحتلال التركي ومرتزقته.
هذه الأراضي، التي تم الدفاع عنها بقيادة وحدات حماية المرأة، جيش المرأة والشعوب قوات سوريا الديمقراطية، تواجه مرة أخرى تهديد داعش والجمهورية التركية.
وفي هذه المرحلة، هناك أيضاً مخاطر كبيرة على الشعوب الكردية والعربية والدرزية والأرمنية والآشورية–السريانية، التي حاربنا جنباً إلى جنب ضد داعش والجمهورية التركية ونحمي معاً مكتسباتنا.
لذا يتم استهداف شعوب المنطقة بشكل مباشر لأنهم مكونات في الإدارة الذاتية، ومن ناحية أخرى، تريد المخابرات التركية الوصول إلى بعض القبائل ومحاولة إثارة الفتنة وتحريض الشعوب ضد بعضهم البعض.
وفي هذا الصدد يريدون تنظيم هجمات قواتنا من خلال استفزاز المجتمعات والعشائر العربية وبعض المجموعات التي تعيش في مناطق الرقة والطبقة ودير الزور.
ونحن كوحدات حماية المرأة، ندعو مجتمعنا بأكمله، وخاصة النساء العربيات، إلى عدم الانجرار وراء هذه الفتن والألاعيب.
إلى جانب هذه الهجمات الخطيرة يخطط جهاز المخابرات التركية MÎT لمهاجمة مخيم الهول والسجون الخاضعة لسيطرتنا، حيث يتم احتجاز معتقلي داعش.
كما تم إطلاق سراح بعض أعضاء داعش من السجون التي أخلتها هيئة تحرير الشام. ولهذا السبب فإن منطقتنا تتعرض لتهديد داعشي جديد.
إن خطر وقوع السيطرة في سوريا في أيدي تنظيم داعش أو الجماعات ذات العقلية الداعشية كبير للغاية. واليوم، يهدف داعش إلى إضفاء الشرعية عليه تحت مسميات أخرى كمشروع للجمهورية التركية المحتلة.
وفي هذه الحالة يحاولون تسليم مصير المنطقة لأيدي القوى الأكثر رجعية في العالم. ومع ذلك، فإنّ روج آفا، باعتبارها واحة الأمل لشعوب المنطقة وللإنسانية، ستبقى تقاوم من خلال تصعيد النضال مع النساء والشعوب تحت ريادة وحدات حماية المرأة YPJ.
نحن أمام مسؤولية تاريخية من كافة النواحي.
إنّ الهدف النهائي للهجمات التي تريد الجمهورية التركية والجيش الوطني السوري التابع لها أي عصابات داعش، بعد تل رفعت، ومنبج والآن كوباني، هو احتلال وضم روج آفا بأكملها.
لذا، ندعو شعوب ونساء العالم إلى رفع أصواتهم والقيام بمسؤولياتهم تجاه هذه الهجمات الداعشية التي تشكل خطر على جميع الإنسانية.
واليوم تقاوم وحدات حماية المرأة هجمات مرتزقة داعش التابعة بشكل مباشر للدولة التركية، في كافة المناطق. وسنواصل هذه المقاومة حتى النهاية.
كل القوى في العالم تشيد بمقاومة وحدات حماية المرأة. لكن اليوم، وأكثر من الإشادات هناك حاجة لتوسيع صفوف المقاومة على المستوى العالمي، وتصعيد النضال في كل مكان، لوقف هجمات الجمهورية التركية الفاشية ومحاسبتها“.