القنبلة الاسلامية السنية، السورية، التركية قضت على المحور الشيعي وهي بداية مخاوف جدية على أسرائيل، السعودية، الاردن و العراق.. هشام عقراوي

 

سقوط الاسد لا يعني فقط أنتهاء النفوذ الايراني الشيعي في سوريا بل أن ذلك السقوط أتي بعهد جديد وأحدث خلل في موازين القوى في المنطقة بين التيار الشيعي و التيار السني في المنطقة.  الخلل الذي حصل في التوازن و انحسار الدور الايراني الشيعي سينجم عنه سيطرة التيار الاسلامي السني على المنطقة و منها السعودية، الاردن، العراق، لبنان وغزة. و تحولة الى الى أمتداد تركي عربي سني اسلامي.

حسب المعطيات التأريخية فأن التيار السني الاسلامي هو أكثر خطورة من التيار الشيعي على دول المنطقة و منها اسرائيل نفسها و مجموعة دول الخليج و السعودية و الاردن. لأن التيار الشيعي هو بالاساس غير صديق لهذة الدول السنية بينما التيار السني الاسلامي هو تيار سني المذهب و لكنه متطرف و هذا يعني تحول السنة الى طرفين أحدهما سني معتدل و الاخر سني متطرف.

و لتسليط الضوء على تلك الحقيقة نقول أن أمريكا أنسحبت من أفغانستان ليس تأييدا للتطرف الاسلامي السني بل حينها بدأت المعركة الامريكية الاسلائيلية ضد المحور الايراني الشيعي.  حيث بمجرد سيطرت حركة طاليبان على السلطة في أفغانستان أدركت أمريكا و اسرائيل أن طالبان ستعمل على دعم التيارات السنية الاسلامية في العالم الاسلامي. و أصلا أستطاعت ايران التمدد بعد الحرب الامريكية على تنظيم القاعدة و بالقضاء على القاعدة و الفكر الاسلامي لحسن البنى و سيد قطب و غيرهم من الاسلاميين نجم عنه خلل في التوازن بين التيار الشيعي و السني في المنطقة. أي أن المنطقة هي حالة مد و جزر أعتمادا على التيارات المسيطرة و التوازن الموجود.

أمريكا و اسرائيل قامت بدعم حركة طالبان السنية و التي كانت مستقرة في قطر و أوصلتها الى الحكم و ضحت بحكومة أفغانستان العلمانية من أجل أضعاف أيران و التيار الشيعي في حينها.

الان يحصل العكس فقد استطاعت الحركة السنية المتطرفة السيطرة على سوريا بتهيئة أمريكية اسرائلية و بدعم تركي خليجي مباشر و الهدف كان القضاء على الدور الايراني الشيعي الذي كان خطرا على اسرائيل و على بعض دول الخليج.

هيئة تحرير الشام و باقي الفصائل السورية المتعاونة مع تركيا هي حركات سنية أسلامية متطرفة و حتى الجولاني و الذين حولة هم من مؤيدي منظري اخوان المسلمين المتطرفين. أسرائيل تعرف جل المعرفة أنه بزوال الدور الشيعي و سيطرة التيار السني على سوريا فأن حركة معاكسة سوف تبدأ و هي معادات سوريا الاسلامية السنية المتطرفة و بالتعاون مع طالباني الافغانية التي زودت المعارضة السورية بألاف المقاتلين المتطرفين، معاداتهم لأسرائيل و  للسعودية و الاردن و باقي دول الخليج.  أمتداد المحور السني الاسلامي المتطرف الى السعودية و الاردن و حتى العراق ليس بالصعب أبدا و المجاميع السنية المتطرفة التي ساعدت  بن لادن و القاعدة مستعدون للقيام بدورهم من أجل السيطرة على تلك الدول و اقامة حكم اسلامي ديني متطرف في تلك الدول.

تصريحات الجولاني حول عدم تدخلهم في شؤون الدول الاخرى و تنازلة السهل عن قيمة الاسلامية المتطرفة علنا هو أكبر دليل على أنه يحاول أخفاء مختطاته تجاه دول المنطقة و حتى تجاه اسرائيل.

الجهة الوحيدة التي يعيق سيطرة الجولاني و باقي قوى المعارضة الاسلامية السنية في سوريا هم الكورد العلمانيون. فأولى تحركات الحكومة الاسلامية القادمة في سوريا الى خارج الحدود  سيكون التحرك الى العراق و العرب السنة في العراق الذي شكلوا دولة داعش الاسلامية في العراق و هو يدرك أن العرب السنة سيدعمون الجولاني و الحكومة السورية الاسلامية ضد الشيعة في العراق و حتى ضد العلمانيين الكورد.  أي أن الكورد العلمانيون هم  عائق في طريق تشكيل أمبراطورية سنية أسلامية بقيادة تركيا و سوريا.

و لهذا فأن معركة الحكومة السورية الاسلامية القادمة قد تكون ضد الكورد. ليس فقط لأن الكورد علمانيون بل أن الكورد في سوريا لديهم حتى حدود مع العرب السنة في العراق و كي يصل الجولاني الى العرب السنة الاسلاميين في العراق فلا بد له أن يصل الى حدود العراق . و هذا بالضبط ما فعلة الجولاني عندما ارسل قواته الى البوكمال و الميادين و ديرالزور و لم يرضى بأدارة تلك المدن من قبل قواة سوريا الديمقراطية و بهذا ضمن الحدود مع العرب السنة في العراق و يستطيع التواصل مع العرب السنة في العراق.

الجولاني و باقي القوى التي سيطرت على سوريا، مخططتها واضح للمتتبع و الذي يعرف طبيعة تلك القوى.  فهو و بشكل واضح  يحاول ابعاد مخاوف العالم  منه و من خلالها التخلص من العقوبات الدولية و رفع منظماتهم من قوائم الارهاب. و خلال نفس الفترة فأنه يحاول بناء جيش موحد و يسيطر على كامل التراب السوري ماعدا التي تسيطر عليها تركيا و أسرائيل. و يستخدم لغة هادئة مع أسرائيل التي وصلت الى حدود دمشق. بموازات هذا فأن الفصائل الموالية لتركيا تعمل ىعلى محاربة قسد و يحاولون أنهاء الدور الكوردي العلماني و بعدها التمدد الى العراق و الاردن و لبنان. و في حال نجاحهم في هذا المسعى فأنهم عندها سيبدأون بحربهم المقدسة ضد اسرائيل.

الذي يجمع الحركات السنية و الشيعية  المتطرفة هو عداء جميعها لأسرائيل ووقوفهم ضد الكورد العلمانيين.

ما يساعد الحكومة  السنية الاسلامية في سوريا هو  الدعم التركي السني الاسلامي و كذلك أنضمام حركة حماس السنية اليهم و لا يستبعد أبدا أن تستطيع حركة الاخوان المصرية و بدعم سوري و طالباني السيطرة على مصر ايضا و محاصرة اسرائيل بشكل كامل أو على الاقل أحياء حركة الاخوان في مصر.

المساعدة الاخرى لسيطرة السنة الاسلاميين بسرعة على المنطقة هو أسقاط النظام الايراني عن قريب من قبل أمريكا و بها ينتهي الدور الشيعي بشكل كامل على المنطقة و يبرز عندها الدور السني الاسلامي الذي لا يرحم أسرائيل أبدا و لا حتى أمريكا لأن الفكر السني الاسلامي هو فكر القاعدة و فكر بن لادن و فكر أخوان المسلمين و قادتهم المتطرفين المعادي لاسرائيل و أمريكا.

أمريكا و اسرائيل قضتا على نظام الاسد العلوي المجرم من أجل أبعاد خطر أيران و حزب الله عن اسرائيل و على المصالح الامريكية و لكنها ورطت نفسها في مشكلة أكبر و هو سيطرة القاعدة  متمثلة بمنظمات سوريا الاسلامية المتعددة و منها داعش و طاليبان على الشرق الاوسط عن قريب.

قد يقول البعض أن أمريكا لا تقع في الاخطاء و لكن يعلم الجميع أن أمريكا هي التي قامت بصنع القاعدة ضد النظام الشيوعي في أفغانستان و قامت أسرائيل بصنع حركة حماس ضد منظمة التحرير و صار الاثنان وبالا على أمريكا و أسرائيل.

تكالب الدول الاوربية و أمريكا و روسيا من أجل التقرب من النظام السوري الجديد و سيطرة أسرائيل على الاراضي السورية دليل واضح على مخاوفهم من تحول سوريا الى دولة سنية أسلامية متطرفة بالتعاون مع تركيا. أوربا و امريكا يتقربون من الجولاني كي يقفوا بوجة تحويلة لسوريا  الى دولة أسلامية سنية متطرفة.  و تحرك أسرائيل في سوريا هو من أجل ضمان عدم وصول هؤلاء الاسلاميين الى حدودها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *