عن الکرة التي تدحرجت من دمشق- منى سالم الجبوري

 

منذ سقوط نظام الشاه ولفته الانظار الاقليمية والدولية إليه بقوة، فإن أي تطور سياسي في المنطقة لم يکن له ذلك القوة من الدور والتأثيرا کما حدث مع سقوط نظام الدکتاتور بشار الاسد.

بشار الاسد ومن أجل بقائه في السلطة في سوريا، فإنه جعل منها ساحة مفتوحة يلعب منها کل من شاء بشرط أن يکون له دور وتأثير في عملية بقاء الدکتاتور وعدم سقوطه، لکن يجب هنا التنويه من إن النظام الايراني کان وعلى الرغم من الدور والتأثير الروسي الکبير بهذا الصدد، فإنه کان من أبرز اللاعبين الذين تمادوا في لعبهم، وذلك لم يأت إعتباطا بل لأن النظام الايراني کان يعلم بأن النظار السوري أصبح واحدا من أهم الابواب التي يجب أن لا تفتح لأن فتحه سيتسبب بکل ما لا يحمد عقباه على طهران.

بعد سقوط بشار الاسد والموقف المحرج جدا للنظام الايراني أمام الشعب الايراني بالدرجة الاولى وأمام وکلائه بالدرجة الثانية، فإن خوف وقلق النظام الايراني کبير الى درجة إن خامنئي بحد ذاته يهدد کل من يتحدث عن الآثار والتداعيات السلبية لسقوط الاسد على نظامه!  لکن الاکثر إثارة للسخرية والتهکم إن النظام الايراني الذي صار يعلم بأن سقوط نظام الاسد بمثابة کرة بدأت بالتدحرج من دمشق ولا تتوقف وتستقر إلا في طهران، فإنه ومن أجل نبذ هذه الفکرة وتفنيدها يلوذ بالتدخل الالهي بهذا الصدد کما زعم بذلك أحمد علم الهدى، إمام جمعة مشهد وممثل الولي الفقیة علي خامنئي، عند إلقائه خطبة شديدة اللهجة في 13 ديسمبر الجاري، قال فيها:” يعتقد البعض أن أمريكا قد تتمكن يوما ما من توحيد القوى العالمية ضدنا، ولكن هذا فكر خاطئ ومضلل. مثل هذا التحالف مستحيل، والتدخل الإلهي سيمنع حدوثه”!

التهرب من الحقيقة والواقع هو الذي يبدو ظاهرا على تصريحات ومواقف القادة والمسٶولين في النظام الايراني، فهم يسعون دائما لتسمية الحقائق الدامغة بغير مسمياتها، فالرفض الشعبي للنظام ووجود معارضة وطنية فعالة ضده في داخل وخارج إيران ونقصد تحديدا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، يسعى النظام لوصفها وتسميتها بالتآمر الامريکي ـ الصهيوني على إيران، وکأن الانتفاضات التي إندلعت ضد النظام قام بها قادمون من الکواکب الاخرى!

بعد تحجيم دور وتأثير حرکة حماس وحزب الله اللبناني وجعلهما أشبه ما يکونا بالرمزيين، وبعد سقوط  الدکتاتور الاسد وقراءة الفاتحة على ما يسمى ب”محور المقاومة والممانعة”، فإن النظام الايراني يعلم جيدا بأن الدور القادم سيکون مخصصا بشکل حصري له دون غيره، وستثبت الايام ذلك عما قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *