الفترة العثمانية المظلمة للعراق- سامي جواد كاظم

على غرار الفترة المظلمة او العصور الوسطى في اوربا وهي عصور ظلم واضطهاد وانتهاك حرمات ومجاعة وتخلف وجهل عاشته اوربا وهي الفترة ما بين الأعوام 400 – 1400 تقريبا، العراق ايضا عاش نفس هذه المظالم بسبب الاحتلال العثماني طوال 400 سنة تقريبا ، وهذا لايعني العراق فقط بل كل الدول التي احتلتها الجيوش العثمانية ، وكان احتلالهم لهذه الدول لغرض الغنائم فقط ولانهم استخدموا مصطلح الدين الاسلامي فانهم تمكنوا من تخدير الشعوب كما هو الحال عند الحديث عن الفتوحات الاسلامية والتي هي واقعا البحث عن الغنائم والجواري لاسيما في الفترة الاموية والعباسية .

هنا لابد لنا من التاكيد على امر مهم الاخيار قد تصدر عنهم سيئة والاشرار كذلك تصدر عنهم حسنة لغرض النفاق

في العراق عانى اشد انواع القسوة والاضطهاد العثماني حيث ان شغل الشاغل للخلافة العثمانية جمع الاموال ( اتاوات) ومن لايدفع يتم تعذيبه ومصادرة اراضيه .

والحديث عن الاراضي فان الدولة العثمانية وعلى يد مدحت باشا تحديدا ظهر الاقطاع ، حيث قاموا بمصادرة الاراضي من القبائل والعشائر وجعلها اميرية أي مملوكة للدولة وتمنحها لشخصيات معينة مقابل الخدمة العسكرية وليس مقابل اصلاح الاراضي ان كانت بور ، وبعضهم يقدمون خدمات معينة للوالي العثماني فيمنح اراضي واسعة وقد ظهرت بيوتات تملك اراضي واسعة ادى الى ثراء فاحش لهم ، حتى ان السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1876 ـ1909) استملك مساحات واسعة من الاراضي في العراق عرفت بالأملاك السنية التابعة إلى الخزينة الخاصة المرتبطة بالسلطان مباشرة .

والي الحلة قام باقتطاع جزء من الاراضي من عشيرة البو سلطان ومنحها الى عشيرة اخرى فادى هذا الى معارك بين العشيرتين وعندما ابلغ الوالي قال بأسهم بينهم ( نقلا عن دراسة في طبيعة المجتمع العراقي /د علي الوردي )

كل مشروع يطالب به العراقيون بعد موافقة السلطان يقومون بجمع الاموال من الفقراء لاقامة المشروع ومن لم يدفع تصادر ارضه ويلغى المشروع .

في الوثائق العثمانية الايرانية وثيقة تتحدث عن تبرع ايران لاصلاح الجسر في منطقة النهروان لغرض تسهيل عبور الزوار الايرانيين القادمين الى العتبات المقدسة ، رفض السلطان اولا ومن ثم طلب ان تسلم الاموال له وهو من يقوم باعمار الجسر ولانه لا يقوم بذلك فلم تسلمه الحكومة الايرانية المال .

العتبات المقدسة كما هو معروف ان الدولة الصفوية كانت تعمل على اعمارها ولما احتلت الدولة العثمانية العتبات قامت بنفس الشيء لتوحي انها ليست طائفية ، بينما وثائقهم مع ايران تتحدث عن اعمالهم الطائفية في سامراء وكذلك عن مراقبتهم المناطق التي يكثر فيها الشيعة واما مجزرتهم او حادثة نجيب باشا في كربلاء فهي معروفة وكم من مواطن قتلهم نجيب باشا لدرجة انه تعدى على حرمة العتبة العباسية عندما دخل الى الصحن بفرسه .وسبب مجزرتهم ان هنالك لصوص وقطاع طرق في كربلاء بينما الواقع ثار اهل كربلاء بسبب التعسف والظلم في جباية الاموال منهم ، ولا يغرنكم نهر السليماني انه اصلا نهر كان موجود قامت الدولة العثمانية باموال الجباية اعادة كريه لكي يجري الماء فيه وهو نهر الحسينية اليوم

عندما علم اهالي النجف بان الوهابية تريد الهجوم على النجف قام الشيخ جعفر كاشف الغطاء بتسليم خزانة الروضة العلوية الى والي بغداد كامانة على ان تسترجع بعد انتهاء الازمة ولكنهم أي العثمانيون نكثوا بوعدهم وارادوا اختلاس الخزينة لكنهم كانوا على وشك الهزيمة امام الجيش الصفوي عندما وصل الى اطراف بغداد فتوسلوا بال كاشف الغطاء للتوسط مع ايران ففرضوا عليهم اعادة الخزينة فاعادوها وتوسط لهم ال كاشف الغطاء واوقفوا الحرب .

الجهل المتفشي في العراق كان بلا حدود والامراض والاوبئة التي كانت تنتشر بين فترة واخرى حدث بلا حرج ،وفيضانات بغداد معروفة للكل ، حتى ان العثمانيين لا تربطهم أي رابطة بالبلدان التي احتلوها ، بدليل عند سقوطها انهزموا وانسحبوا انسحابا مذلا دولة بعد دولة حتى ان في العراق ساندهم الشيعة الذين عانوا من اضطهادهم الطائفي ساندوهم لانهم قوم لا اله الا الله ضد الانكليز بالرغم من ذلك هرب الجيش العثماني وانتحر قائدهم سلمان بيك .

حملة جاليبولي أو حملة الدردنيل أو معركة جناق قلعة ( 1915)هي حملة عسكرية شنتها قوات بريطانية وفرنسية مشتركة خلال الحرب العالمية الأولى بهدف احتلال العاصمة العثمانية ولكنها فشلت ، لاحظوا الجيش العثماني ضده جيش انكليزي وفرنسي وانتصر عليهم بينما في العراق جيش عثماني وعشائر العراق معهم امام جيش انكليزي خسر المعركة لان ارض العراق ليست ارضهم

اما تنظيم الاعمال الادارية والتقسيم الاداري ايالة وسنجق وولاية كلها لغرض تمشية امورهم وليس لخدمة المواطنين لان من غير هذا التنظيم لا تدوم سيطرتهم ، وسوريا تشهد لكم على جمال باشا السفاح والي السلطة العثمانية على دمشق

هذه عينة يسيرة من الفترة المظلمة للاحتلال العثماني والتي يريد اردوغان اعادتها للعرب اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *