تركيا لن تكون بمنأى عن تأثير الربيع العربي، والذي قد يمتد ليطال ليس فقط السلطة الحاكمة، بل بنية الدولة ذاتها، سواء على المستوى القومي أو السياسي والاقتصادي.
يدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الحقيقة، ولهذا يتمسك بأدواته المتطرفة التي تشمل التنظيمات الإرهابية الإسلامية والمرتزقة، مستخدماً أسلوب الخداع حتى مع أقرب حلفائه كإيران وروسيا، بينما ينفذ أوامر الولايات المتحدة ويدعم مصالحها، على أمل أن تتمكن الأخيرة من إنقاذ تركيا من أزمات محتملة أو تجنبها سيناريو التشتت والانقسام.
لكن النار التي اشتعلت في الشرق الأوسط، والتي حاول أردوغان إخمادها عبر تدخلاته في سوريا وليبيا ودول أخرى مجاورة، من خلال ميليشياته، قد لا تلبث أن تصل إلى تركيا نفسها. وفي المستقبل القريب، قد تجد تركيا نفسها في مواجهة اضطرابات داخلية واسعة النطاق، وتوسع خلافاتها مع الدول الإقليمية والكبرى، تهدد كيانها الموحد.
يحاول أردوغان التشبث بزمام الأمور عبر استغلال الديمقراطية التي تلاعب بها من خلال تغيير الدستور بين الحين والآخر، في محاولة لترسيخ قبضته على السلطة. ومع ذلك، فإن هذه التعديلات التي تهدف إلى تعزيز سلطته الشخصية ليست حلاً، بل تزيد من هشاشة الدولة وتسرّع من تفاقم الأزمات الداخلية، خاصة مع تفشي المنهجية الفوقية والعنصرية داخل المجتمع التركي، سواء في التيار القومي أو الإسلامي، والذي تزايد تأثيره بعد صعود تركيا إلى مصاف الدول العشرين الأقوى اقتصادياً في العالم.
مصير تركيا قد لا يختلف كثيراً عن مصير سوريا إن استمرت السياسات الحالية. الحل الوحيد الذي قد ينقذها يتمثل إما في تبني نظام فيدرالي متطور يضمن التعددية والعدالة، أو في مواجهة واقع التقسيم، حيث ينقسم البلد إلى عدة كيانات. وفي هذه الحالة، قد تعود تركيا إلى حدود تضاهي تلك التي رسمتها اتفاقية سايكس-بيكو، لتقتصر على أنقرة ومناطقها المحيطة.
تركيا ليست بأعظم ولا أكثر تأثيراً من الإمبراطورية العثمانية التي كانت يوماً ما إحدى أكبر القوى العالمية، ومع ذلك انهارت واندثرت تحت وطأة التغيرات السياسية والاجتماعية والتاريخية.
إن ما يبدو الآن كسيطرة سياسية قد يكون وهماً أمام تحديات داخلية وخارجية تعصف ببنية الدولة ومؤسساتها، مما يجعل السؤال مفتوحاً حول مستقبل تركيا في ظل هذه التحولات.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
18/12/2024م
دولة مثل تركيا.. فيها اكثر من 20 مليون كوردي.. من غير العرب والارمن وغيرهم.. كيف تطلق على نفسها (تركيا).. وهي مشتقة قوميا من الاتراك..
السؤال.. هل الفدراليات للقوميات الاخرى بتركيا.. لن يدفعها مستقبلا للمطالبة بالاستقلال اذا وجدوا قوة كبرى.. تدعمهم.. لتبتز (الاتراك) مثلا لرفض انقرة للانخراط بمشروع دولي او شيء اخر..
يوغسلافيا السابقة تدمرت وتفككت.. لان الصرب ارادوا صربيا الكبرى على جماجم الشعوب والقوميات الاخرى من غير الصرب..
على القوميين الكورد ان يعون.. بان (تركيا) من اسمها.. المشتقة من القومية التركية.. هو قنبلة موقوته للدولة التركية.. لشعور عشرات الملايين من غير الاتراك بتركيا .. بالاستفزاز..
فكيف تريدون دولة باسم كوردستان.. الكبرى.. بوقت تعترفون بان هناك قوميات من ا لعرب والاتراك والمسيحيين وغيرهم.. موجودين داخل ما تعتبرونه جزء من كوردستان الكبرى؟
الدول التي تفقد النزعة الوطنية لدى شعوبها.. دول عرضة للهزات العنيفة التي تؤدي لزوالها..
عزيزي حسين كاظم،
عندما تكون الدول ديمقراطية حقيقية ووطنية في القول والفعل، فلا خوف عليها ولا على الشعوب التي تعيش فيها، كما نرى في العديد من دول الحضارة الأوروبية التي نجحت في ترسيخ الاستقرار والتقدم. لكن عندما تكون الدول مجرد أسماء، غارقة في العنصرية وتُحكم بأنظمة دكتاتورية، فإن مصيرها لا محالة سيكون كمصير سوريا، ليبيا، اليمن، السودان، والعراق، وغيرها من الدول التي يمكن وصفها باللقيطة، مجازاً، تحت مسمى الأوطان، والتي أغرقت شعوب المنطقة ومن بينهم الشعب العربي في الكوارث والمآسي. في هذه الحالات، تظل الصراعات شبه أبدية، ولا حلول حقيقية تُرى في الأفق سوى التقسيم أو تطبيق أنظمة فيدرالية تضمن حقوق الشعوب بشكل عادل.
جدير بالذكر أن كوردستان تُعتبر نموذجاً يحتضن تنوعاً دينياً وقومياً؛ حيث يعيش فيها العديد من الطوائف الدينية، ومعظمهم كورد بمعتقدات مختلفة، إلى جانب وجود مكونات قومية أخرى. إذا استطاعت كوردستان الحفاظ على ديمقراطية حقيقية تضمن حقوق الجميع على قدم المساواة، فإنها ستكون بمنأى عن الإشكاليات التي أغرقت دول الشرق الأوسط في مستنقعات الصراعات والدمار.
مع أطيب التحيات،
والله في حياتك لم تجد ولن تجد ديموقراطية في أرض فيه إسلام , إفتح فيديوهات أحمد عبدو ماهر , في أي حلم أنتم تعيشون , لا تقسيم ولا تفكيك ولا ديموقراطية , إنه حزب الإتحاد والترقي , هو الحاكم والمسيطر ونفس المبادئ منذ تأسيسه 1892 وحتى اليوم رغم تغير الزمن والوجوه فالمبادئ هي هي ثابتة ولن تتغير , وكل من يعتلي كرسي الرئاسة هو أنور باشا بلحمه وشحمه ودمه وإن إختلفت الصورة
في أنقرة شاهدت مظاهرة صاخبة يصيحون فقلت لأحد القريبين ما هذه المظاهرة قال لي إنهم معلمون يُطالبون برفع الأجور ولما إقتربت مني قرأت بعض الكلمات مكتوبٌ غيها ( bir Davlat , bir dili, bir Millat) فقلت لصاحبي وكان كوردياً واين البارة؟ هكذا هي السياسة