في أعقاب التطورات الأخيرة في سوريا، بما في ذلك الإطاحة بنظام بشار الأسد على يد تنظيم هيئة تحرير الشام برئاسة أبو محمد الجولاني، تشير الولايات المتحدة إلى تغيير في سياستها تجاه الدولة الشرق أوسطية. صرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بأن إدارة بايدن “تبحث في جلب الناس إلى الأرض في سوريا” من أجل إجراء حوار مباشر مع قيادة المعارضة الجديدة، وحتى الوصول إلى البلاد بنفسه، بحسب التقارير المنشورة. الليلة (الجمعة) في الولايات المتحدة.
وأكد بلينكن أن هناك اتصالات أولية بين الولايات المتحدة وهيئة تحرير الشام، مؤكداً توقعات واضحة من الحكومة السورية الجديدة. وأوضحت الولايات المتحدة أن الاعتراف بالحكومة الجديدة مشروط بتشكيل حكومة شاملة، وعدم استخدامها الأسلحة الكيميائية وحماية حقوق الأقليات. ومع ذلك، لا تزال هيئة تحرير الشام مصنفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة، ويواجه زعيمها أبو محمد الجولاني مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يأتي برأسه.
وفي الوقت نفسه، ضاعف البنتاغون سراً عدد القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا إلى حوالي 2000 فرد، من أجل التعامل مع المتطلبات الأمنية المتغيرة، وتم تفسير إعادة الانتشار على أنها جزء من عملية ضد داعش، لكنها تشير إلى تورط عميق لـ الولايات المتحدة في المنطقة حتى في الواقع الجديد.
يشكل الانتقال إلى حكومة جديدة في سوريا تحديا كبيرا للمجتمع الدولي. يتعين على الولايات المتحدة تحقيق التوازن بين رفع العقوبات وتقديم الدعم الإنساني وضمان الإدارة السليمة والديمقراطية للحكومة الجديدة. إن الحاجة إلى التنسيق مع القوات الكردية وتحويل قوات سوريا الديمقراطية إلى جيش سوري موحد يسلط الضوء على مدى تعقيد الأمر الوضع.
من جانبه أكد بلينكن أهمية الحوار المباشر مع القيادة السورية الجديدة من أجل تشكيل مستقبل مستقر وشامل للبلاد بعد 13 عاماً من الحرب المدمرة.
14
“قواتنا باقية في سوريا”
شدد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، على أن قوات بلاده ستبقى في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، في إطار مهمة لمكافحة الإرهاب تركز على تدمير تنظيم “داعش”.
كما أضاف خلال مقابلة بمؤتمر “رويترز نكست” في نيويورك أن “هذه القوات موجودة لسبب محدد ومهم للغاية، وليس كورقة للمساومة بطريقة ما”.
وعندما سُئل مباشرة عما إذا كانت القوات الأميركية باقية، رد بكلمة “نعم”.
وكانت الولايات المتحدة تقول على مدى سنوات، إن لديها 900 جندي في سوريا يعملون مع قوات محلية لمنع عودة ظهور تنظيم داعش الذي استولى في عام 2014 على مساحات شاسعة من العراق وسوريا لكنه دُحر لاحقا.
وقالت إدارة الرئيس جو بايدن إن القوات الأميركية ستبقى في سوريا، لكن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يسحبها عندما يتولى منصبه في 20 يناير كانون الثاني.