وحدث ما کان يخشاه النظام الايراني- محمد حسين المياحي

 

صار واضحا للعالم کله سبب خشية النظام الايراني من سقوط حليفه النظام الدکتاتوري الذي کان يرأسه السفاح بشار الاسد، إذ أن نظام هذا الدکتاتور المجرم کان بمثابة باب الامان بالنسبة له ولوکلائه طالما کان مغلقا ولکن لو تم فتحه فإن النظام ووکلائه سيصبحون في مهب الريح.

ليس هناك من لا يتذکر ما قد فعله النظام الايراني عام 2011، من أجل أن لا يسقط نظام الاسد، يومها عرف العالم کله بأن نظام الدکتاتور الاسد هو کصمام أمان بالنسبة له ولوکلائه في المنطقة ولذلك فقد بذل کل غال ورخيص من أجل الحيلولة دون سقوطه وقتئذ وحتى إستمر بدفاعه عنه الى حد يمکن وصفه بأقصى ما کان في وسعه، لکن الاحداث والتطورات غير المتوقعة والحسابات الخاطئة التي بنى النظام الايراني توقعاته في ضوئها ونقصد تحديدا هجمة السابع من أکتوبر لحرکة حماس وما حدث على أثرها لهذه الحرکة ولحزب الله، فإن هذين التطورين قد جعلا باب نظام الاسد يتداعى ولم يعد فتحه بل وحتى کسره بذلك الامر الصعب، ولذلك حدث ماکان النظام الايراني يخشاه بسقوط حليفه الدکتاتور.

سقوط الاسد أکد وبصورة جلية وبناءا على حسابات دقيقة مختلفة بأن التغيير قادم في إيران ولا محال من ذلك، وحتى إن هذا الامر قد أصبح محور مؤتمر عقد في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم 11 ديسمبر 2024، أي بعد ثلاثة أيام فقط على سقوط الاسد بحضور ومشاركة شخصيات أمريكية وأعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، وکان عنوان المٶتمر”التصدي لسياسة النظام الإيراني لإشعال الحروب والإرهاب”، وقد کان من بين المشارکين الجنرال جيمس جونز، مستشار الامن القومي السابق في البيت الابيض حيث قال وهو يتحدث عن سقوط نظام الاسد وتأثيراته على النظام الايراني:” النظام في إيران هو (رأس الأفعى) هذا الأسبوع شهدنا تغييرا جذريا آخر في النظام السوري. يجب أن نرى ما يعنيه ذلك، ولكن ما يجب أن يدركه الشعب الإيراني هو أن التغيير في الشرق الأوسط ممكن حقا.”

لکن الملفت للنظر إن الجنرال جونز لم يقف عند هذا الحد بل أکد  أن السبيل العملي لتحقيق “التغيير في الشرق الأوسط” يكمن في دعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وبرنامج السيدة مريم رجوي المكون من 10 مواد، قائلا: “في العام الماضي، شهدنا في باريس وبرلين مظاهرات قوية لدعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وأهدافه، بمشاركة أمريكيين وكنديين وأوروبيين. وفي برلين، تزامنا، شارك 50 ألف شخص في مسيرة دعما للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وقيادة السيدة رجوي. اليوم، يجب أن نلتزم مرة أخرى، كما هو الحال مع سوريا، بفكرة أن التغيير في إيران قادم. تغيير ديمقراطي واضح يستند إلى 10 مبادئ للسيدة رجوي، التي أسميها دائما المبادئ الجيفرسونية.”

وخلال کلمته، رأى الجنرال جونز إنه من الممکن من خلال خمسة خطوات دفع عجلة التغيير في إيران الى الامام وجعله أمرا واقعا وهذه الخطوات کما حددها عبارة عما يلي:

1ـ استمرار توعية وسائل الإعلام الأمريكية والشعب الأمريكي حول المجلس الوطني    للمقاومة الإيرانية ، ما يمثله وما لا يمثله، بالإضافة إلى طموحاته وآماله.

2 ـ مواصلة حشد الدعم في الكونغرس لإيران حرة وديمقراطية، كما طرحه أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرون هنا.

3 ـ منح الشعب الإيراني الأمل، كما ذكرت السيدة رجوي، بأن التغيير قادم، والحديث عن التوقعات لليوم التالي بعد سقوط النظام.

4 ـ زيادة العقوبات على صادرات النفط الإيرانية إلى أقصى حد ممكن.

5 ـ منع النظام الإيراني بأي شكل من الأشكال من تطوير أسلحة نووية أو قدرات لنقلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *