حير أبو محمد الجولاني العالم بالسحر الذي قام به و كيفية قدرتة على تغيير عقلة و ملبسة و مظهرة و جلده بين ليلة و ضحاها مفندا بذلك جميع النظريات العلمية و حتى الدينية اللاهوتية.
رأينا سابقا تغيير في الشخصيات و المعتقدات و لكن بهذه السرعة فهي غير موجودة أبدا. فقد تكون مؤمنا و بعد سنوات تترك الصلاة و بعدها تتحول الى ملحد. و قد يكون الانسان ماركسيا و شيوعيا أو ملحدا و بعد سنوات تتحول الى انسان مؤمن و تذهب الى الجامع و تصلي.
و قد تكون متبرجا و هيبيا و بعد سنوات تقوم بلبس الملابس الافغانية للرجال و النساء. و رأينا ايضا الكثير من الممثلات يخلعن حجابهن و يصبحن متبرجات و لكن حتى هناك يبقى المعتقد نفسة و لا يتغير 180 درجة.
الذي حصل في حالة الجولاني هو تغيير في الاسم و اللقب و المظهر و الملبس و المعتقد في ان واحد و في وقت قصير جدا و كأنه يوم و ليلة واحده فقط. و هذا يعني بأن الامر مدروس و لا يمت للحقيقة بشئ فالجولاني هو نفسة الشخص الذي كان مع الزرقاوي و بعدها جبهة النصرة و من ثم تحرير الشام و الان القائد الملهم الديقمراطي المستعد لتشكيل نظام علماني في سوريا.
و لكن لا يمكن للجولاني خداع الجميع و كل الوقت.فعندما يتقمص الانسان دورا من الادوار و لا يكون الدور نابعا من حقييقة و ايمان بما يقوم به فأنه سيقوم حتما ببعض الاخطاء التي تثبت انه يتحايل على العالم و على الشعب السوري و حتى الاسلامي.
و لأن فترة تظاهر الجولاني بتغيير معتقدة و مظهرة قصير جدا فأن أخطاءة سوف لن تكون كثيرة و لكن مع ذلك فأن الكثير من تصرفاته تدل على أنه نفس الاسلامي الراديكالي المتطرف و أن تغييرة للملبس لا يعني شيئا و تصريحاته العلمانية هي لخداع العالم و هو في الحقيقة نفس الذئب و لكنه الان يتخفى في جلد غنم.
الجولاني لم يقبل سحب صورة مع بنت سورية دون أن تغطي راسها و كان تصرفة عفويا صادقا نابعا من أيمانه بأن أخد الصورة مع بنت غريبة عنه و مكشوفة الرأس حرام و غير محبب. و هذا يعني أنه لا يزال أسلاميا في معتقدة و ليس فقط اسلاميا عاديا بل من النوع الذي يفرض الحجاب ليس فقط على عائلته بل على الشعب أيضا. مقابل ذلك فأن الجولاني لم يصدر الى الان أي امر بمنع الخمر و الميسر للمسلمين على الاقل في سوريا و لا يزال التبرج سار في تلك البارات و هذا يعني أنه يخدع أما نفسة أو شعبة أو العالم و الدول الاجنبية. فالجولاني اليوم هو ليس شخص عادي بل هو قائد ثورة حسب ما يدعي لذا فما يقوم به هو القانون تماما كما تحولت اعمال النبي و الخلفاء الى قوانين يعمل بها جميع المسلمين في العالم.
الجولاني يدعي أنه سوف يكون ديمقراطيا و قام بأرتداء بدلة مدنية و لكنه يذهب الى الجامع الاموي و سط تكبيرات الله أكبر على طريقة البغدادي و داعش و حتى ملالي أيران و لم يبقى سوى أن يضيف الى تكبيراته (الجولاني قائد) على الطريقة الايرانية ( الله أكبر و خميني هو القائد). و هذا تطبيق للاحزاب الاسلامية المتزمتة. و دليل على أن الجولاني لا يختلف عى باقي أأئمة الارهاب. بأمكان الجولاني كما طلب من البنت السورية بأرتداء الحجاب أن يطلب من مؤيدية بعدم ترديد مقولات تقدس الاشخاص فالتقديس هو لله فقط و لكن التنظيمات المتطرفة تقوم بتقديس الاشخاص و تعمل بالفتوى. و هذا دليل على أنه لا يزال متطرفا. لو كان تحول الجولاني حقيقيا لما طلب من البنت السورية ارتداء الحجاب و لما رضى بترديد مقولات تقدس الاشخاص لأنه حرام.
الجولاني يقول انه لا يفرق بين أبناء الشعب السوري و لكننا نرى أنه مد يد الجهاديين و الارهابيين في سوريا و لم تحدث و لو حادثة واحدة من القتال بين جماعاته و بين داعش و الجميع يعتاشون على الشعب السوري ويجوبون المدن و الشوارع دون أية مشكلة. لابل أنهم يعتدون على كل من يختلف معهم في الرأي. لنقل أن جميع الجهاديين غير تابعين له فلماذا يقوم أفراد هيئة تحرير الشام بترديد الشعارات الاسلامية و أنهم سيقومون بتأسيس دولة أسلامية و يقيمون شرع الله في سوريا و أن ما يحصل ليس سوى مقدمة لما سيأتي لاحقا. و هنا نسأل كيف يمكن لتنظيم كامل أن يبقى كما هو و يتغير فقط شخص الجولاني؟؟ هذا يثبت أن الجولاني لم يقم بتغيير تنظيمة و قواته و لم يجعلهم يؤمنون بالعلمانية و الديمقراطية و هذا أيضا دليل واضح أن الجولاني قام بابلاغ مؤيدية بخطته تجاه العالم و الشعب السوري و لهذا الكل ساكتون كالشيطان الاخرس.
و مع أن جميع التظيمات الارهابية هي ضد أسرائيل و أمريكا و لهذا نرى أمريكا تحارب داعش و القاعدة و بقية التنظيمات الداعشية التي لا تختلف سوى بالاسم، فأننا نرى أن الجولاني يتقرب من أسرائيل و أمريكا و يجلس معهم و يتفق معهم و الجولاني ترك الجولان و الجنوب السوري لأسرائيل و مع هذا نرى أن جميع الارهابيين و التنظيمات الارهابية التي معه لم تعترض على ذلك و حتى لم يذهب تنظيم واحد منهم الى جنوب سوريا لمقاتلة أسرائيل أو حتى الانتشار فيها و لم نرى تنظيم واحد أو قيادي اخر في تحرير الشام يعترض على تعاون الجولاني و خضوعة لأمريكا. و هذا الاخر يدل على أن ما يقوم به الجولاني من الادعاء بالديمقراطية و تغيير الملبس هي ليست سوى لعبة متفق عليها بين جميع الفصائل الارهابية.
و يمكننا تفسير ما يقوم به الجولاني بمفهوم الولاء والبراء- والذي يستخدمه الجهاديون لتحديد الأصدقاء الذين ينبغي موالاتهم، والأعداء الذين يجب المفاصلة معهم. فهو قام بتكفير تركيا لفترة عندما كان يحتاج الى التعامل مع القاعدة و أنصار الاسلام و حراس الدين و عاد بعدها لتبراة تركيا و التعاون معها و محاربة القاعدة بكل فصائلها في منطقة أدلب كي يبين للعالم أنه معاد للقاعدة و داعش و يجصل و بهذه الطريقة يتحول هو الى التنظيم الاقوى في منطقة أدلب. و في كل مرحلة من تلك المراحل كان الجولاني ينسق ملبسة مع الحالة التي هو فيها. و لحيتة كانت تطول و تقصر حسب ولاءة و حسب مستوى القعدة. اليوم أطلق الجولاني العنان عن الجميع من تركيا الى أمريكا و اسرائيل و الى الفصائل الجهادية و القاعدة و داعش في سوريا و الهدف قبوله كقائد لسوريا و بعدها مباشرة سيظهر الجولاني على حقيقتة الجهادية الداعشية المعادية للجميع من تركيا الى أمريكا و الى اسرائيل و الى العلمانية و الديمقراطية. و هذا بالضبط ما يقوم بة مقاتلو هيئة التحرير في سوريا الان و لكن داخل المدن السورية و ليس في دمشق. وهذا يؤكد أن الولاء والبراء الذي يعتبره الجهاديون أصلًا من أصول الدين المعتبرة، أصبح مفهومًا متغيرًا ونسبيًا يخضع لرؤية كل جماعة ومصالحها، وعلى هذا الأساس تتحدد مواقف التحالف والعداء.
نكتفي بهذه الادلة التي كلها تؤكد أن ما يفعلة الجولاني هي عملية خداع واضحة للشعب السوري و للعالم بأجمعه و المضحك في هذا هو أن ألعالم الغربي و على رأسها أمريكا تحاول تصديق تمثيلية الجولاني و لا تعمل على خلع جلد الخروف الذي لبسة ليظهر الذئب المخفي تحته. الجولاني لربما حارب جماعة حراس الدين و أنصار الاسلام التابعتين للقاعدة ألا أن ذلك الخلاف أيضا كانت مراوغة هدفها التموية على أمريكا و الغرب بأنه يختلف عن القاعدة و عن داعش و لكن في الحقية فأن بن لادن يتعشعش في قلب الجولاني.
الجولاني.. طالب مجتهد.. بدراسة الوضع العراقي منذ 2003..
كانه يختزل تاريخ 23 سنة بالعراق.. بشهر واحد في سوريا..
مصطلحات الجولاني..تعكس مصطلحات عراقية ..
التقارب بين الجولاني وامريكا .. والجولاني وتركيا.. (يثير غضب القوميين الكورد)..
الجولاني.. عرف بان الدولة الوطنية .. هو الحل..
قتلها .. يا السوريين الكورد.. جسركم بالامان والقوة بسوريا.. هي الوطنية..
معادية..
الجولاني يتقرب لتركيا وامريكا..
القوميين الكورد.. معادين لتركيا التي هي عضو للناتو.. وحليف لامريكا.. وحلفاء لامريكا..
فماذا ستختار امريكا؟
اسرائيل تريد منطقة عازلة بين تركيا وسوريا.. عبر شريط (كوردي)..
تركيا تريد شريط حدودي جهادي بين اسرائيل وباقي سوريا على الحدود السورية وداخل سوريا..
على العكس يا حسين فأن التقارب بين الجولاني و أمريكا هو لصالح الكورد و هو أمر محبب لدى القوميين الكورد كما أن تقارب الجولاني من أسرائيل أيضا هو لصالح الكورد لأن أمريكا و أسرائيل لديها شروطها للتعاون مع الجولاني أقلها دولة ديمقراطية و ضمان حقوق القوميات و الاقليات تماما كما فعلت أمريكا في العراق و أجبرت العراقيين على الفدرالية. أوربا الى الان لا تقبل تركيا في الاتحاد الاوربي بسبب الكورد و عدم أعتراف تركيا بحقوق الكورد. لذا فأن كل توقعاتك خاطئة و مبنية على عقلية الشرق الاوسط التوسعية التي تعتبر أحتلال الدول تحريرا تما كما قال الانكليز للعراقيين. لذا فأمريكا سوف لن تختار بين الكورد وبين الجولاني في حال عقل الجولاني و تحرك بأوامر أمريكا و أسرائيل. جهات ثلاثة تعمل لصالح الكورد و هي أوربا و أمريكا و أسرائيل و أي تعاون للجولاني مع هؤلاء هو لصالح الكورد أما تقرب الجولاني مع تركيا فهو يقلق حتى القوميين العرب و ليس فقط الكورد. و في حال قبل العرب بأحتلال تركيا لسوريا أو فرضها للوصاية على سوريا عندها لا يهم أن يبقى الكورد و العرب معا تحت الاحتلال التركي يا شاطر الذي يخاف من شعب لا يقبل أحتلال الاخرين و يطمئن لدولة أحتلت و تحتل الارض العربية و الكوردية معا.