المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) بين الخوف من العقوبات التركية و الاستماع الى مطالب الجماهير بالوحدة .. هشام عقراوي

 

بدأت العديد من القوى الكوردية في جميع أنحاء كوردستان و كذلك الالاف من الشخصيات الوطنية بالضغط على القوى السياسية في غربي كوردستان بالتوحد و الاتفاق على خارطة سياسية حول  حقوق الشعب الكوردي في سوريا و نوعية الدولة السورية المستقبلية التي تضم جميع المكونات السورية و التي يريدها الشعب الكوردي و شعوب منطقة شمال شرق سوريا.

هذا النشاط الحزبي و الجماهيري نجمت عنه العديد من الاجتماعات و النشاطات في غربي كوردستان و في اقليم كوردستان العراق و خاصة بعد دعم تلك الجهود من قبل جميع قوى اقليم كوردستان و منها الاتحاد الوطني الكوردستاني و الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يتمتع بعلاقات قوية مع المجلس الوطني الكوردي و مع تركيا أيضا.

هذه الجهود مباركة من قبل الشارع الكوردي أيضا و يحضى بالدعم من حتى أمريكا و فرنسا من خلال اللجان الامريكية و الفرنسية التي تعمل على تقريب وجهات النظر بين المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) المتمركز في أنقرة و بين حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يدير مع قوى اخرى شمال وشرق سوريا.

و الظاهر الى الان أن جميع القوى في غربي كوردستان وافقت على تلك الجهود و مستعدة للجلوس مع الانكسة و لكن الاخيرة الى الان مترددة في أتخاذ قرار بشأن التفاض و الاتفاق و خاصة أن القوى التي ترعى المفاوضات تريد التوصل و بشكل جدي الى أتفاق شامل و حقيقي بين القوى الكوردية في غربي كوردستان و الاجتماعات سوف لن تكون نشاط اعلامي فقط كما في السابق و التي كانت تنتهي بأتهام كل طرف الاخر بفشل المفاوضات. الان هناك ورقة واضحة من قبل القوى الكوردية و أمريكا و فرنسا و هو الاتفاق و الذهاب الى دمشق بورقة موحدة.

و من الطبيعي أن تكون هناك سيناريوهات يتداولها الشارع الكوردي. و منها أحتمالية موافقة الانكسة على التفاوض و الاتفاق مع القوى الكوردية الاخرى على برنامج يتم تقديمة الى دمشق عند بدأ المفاوضات و السيناريو الاخر هو عدم الاتفاق و استمرار الوضع على ماهو عليه بين القوى الكوردية في غربي كوردستان.

حسب رأيي الشخصي فأن سيناريو الاتفاق مستبعد جدا لأسباب يعلمها الشارع الكوردي و تفرضة طبيعة العلاقات و الالتزامات التي قدمتها الانكسة الى تركيا و الى القوى السورية المتحالفة مع تركيا.  أي أن الانكسة لا تملك حرية القرار بل أنها ملتزمة بتواجدها ضمن الائتلاف السوري الملتزم بالاجندة التركية في سوريا و كذلك التزاماتها تجاه تركيا و خاصة الان حيث تركيا تلعب بورقة الانكسة ضد الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا.  و لكي تستطيع الانكسة الاتفاق مع القوى الكوردية الاخرى عليها الاستعداد للعديد من الامور و منها:

  • قطع الدعم التركي المالي و السياسي و العسكري لها و لقوة روج المتواجدة الان في أقليم كوردستان
  • تقبل الخروج من تركيا و من أنقرة بسبب العقوبات التركيه التي تنتظرها
  • تتقبل مواجهة مرتزقة تركيا في عفرين و باقي المناطق التي فتح الانكسة مقارها فيها
  • و تقبل أيضا تصنيفها بمنظمة ارهابية من قبل تركيا لأن كل من لا يسير في فلك تركيا بالنسبة لتركيا ارهابي.
  • تقبل الاستغناء عن الفنادق الراقية و المطاعم الراقية

و مقابل هذا ستحصل الانكسة على حب الجماهير الكوردية و الترحيب بعودتهم الى الصف الوطني بدلا من الارتباط بأكبر عدو لحقوق الشعب الكوردي في أية بقعة من الارض و ليس فقط في كوردستان.  كما ستحصل على شرف المشاركة في النضال البطولي للشعب الكوردي ضد الاحتلال بكافة اشكالة.

و حسب الوقائع السابقة عن المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) و رجالاتها فمن المستعبد جدا أن يختاروا الطريق الثاني أي التنازل عن أمتيازاتهم مع تركيا و مع الفصائل الموالية لتركيا  فهناك دائما بين الشعوب قوى تأتي الى الساحة بعد التحرير أي بعد تسوية جميع الامور و يستلمون المناصب المهمة على الحاضر. و هذا السيناريوهو الاكثر حظا مع الاسف.

بأمكان الانكسة أن تختار سيناريو اخر أيضا و هو الاستمرار في خطها الحالي و تحالفها مع تركيا وأن تعمل من خلال ذلك الى تقديم ورقة مطالب كوردية الى النظام الجديد في سوريا و المدعوم تركيا. يتضمن بأدارتها للمناطق ذات الاغلبية الكوردية و التي تسيطر عليها الموالون لتركيا من الميليشيات السورية  و تقوم بسحب مقاتلي روج  الخمسة الالاف الى تلك المناطق بدلا من الميليشيات الموالية لتركيا و على تركيا تقبل هذا الشئ فهي لا تعتبر الانكسة ارهابيا و تتعاون معها علنا و تشيد بهم في لقاءاتهم مع رؤساء الدول الاخرى.

الانكسة حسب أعلامهم قوى قومية و لديها مطالب قومية بعكس الادارة الذاتية التي لديها مشروع لكامل فئات الشعب السوري التي تعيش في شمال شرق سوريا و بأمكان الانكسة أن تقدم مشروع للحكم الذاتي أو الفدرالي للكورد في سوريا ضمن سوريا ديمقراطية موحدة تماما كما نظام الحكم في العراق. هذا المشروع قد يحظى بتقبل العلويين و الدروز أيضا في سوريا و يلقى الدعم حقا من قبل أمريكا.

بألامكان أستغلال المحادثات من أجل توحيد الورقة الكوردية فقط و التفاهم حول شكل تواجد الانكسة في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا و بعكس هذا ستكون المباحثات مضيعة لوقت ثمين في هذه المرحلة بالذات لأن الحصول على توافق في الافكار و في العلاقات التي لدى القوى الكوردية صعب جدا أن لم يكن من المستحيلات.  و مع التأكيد على اخلاص الداعين الى الوحدة فمن غير المستيعد أن تكون هناك خطط لألهاء الكورد و قواة سوريا الديمقراطية  متمثلة بشخص مظلوم عبدي  قائد القوات  التي تغوض الحرب بقضية داخلية عصيبة الحل و مستحيلة. فالانكسة لا تطالب تركيا بالخروج من الاراضي الكودية و ملتزمه بالحجج التركية للتدخل في شمال شرق سوريا و تريد هي الاخرى فرضها على أحزاب الادارة الذاتية و الادارة الذاتية أيضا ملتزمة بأفكار قيادتها في شكل الادارة و الايمان.  مفارقة ينتج عنه فشل المفاوضات.

كل شئ يجوز و لكن الذي لا يجوز الان و في هذه المرحلة هي أن تعادي القوى الكوردية بعضها البعض و تنصب الفخوخ لبعضها. بدلا من ذلك عليهم التسابق مع بعضها بتأمين حقوق الشعب الكوردي و الشعوب الاخرى في سوريا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *