“إما القيادة السياسية ناضجة نوعا ما وقومية تحررية، بينما التضحية قليلة، وإما القيادة السياسية قليلة النضوج أو أممية اشتراكية او إسلامية كلاسيكية، بينما التضحية عالية إلى حد ما، والشعب الكوردي المكافح يحتاج غير هذين النمطين”
لقد حان الوقت لتعديل وتطوير سقف مطالب الشعب الكوردي في روزآفا كوردستان، أقلها الحكم الذاتي يا سيد آلدار خليل وانت تؤكد: لا نريد حكم ذاتي لأنه بمعنى مصبوغ قومي، إلى هذه الدرجة؟!
المذيعة/قناة الغد/مثقفة تنطلق وفق الصيغ المعمول بها عالميا لحل مسألة القوميات المضطهدة تلح وتسأل السيد خليل: أكيد تريدون حكم ذاتي، بينما انت ترد بالنفي او بإنكار تلك الصيغة بزعم إنها تعتبر بما معناه نزعة قومية سلبية!
كثيرا ما يلاحظ على بعض المنابر الاعلامية أن السيد آلدار خليل والسيد صالح مسلم وربما آخرين ايضا يغمغمون بضبابية غير مفهومة للأصدقاء الدوليين وللأعداء معا حول ارادة الشعب الكوردي، والكل يعلم بأن الكورد المضطهدين قوميا وسياسيا واقتصاديا يكافحون من أجل التحرر القومي والسياسي والاقتصادي، وإلا فالعمل السياسي ضمن الحركة السياسية للقوميات السائدة هو كاف لجلب حقوق ثقافية لغوية مثلا ودون تضحيات جسيمة باهظة.
نشيد كثيرا جدا ليل نهار ببطولات وتضحيات صقور ولبوات YPG-YPJ على الساحة منذ عقد زمني كونهم في معمعان الكفاح القومي التحرري المشروع من أجل انتزع الحقوق القومية المشروعة المتمثلة أقل تقدير بالحكم الذاتي لهذا الشعب المضطهد الذي يشكل أغلبية في أقليمه التاريخي، وهذا ليس عيبا او امتعاضا لدى التحالف الغربي والدولي ولدى القوى الديمقراطية للقومية السائدة. هكذا خصوصا بعد إسقاط الحكم البعثي الدكتاتوري العنصري.
هنا طبعا من حق كل مسؤول سياسي كوردي أن يتبنى الايديولوجية التي تناسب أفكاره ومعتقداته، لكن لا ينبغي له أن يربط حق تقرير مصير الشعب الكوردي المغلوب على أمره بتلك الايديولجية وأسيرا لها، بل يتم إقرار ما يبتغيه هذا الشعب بالاقتراع الحر وفي هذا الاطار على هؤلاء المسؤولين الرد على هكذا أسئلة على الأقل بأن الشعب هو الذي يقرر الصيغة المناسبة للإدارة في أقليمه وشكل العلاقة مع المركز.
وفي هذا المجال، هناك قيادة سياسية/انكسى/ في الضفة الأخرى تتجنب التضحية شبه نهائي من جانب وكذلك تتعشعش وتتقرب من السلطات التركية العنصرية من جانب ثان ودون أن تكون لها أية قاعدة تضحي على الأرض ولا تتكلم عن حكم ذاتي او فدرالي او عن ادارة ذاتية بل فقط عن لامركزية غامضة غير مفهومة ايضا للشعب الكوردي وللاصدقاء وللأعداء معا، فهي تأكل خبزها فقط بالاشادة ببعض رموز وأدوات الدولة التركية.
في هذا السياق، يحتاج الشعب الكوردي المضطهد لقيادة سياسية ناضجة ومناسبة لتطلعات هذا الشعب التحررية المشروعة وبوجود تضحية عالية من جانبها وعلى رأس قاعدة منظمة مضحية كصقور ولبوات YPG-YPJ الحاليين مثالا وخصوصا في هذا الظرف الذهبي المفصلي.