لم تزل ذكرى حادث ذلك اليوم تمر ثقيلة حتى بعد مرور21 سنة على حدوثه، يعتصر القلب وتصبح الرؤيا مشوهة لدي.
لماذا هذا الاستهداف، هل كان شخص شهيد المحراب يمثل خطرا عليهم؟ أثبتت الاحداث بعد ذلك صدق حدسي عائلة الحكيم خطرة بل خطرة جداً.
عادت ذكرياتي الى ما قبل العام 2003، حين كان للطغمة الدكتاتورية الحاكمة في العراق السلطة والسيادة متمثلة بحزب ودكتاتورية لم يسلم منها أي فرد من أبناء شعبنا بكل فئاته، علمائه مفكريه طلابه نساءه كباره صغاره من بطش وقتل وتهجير، إن لم يسايروا أفكار وانحرافات الحزب الحاكم ويمجدوها.
ولا فارق لدى أفراد تلك السلطة إن عارضت تصرفاتهم الدين او الشريعة، فكل شيء لديهم مباح وكل افعالهم صحيحة، والحكم لديهم سهل جدا من يعارضنا في الدنيا يغادرها مقتولا بأبشع صورة، شعارهم “نحن من نسهل عليك الامر بالقتل”.
لكن هناك أمر أخر لم يحسب حسابه لا الدكتاتور ولا أفراد حزبه المقيت، عائلة الحكيم وأفردها من علماء الدين، لقد تأكدوا بشكل جازم أنهم لن ينصاعوا لأوامرهم ويبينوا للناس الطريق القويم الذي يعارضهم بالتأكيد، فلابد من التخلص منهم وما يدعون الناس اليه، ال الحكيم لا يوقفهم شيء عن قول حق إلا القتل هذا ما جال ب أفكار السلطة، لذا أرتقى عشرة منهم الى السماء، شهداء في العام 1985 بيد السلطة الجائرة آنذاك، تلك كانت الكوكبة الأولى من الشهداء.
سقوط النظام
بعد العام 2003 أمسى العراق في ظل الغياب السياسي والعسكري، ساحة قتال لمطامع الكثير من الدول والقوى المتعطشة لخيراته أو الحاقدة عليه، لكن إن أستطاع ان يلملم جراحه وينتظم ويوحد صفوفه بسرعه، ستخسر تلك الدول والقوى فرصتها الذهبية.
لكن تلك المعادلة ستتغير أن كان هناك رجال وقيادات متبصرة بالمستقبل مثل ال الحكيم وشهيد المحراب، لذا كان من الضرورة لديهم ان يحجموا هذه الشخصية الفذة بأي طريقة ممكنة، وطريق الغدر هو الاسهل، بتفجير قضى على الشهيد والكثير من معه ليعلنوا، إن ال الحكيم يمثلوا خطراً كبيراً جدا على اغلب المنحرفين وذلك لدعوتهم الى طريق الايمان وحرية الفكر وديمقراطية وعدالة الحكم والتوحد بوجه إعداء العراق، إلا يجيب كل ما تقدم من أحداث على تساؤلاتنا …لماذا تم استهداف ال الحكيم وشهيد المحرب خاصة بعد أيام من سقوط النظام.
هنيئا لك سيدي بما نلت من شهادة، ومازال الطريق الذي سرت به زاخرا بالرجال، بما لديهم من كلماتك وأفكارك التي أنارت طريق الاحرار.
…وللحديث بقية…دمتم.