هزيمة ثقيلة وخسارة فادحة تلقاها النظام الايراني على أثر سقوط نظام الدکتاتور بشار الاسد، ومع کل مساعيه ومحاولاته المختلفة التي بذلها ويبذلها منذ يوم الثامن من ديسمبر عندما تم إعلان سقوط النظام السوري، لکن لايبدو إن النظام قد تمکن من شئ سوى الخيبة والخذلان، ذلك إن النظام السوري ولتأريخه الاسود المشين، فليس هناك من يذکره بخير سوى النظام الايراني.
الشعب السوري وشعوب المنطقة والعالم بل وحتى الشعب الايراني قبل الجميع، قد رحبوا بسقوط هذا النظام القاتل لشعبه، لکن النظام الايراني عموما ومرشده الاعلى علي خامنئي، خصوصا، من ذرفوا ويذرفون الدموع ويتجرعون الحسرات تلو الحسرات على سقوط هذا النظام الدموي.
الاکثر إثارة للدخرية والتهکم، إنه وفي وقت يقوم فيه الشعب السوري عموما والشباب السوري خصوصا بإحتفالات وتغطي الفرحة على وجوههم، فإن خامنئي ومن دون أي خجل وبمنتهى الوقاحة يخاطب الشباب السوري الذي کان بالامس يقف الى جانب الدکتاتور الاسد للقتل والتنکيل بهم، قائلا:” يجب أن يظهر حراك قوي ومشرف في سوريا لمواجهة هؤلاء الحكام الجدد” بل وإنه يتمادى ويکشف عن حقده الدفين على الحکم الحالي في سوريا عندما يضيف:” الشباب السوري لا يملكون ما يخسرونه. جامعاتهم ومدارسهم وبيوتهم وشوارعهم غير آمنة. ماذا يجب أن يفعلوا؟ يجب أن يقفوا بقوة ضد من صمم ونفذ هذا الانعدام للأمان”، ولاندري عن أي أمان يتحدث هذا الرجل وأي خير يريد لسوريا من خلال هکذا دعوة من المٶکد جدا بأنه ليس الشباب السوري وإنما الشعب بأسره سوف يسخرون من هذه الدعوة التي يبدو واضحا بأنها تمجد نظام ذبح شعبه أمام العالم کله بدم بارد.
المرشد الاعلى للنظام الايراني وبعد أن فجع بسقوط حليفه المجرم والذي بسبب منه قد سقط أيضا محوره الذي صرف عليه مئات المليارات من أموال الشعب الايراني، يحاول وبأسلوب بائس أن يفتح بابا من أجل عودة الاوضاع في سوريا على ما کانت عليه في عهد الدکتاتور الاسد، وهو المستحيل بعينه ذلك إن الشعب السوري عموما وشريحة الشباب منه خصوصا، وبعد کل مظاهر الفرح التي ظهرت عليهم وتناقلتها وسائل الاعلام في سائر أرجاء العالم، ليس لديهم سوى اللعنات التي يرسلونها تترى للنظام الدکتاتوري البائد ولحليفه النظام الايراني.
الحقيقة المرة التي يجد خامنئي صعوبة بالغة في تجرعها ويتجرعها رغما عنه، إنه يرى الشعب السوري وهم يحتفلون بسقوط حليف خامنئي الاهم في المنطقة وجسره الاساسي للتواصل مع أذعه العميلة في المنطقة، فإنه ومن خلال هکذا مسعى خائب لنظامه المهزوم يريد أن يمني نفسه ونظامه بشئ من أمل صار مثل تمنيات المفلسين!