إيران ذي الأصول العابدة النيران- سبتة : مصطفى منيغ

التخفِّي وراء الآخرين لا يدُوم ، مهما كان الإغراء بمنافع هامة مسبقاً معلوم ، قد يطول إن هيمن  السِّلم ومع أول نكسة عن الاستمرار يقعد ولا يَقُوم ، قد يكون التخفي بديل دهاء المقتصر عن البقاء حيث يأمر فيطاع صاحبه الجثُوم ، لتصطدم الضربة الموجهة اليه مع غيره مقابل ثمن تضفي على الأخير صفة نِعْمَ الخَدوم ، عن غباء تزكيه الفاقة وتحمسه الرغبة في اكتساب انتساب مُؤَدَّى عنه ولو كانت طبيعة المهمة الموكول القيام بها عن كنهها حصار غامض مكتوم ، التخفي آخر سمات النفاق المغلَّف بالخوف من المواجهة المباشرة يعتمده الراغب في التفوق عن بعد دون عناء الهاجم أو المهجوم ، لا يهم تقديم الأموال بسخاء إذ القضية أكبر إن تحقق بواسطتها المراد وغدا المتخفي بها منتصرا ولو بدا الطرف الظاهر ضحية المتخفي مهزوم .

الجمهورية الإيرانية رائدة التخفي عالميا ناشرة بذلك ما يدخل في كبائر الهموم ، لإقامة هالة كبرياء صنعتها بادعاءات صدقها للأسف الشديد مَنْ حصدتهم آلة الانتقام القاسي وبخاصة داخل لبنان في جنوبه أوكل مساحته على العموم ، لقد توهَّمت هذه الجمهورية الفارسية ذي الأصول العاشقة للنار ، مما جعلتها في غابر الأزمنة آلهة تتعبَّدها ، مقدمة لها القرابين في دور عبادة شيدتها ليستقر داخلها الكهنة العظام كنواب عن تلك الملتهبة يوزعون التخريف والأوهام الشيطانية على فليلي التعقُّل فيصدقون ، إلى أن احترقت تلك الحقبة تاركة وصمة عربدة جنون صامت على جبين هذا الجنس البشري تتجدد لعنة حماقاتها ، كلما برز من يطوِّر رؤى قائمة على ابتكار أحلام من نبع خيال يجود به على معتل عقل مضروب على نشر حرائق تلسع الأبرياء ، واجدا في ذلك ومن معه شعوراً بتقمص العظمة التي تخال بها نفسه المريضة وقد استحقت التقديس والعلو على أعناق الناس مهما كانوا عبر العالم ، وهذا ما جعل الخميني بقليل من الدهاء ومساعدة وحماية المخابرات الفرنسية أن يضفي على قناعاته المقتبسة مما ذُكِر لقب الثورة مؤسسا جماعة تتخفّى خلفها في عاصمته “قم” طالبا منها و ممَّن حوله تصديق قدرتها كثورة غير مسبوقة على تخليص البشرية مما اعتراها  من ظلم وحيف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، ثورة لا علاقة لها البتة بمعتقدات الشيعة بل تتخفى خلف الموالين لإيران الصامتين عما اكتشفوه عنها وتخطيطاتها الضارة بالمجتمعات  مقابل ما يتوصلون به من ميزانيات زد عليها كميات من الأسلحة التي أحيانا ما تفوق حاجياتهم إليها ، وبكونها ثورة قائمة على التخفي والتضحية آخر المطاف بمن تتخفي خلفهم حالما تصل لما تريد الوصول اليه . هناك من الشيعة مَن ابتعدوا عن مثل التخريف وتعلقوا بمصير أوطانهم الأصلية كالحاصل في العراق ، الجاعلين أنفسهم وما يملكون ، رفقة باقي الشعب العراقي وارث الأمجاد ، حفظه الله ورعاه وسدَّد خطاه سداً منيعاً حفاظا على هذا البلد العظيم من طموحات غير مشروعة لثورة وراءها نظام لا يفكر إلا في مصلحة إيران الفارسية وليذهب ما عدا ذلك إلى الجحيم .

 

مصطفى منيغ

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا

سفير السلام العالمي

aladalamm@yahoo.fr

 https://mounirhcom.blogspot.com/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *