اكدت مصادر ان هناك قلق وجودي مسيحي كبير في بلدة معلولا التاريخية بعد حادثة فردية حصلت بين عائلتين مسيحية و مسلمة.. السلاح سُحِب بالكامل من أيدي المسيحيين و بقي بأيدي آخرين.. و تم الاستيلاء على اربع منازل مسيحية و غادر البلدة خلال الأسابيع الماضية حوالي ٨٠ عائلة من أصل ٣٢٥ عائلة..
أشار مصدر كنسي إلى أنّ نظام الأسد و بعد استعادته السيطرة على بلدة معلولا قبل نحو ١٠ سنوات.. منع بعض مسلميها من دخولها بحجة تعاونهم مع جبهة النصرة في عمليات القتل والخطف والتخريب بحقّ المسيحيين وكنائسهم. و بعد سقوط النظام عاد هؤلاء المبعدين و دخلوا البلدة.. ومارس بعضهم ضغوطًا على المسيحيين بحجة أنّهم محسوبين على نظام الاسد و عملوا على تهجيرهم.. مع العلم أنّ فرحة المسيحيين بسقوط النظام تفوق فرحة غيرهم؛ فمعظم شباب البلدة المسيحيين هاجروا بسبب التجنيد الإجباري أو طلب الخدمة الاحتياطية..
التوترات بدأت بتهديدات لخمس عائلات مسيحية بالاستيلاء على أراضيها الزراعية.. وطُلب من بعض المسيحيين الخروج من منازلهم ومن البلدة وإلا سيكون مصيرهم القتل.. وسببُ هذه التهديدات إمّا وجود ثأر قديم أو اتهام بعض المسيحيين بحمل السلاح والانضواء في “الدفاع الوطني”».
تحوّلت التهديدات إلى فعل عندما استُولي على بيت بشار شاهين وعائلته والكافتيريا التي يملكها رغم دفاع بعض المسلمين عنهم.. وبعد وساطة سُمح له بأخذ ممتلكاته من البيت.. كما تعرّض منزلان للاقتحام والسرقة. كذلك، هناك مضايقات واستفزازات من نوع آخر مثل ضرب الرصاص بالقرب من أحد الكهنة وهو يوزّع هدايا الميلاد على أطفال إحدى الروضات، فضلًا عن إبلاغ مسيحيين أحد الكهنة بتعرّضهم للبصق..
الحادثة الكبرى التي فجرت الأوضاع وقعت فجر يوم ٢٦ كانون الأول.. وتمثلت في اقتحام عبد السلام دياب ووالده مزرعة غسان زخم بهدف سرقتها، وأسفرت عن مقتل عبد السلام. لكن للأسف صُوِّرت على أنّها قضية دينية وأنّ المسيحيين يريدون التعدي على المسلمين وقتلهم، مع العلم أنّها قضية فرديّة بحتة..
و في شهادة للمصدر الكنسي عن هذه الحادثة أكد: «في فجر ٢٦ كانون الأول أشارت كاميرات المراقبة في مزرعة غسان زخم إلى وجود ملثمين أقدموا على كسر قفل باب المزرعة. فتوجّه غسان وابنه سركيس إلى المكان على الفور، وطلبا من أعضاء اللجان الأمنية مرافقتهما لكنّهم لم يأتوا رغم وعدهم بالحضور..
وأكّد المصدر أنّه و بعد وصول أصحاب المزرعة إلى الموقع، وقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين أسفر عن مقتل الشخص المعتدي على الأرض (عبد السلام). وقد سلّم غسان نفسه إلى الأب فادي البركيل، ليسلّمه بدوره إلى الجهات المختصة في دمشق منعًا لإثارة أيّ فتنة لا تحمد عقباها.