أمن وأعتقد بمشروعه بصدق، وكان قوياً وصارما في تبنيه، فقد كان مشروعه مواجهة نظام صدام الطاغية، وكان مستعداً لكل التضحيات في سبيل مشروعه.. لقد امتلك رؤية واضحة في هذه المواجهة، والذي يعرف طبيعته درجة قسوته، ويعرف بانه سيفتك بأبناء الشعب العراقي والاسر العلمية، وبكل من يواجهه او يقف ضد مخططاته الملعونة، وبالرغم من كل هذه المعطيات التي يملكها والمتأكد منها، الا أنه كان مصمما على تحقيق الهدف الذي ثار من أجله.
كان هذا لأنه أمتاز بخصلة الشجاعة في اتخاذ القرار، التي هي الاساس التي تقوم عليه كل نهضة لمواجهة الظلم والطغيان، وقاعدة لكل مصلح و انطلاقته، واساس تحرك شهيد المحراب نابع من فهمه الحقيقي و الواقعي، لنهضة وثورة الحسين، التي أستمد منها كل مفاهيمه ومعطياته منها، لذلك كان يمارس ويعيش هذه القضية عمليا، من خلال قراءة المقتل في الخطابات وبحوثه وفي تأليفاته.
سبب تمسك شهيد المحراب، بالمرجعية والثورة الحسينية وشعائرها، هو تحول هذا العالم الجليل من عنصر إلى قوة فاعلة، تستطيع أن تواجه النظام الصدامي، مهما كان قاسيا وظالما، لان معارضته كانت بناءه وليست تخريبية، وهذا ما اكد عليه في بداية معارضته، فميز بين مصلحة النظام ومصلحة الشعب العراقي، فكان يستهدف مصلحة النظام وما يضعفه، اما المصلحة العامة فقد كانت عنده خطا احمر، وكان يوصي المجاهدين بعدم المساس بمصلحة الشعب، والادلة على ذلك كثيرة حيث انه لم يستهدف، في كل العمليات الجهادية ضد النظام الصدامي، أنابيب النفط أو منشأة حيوية تمس حياة المواطن، التي كان لها صفة النفع العام، على الرغم من أنها قريبة من مواقع تواجد المجاهدين أو ساحة عملياتهم، بل كان يستهدف رأس النظام، وذلك لأنه كان يلتزم بالضوابط وثوابت الشرعية بدقة.