صدمات لن يصحو منها النظام الايراني – منى سالم الجبوري

 

يمکن وصف العام 2024، بأنه من أسوأ الاعوام التي مرت على النظام الايراني، إذ شهد أحداثا وتطورات ومستجدات لم يك يتوقع حدوثها في يوم من الايام، والذي يضاعف من مشاعر الخوف والقلق لدى طهران، إنها جرت في الأشهر القليلة التي سبقت عودة الرئيس الامريکي ترامب الى البيت الابيض بل والانکى من ذلك إن الحليف الابرز للنظام الايراني ونعني به بشار الاسد، قد سقط على مسافة أسابيع قليلة من جلوس مباشرة ترامب لمهامه الرسمية.

عند الحديث عن الاوضاع في إيران فإن الملاحظة المهمة التي يجب أخذها دائما بنظر الاعتبار والاهمية، هي إن هذا النظام إعتبر نفسه دائما قوة تتجاوز حدود المنطقة وإنه أمر واقع ويجب التصرف والتعامل معه على هذا الاساس، لکن الذي حدث في غزة ولبنان وسوريا، قد أخل بهذه الملاحظة التي کانت على الاقل مفهومة ومقبولة الى حد ما في المنطقة وبعض بلدان العالم.

عام 2024، الذي مر بصورة رتيبة وثقيلة جدا على النظام الايراني وقد أرهقه کثيرا الاحداث الصادمة التي کانت تنزل على رأسه کالکوابيس والصدمات التي لا صحوة منها، يجب أيضا ملاحظة إن النظام الايراني قد بذل جهودا”إنبطاحية” نوعية من أجل الحيلولة دونها إذ شهد العام الماضي أکثر تحرکات سياسية للنظام على صعيد المنطقة والعالم في سبيل تدارك تسارع الاحداث بإتجاهات لا تتفق مع توجهات طهران.

لکن من المهم هنا أن لا ننسى ثمة تطور مهم على صعيد الاوضاع الداخلية الايرانية کان له أبرز الاثر في الاحداث والتطورات الحالية، إذ أن احتجاجات عام 2022، التي إستمرت لأشهر وجعلت المنطقة والعالم يحبسون أنفاسهم بإنتظار نتائجها، فإن النظام الذي أصيب بصدمة کبيرة من جراء ذلك لجأ الى الانفتاح الاقليمي من جهة والى المشارکة في هجمة 7 أکتوبر والسعي من أجل توظيفها لصالح تخفيف الضغط الداخلي عليه وعدم السماح بحدوث إحتجاجات أخرى، لکن التکتيکات التي إستخدمها من حيث المشارکة النسبية له ولوکلائه في المنطقة في حرب غزة، تداعت عليه وعلى وکلائه بصورة بالغة السلبية وبالاخص بعد أن تم الاجهاز على حزب الله بصورة شبه کاملة وهو الامر الذي قاد الى سقوط الدکتاتور الاسد، ومن دون شك فإن الشعب الايراني ليس بذلك الشعب الساذج الذي لا يدرك ولا يعي أهمية هذين الحدثين وتأثيرهما الکبير على النظام، مثلما إن الاخير يدرك أيضا التأثير المعنوي لهذين الحدثين على الشعب الايراني والمعارضة الايرانية النشيطة.

في ضوء کل ما قد أسلفنا ذکره، فإن النظام الايراني الذي يعاني من صدمات لن يصحو منها، فإنه يعلم جيدا بأن الصدمة الکبرى التي يجب عليها الحذر منها، هي الاحتجاجات الشعبية المنتظر‌ة والتي يمکن وبموجب معظم المٶشرات أن تندلع في العام 2025.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *