أحداث المقابر الجماعية : بمتابعة الإعلامي المتميز فؤاد طه

الساعة 6.05 حسب توقيت موقع مقابر تل
 شيخية الجماعية ببادية السماوة
رئيس فريق المقابر الجماعية: اول حالة لفتت انظاري كانت لتوأمين يلبسون نفس الملابس
رئيس فريف المقار الجماعية: اثر مشهد الام و ولدها كثيرا على اعضاء الفريق
فؤاد عثمان/ صحفي و ناشط في محال البادة الجماعية
كنت استمع كثيرا الى الاقاويل تتحدث عن عمل فريق المقابر الجماعية العاملة في مواقع المقابر الجماعية وينتقدون عملهم، خاصة بين الناشطين و المنظمات العاملة في هذا المجال ويقولون ان الفريق يستخدم الات و ادوات لا تليق بمكانة الشهداء المؤنفلين،
ان فريف المقابر الجماعية مكون من جهات متعدده منها دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء و معهد الطب العدلي الاتحادي و icmp يعمل الفريق وفق قانون حماية المقابر الجماعية رقم 5 لسنة 2006 المعدل و تشرف على عمل الفريق دائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء.
كنت اناقش مسألة عمل الفريق مع زملائي من الناشطين في هذا المجال و اشرح لهم دوما بان الفريق يعمل في ظروف صعبة و تحت تأثير الجانب النفسي وهم يرون حالات تشقهر لها الابدان و عملهم موضع استحسان وثناء لانهم يعملون بتفاني و اخلاص، لكن كما يقول المثل (الذي ليس في ساحة الوغى فان سيفه بتار) كثيرا ما استمع الى انتقادات للفريق و تشهير في بعض الاحيان، وبهدف اثبات ما اراه و اؤكده دائما، تسنى لي زيارة عمل الفريق في الموقع الثاني لمقبرة تل الشيخية ببادية السماوة  حيث يعمل الفريق بدعم و مساندة سيدة العراق الاولى ( شاناز ابراهيم احمد ) التي وكلت مهمة المتابعة للسيدة بروين محمد نوري التي عملت فترة ليس بقليله كمشرفة على ملف المقابر الجماعية في وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين والان كلفت بهذه المهمة من قبل رئاسة الجمهورية.
يعمل الفريق منذ اكثر من 20 يوما في الموقع الثاني لمقابر تل الشيخية و تم رفع اكثرمن 50 رفاة جميعها من النساء والاطفال المؤنفلين ولازالت هناك كثير من الضحايا يعمل الفريق لرفعها والعمل مستمر يعتقد رئيس الفريق ان الاعداد تفوق 150 ضحية لكن لا يتم تحديد عدد الضحايا الا بعد رفع جميع الرفاة و اعادة تشكيل اجزاءها في الطب العدلي
يعمل الفريف حاليا في الموقع الثاني لمقابر تل الشيخية الجماعية من بين ثلاث مقابر تم العثور عليها في الفترة السابقة و تم فتح الاولى منها سنة 2019 و تم رفع 172 رفاة و تم اعادتها الى احضان كوردستان و مثواهم الاخير في نصب جمجمال للانفال.
كان لي موعد مع الفريق وذلك لمرافقتهم لزيارة المقبرة، في صبيحة يوم 6 من كانون الاول 2025 قبل بزوغ الشمس تجمع اعضاء الفريق و جمع عدتهم للتحرك نحو تل الشيخية ببادية السماوة التي تبعد عن مركز محافظة المثنى 82 كيلومتر الواقع على طريق المثنى و قضاء السلمان، والمقبرة تبعد عن الطريق الرئيسي حوال 7 الى 8 كيلومترا،
مع ان الطقس كان باردا في بادية السماوة الا ان افراد الفريق باشروا عملهم فور وصولهم الى الموقع بدأ برفع الغطاء المشمع الذي وضعوه على المقبرة لحمايتها، تتراوع ابعاد المقبرة بعرض 4 امتار و طول حوالي 14 متر وعمق 50 ستمر
تم رفع حتى الان اكثر من 50 رفاة من المقبرة والعمل جاري على قدم و ساق لاكمال رفع جميع الضحايا، ما رأيته مشهد مبكي و محزن لدرجة لايمكن وصفها بلسان وحتى العقل عاجز عن التعبير عن هذا المشهد الذي تشقعر له الابدان.
سالت رئيس الفريق السيد ضرغام كامل عبدالكريم ما شعوركم بالمشهد اجابني قائلا: عمل الفريق مع انه عمل وظيفي لكن له طابع انساني بالاضافة الى اننا نرى حالات لا يراه احد في هذ المقبرة المشهد غير طبيعي وموضع اهتمام خاصة  في هذه المقبرة اكثر ية  الضحايا او كلهم  من النساء والااطفال وهو مؤلم و محزن و مبكي لاعضاء الفريق، كثيرا ما نرى ان عضو من اعضاء الفريق يقف على مشهد يبكي من شدة تأثره و تحرك مشاعره تجاه هذه الجريمة التي ارتكبها النظام المباد
وعن الحالة التي لا تفارق ذاكرته خلال عمله في المقبرة قال رئيس الفريق، اول حالة التي تم رفعها كان لأم تحتضن ابنها الصغير حيث اثر هذا المشهد كثيرا علي و على اعضاء الفريق حيث لم يتمكن احد من ايقاف دموعه عند رؤية هذا المشهد، بالاضافة الى ان جثامين الاطفال كان كثيرا في المقبرة مما اثر علينا.
كما وتم رفع جثمان توأمين في المقبرة بحيث انهما كانا يلبسان نفس الملابس كما هو متعارف عليه حينها حيث تلبس العوائل التوائم نفس اللون و نوعية الملابس وكان هذا المشهد ايضا مؤثرا و مؤلما لنا نحن اعضاء الفريق
وعن الصعوبات التي تواجه اعضاء الفريق خلال عملهم قال: ثمة كثير من الصعوبات تبطئ عمل الفريق في مقدمتها الطقس البارد و الامطار خاصة في هذا الوقت من السنة حيث ان الجو بارد و ممطر في بادية السماوة، بعد الموقع حيث يبعد الموقع عن مدينة السماوة اكثر من 87 كيلومتر وهذا ياخذ من وقتنا كثيرا حيث نحتاج الى اكثر من ساعة للوصول الى موقع المقبرة، بالاضافة الى ان تراكم الضحايا على بعض حيث قد نرفع ضحية ونرى تحتها اكثر من ضحيه.
وعن توقعاته عن عدد الضحايا قال ضرغام كامل : تم حتى الان رفع اكثر من 50 رفاة في ربع الموقع، لكننا لن نتمكن من تحديد العدد النهائي للضحايا الا بعد رفع جميع الضحايا و تشكيل اجزاء الرفاة في الطب العدلي.
صارحت رئيس الفريق الى ان عمل الفريق يواجه انتقادات من قبل ذوي المؤنفلين وحتى الناشطين في مجال الابادة الجماعية ويقال ان الادوات و الالات التي يستخدمها الفريق لا تليق بضحايا الانفال فقال: كما يقال من لم يكن في الوغى فان سيفه بتار، اولا يتم متابعة عمل الفريق من قبل المنظمة الدولية الخاصة بالمفقودين icmp المختصة في هذا المجال عليه فان الادوات المستخدمة تتماشى مع المقايس الدولية، وان الادوات المستخدمة كما ترونه ادوات مستخدمة خلال فتح المقابر، كل ادواتها عبارة عن فرشات و مجرافة و جمجة وكل ما يأمن سلامة افراد الفريق من قفازات و لباس خاص بالاضافة الى غربال لغربلة التراب بغية عدم فقد اي  عضو من اعضاء الضحية
وعن حالات الضحايا قال: اغلبية الحالات معصوبي الاعين خاصة النساء البالغات وتم استخدام قماش او جفية ، تظهر على اجساد الضحايا وخاصة الرأس موضع الطلقة النارية وهناك احتمالات دفن بعض منهم احياء خاصة الاطفال لاننا نرى ان عدد منهم لم يصب بالطلقات مما يزيد احتمالات دفن البعض منهم احياء
خلال تواجدي في الموقع التمست ان اعضاء الفريق يعملون بتفاني و اخلاص  لأداء دورهم الوظيفي والانساني في نفس الوقت مما دفعني ان اشكرهم لهذا العمل كناشط و صحفي و اثمن جهودهم هذه واقول لهم وفقكم الله لخدمة هذا
العمل الانساني
متابعة الإعلامي المتميز

فؤاد طه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *