العراق بين المواقد المشتعلة – عبد الخالق الفلاح 

يشهد العراق هذه الايام حراك سياسي و أمني و اقتصادي، واجتماعي في الداخل والتحرك نحو دول الجوار مما يعكس العمل من أجل  الدفع بالخطر عنه والمنطقة بشكل فعلي من صياغة شرق أوسط جديد كما هو يخطط له من قبل الامبريالية .و تصاعدت المواقد المشتعلة من حوله والأقاويل حول الخطر على امنه من جهات لاتريد له الخير والاستقرار و كما يتحدث عنها المتاجرون “بالاعلام “ما يعني الاحساس بالمسؤولية ولا يعني غياب الخطر تمامًا عنه ويبدو أن هناك توجهًا لإصلاح المنظومة الامنية  والنظام من الداخل مع العمل على تقليل الآثار الاجتماعية الناجمة عن ذلك إلى أدنى حد ممكن اذا حدث لا سامح الله ما كان يعني خطرا على الوطن.

لاشك من ان منطقة الشرق الأوسط تعاني  بالاساس من تداعيات مختلفة  مقلقة مصدر لعدم الاطمئنان  وتهديد دائم للسلم والأمن الدوليين ويمكن تلمُّس هواجس الخوف المتصاعدة إزاء التطورات  الأخيرة في سوريا ووصول المجموعات  التي عرفت بالارهابية خلال السنوات الاخيرة  للسيطرة على زمام الامور بدعم خارجي معروف و سبقتها الحرب الإسرائيلية الظالمة على غزة، والتجاوز على لبنان سوريا واحتلال اراضي جديدة في هذين البلدين  لتؤكد أنه لا سلام ولا استقرار في هذه المنطقة التاريخية التي تمثل  قلب العالم من دون وضع حلول جذرية وعادل للقضية الفلسطينية؛ ولقد أثبتت الحرب الإسرائيلية على غزة، وبشكل لا يقبل الشك، أن بقاء القضية الفلسطينية معلّقة والسكوت على الاعتداءات الاسرائيلية ، واستمرار مظلومية الشعب الفلسطيني، ومحاولة تصفية القضية بالمراهنة على عامل الوقت، أمر محكوم بالفشل، بل سيبقى الكيان الصهيوني يشكل تهديداً دائماً للسلم والأمن الدوليين، كما أن هذه الحرب وتداعياتها تؤكد أن الوقت لضمان للعمل من اجل الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية عبر تأسيس دولة فلسطينية مستقلة يعيش عليه شعبه ، وإنهاء معاناة شعب صبر لعقود طويلة ليس ببعيد عن الممكن اذا ما اريد له.

 ان الواضح للتذبذب في العلاقات بين تركيا وروسيا بسبب التعامل مع الأزمة الروسية الأوكرانية من جانب الرئيس التركي  اردوغان، يمثل ملفاً مميزاً اخر وقد يكون حاداً وخطرا اذا استمر على حاله دون التفاهم من اجل انهاء هذه المشكلة سياسياً، وكذلك مع إيران، لكن بصورة أقل ، بعد ان دخلت العلاقات معهما منعطفاً حاداً بسبب التطورات الأخيرة التي أطاحت بحكم بشار الأسد في سوريا، فضلاً عن عدم الرضا من جانب روسيا عن نهج تركيا وتبقى تاثير هذه  الاحداث والتطورات على بلد مثل العراق اكبر بعد ان عانى لعقود طويلة من الحروب والصراعات والإرهاب، ويسعى للنهوض وتجاوز مآسي الماضي لكي يكون  مستعداً لتبوؤ مكانه الطبيعي والمحوري فيه، حيث إن التحوّلات الإقليمية والدولية المتسارعة التي شهدتها المنطقة  خلال عامي  2023 و2024 وما ستليها من تطورات مقبلة في العام الجديد  2025 تمثل اختباراً حقيقياً للعراق، ولذا فان  هذه التداعيات الإقليمية المحتملة تُشكل عوامل ضغط قد تعوق الاستقرار في هذا البلد اذا عجز عن التصدي لها  و الضرورة للانطلاق الى توسيع الاعمال الامنية المشتركة في التعاون مع دول الجوار التي تحافظ  على البلد من التجاوز على حدوده وتحكيمه والدعم الداخلي بمشاريع اقتصادية تنموية  لتثبيت مكانة العراق في المنطقة وتطوير العلاقات مع دول الجوار والتحرك من اجل بيان ومناقشة المخاطر ووضع الحلول للمواجهة بشكل مشترك   .

 عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *