خلال ال45 عاما المنصرمة، واجه النظام الايراني الکثير من الاخطار والتحديات والتهديدات المحدقة به، لکن أي منها لم تکن کما کانت منظمة مجاهدي خلق بالنسبة له، إذ کانت ولازالت هذه المنظمة تشکل أکبر تهديد محدق به کما کانت أيضا بالنسبة لنظام الشاه.
أکثر ما يضايق النظام ويجعله يشعر بحالة من من الخوف والرعب من من مجاهدي خلق، هو إنها معارضة وطنية من نوع يتميز بخصوصية لا مثيل لها، إذ أنها ليس من النوع الذي يلتزم أو يتمسك بنمط أو نوع أو أسلوب محدد في عملية الصراع والمواجهة ضد النظام الايراني، بل إنها کانت ولازالت تجد أساليب وطرق جديدة في مواجهة النظام سواءا في داخل أو في خارج إيران، ولذلك فقد کانت على الدوام تشکل هاجس رعب مستمر لا نهاية له إلا بإسقاط النظام کما تعلن عن ذلك المطلب جهارا.
وعلى أثر إنتفاضة 28 ديسمبر2017، التي أصابت النظام بحالة من الخوف الشديد إضطر بسبب منها الولي الفقيه خامنئي الى الاختفاء لمدة أسبوعين تقريبا ثم خرج الى العلن متهما مجاهدي خلق بإثارة الانتفاضة وقيادتها، فقد قامت المنظمة بتشکيل وحدات الانتفاضة التي إلتزمت بنهج مقارعة ومواجهة للنظام على صعيدين، الاول صعيد تعبوي ـ تثقيفي من أجل إعداد الشعب سياسيا وفکريا من أجل مواجهة النظام من خلال کشف وفضح جرائمه وفساده ولافائدة ترجى منه سوى بإسقاطه، أما الصعيد الثاني فهو صعيد مقارعة ثورية من خلال نشاطات ثورية بالهجوم على مراکزه ومقراته الامنية وغيرها.
النظام الايراني ولأسباب مختلفة أبرزها التخوف من إستفحال دور وتأثير هذه الوحدات وتوسعها بصورة مضطردة، فإنه إلتزم الصمت تجاهها وسعى من أجل التعتيم عليها ولکن نشاطاتها الثورية المتواصلة أجبرته أخيرا على الاعتراف بها وحتى على الکشف عن إعتقال ومحاکمة عناصر منتمية لها، خصوصا وإن هذه الوحدات قد لعبت دورا مميزا في إنتفاضتي 2019 و2022، مما أثار الذعر أکثر فأکثر منها.
في الأسابيع الأخيرة، كرر خطباء الجمعة الذين يتم تعيينهم من قبل خامنئي أو من ينوب عنه، التأكيد على خوفهم من توسع نشاط وحدات الانتفاضة ونفوذ مجاهدي خلق الإيرانية بين شباب إيران. في أحد الأمثلة، أشار إمام جمعة رشت إلى القلق من توجه بعض الأفراد نحو مجاهدي خلق وحاول تشويه الحقائق لإثناء الجمهور عن الانضمام إلى هذه الحركة الشعبية.
اليوم، وبعد الاحداث والتطورات الاخيرة التي نجمت عن تضعضع جبهة النظام المشبوهة في المنطقة ولاسيما بعد سقوط حليفه الدکتاتور بشار الاسد، فإن خوف وهلع النظام من دور ونشاطات هذه الوحدات يتزايد ومن دون شك فإنها لن تکف عن عن ذلك إلا بإسقاط النظام وإن العوامل والاسباب مهيئة لذلك على أفضل مايکون.