الإنحطاط الأخلاقي- كامل سلمان

مجرد حرائق بسيطة التهمت نيرانها بعض المنازل راح ضحيتها عدد من الأبرياء لا يتجاوز عددهم تعداد الأصابع في اليد في مدينة صغيرة من ولاية كاليفورنيا الأمريكية ، هؤلاء الضحايا البسطاء منهم المسلم ومنهم المسيحي ومنهم الهندوسي وغيرهم ، يخرج إلينا عشرات الألاف ممن يدعون بإنهم أمة لا إله إلا الله على وسائل التواصل الإجتماعي ليشمتوا ويرفعوا اياديهم بالدعاء والشكر إلى الله على هذا الأنتقام الرباني مع العلم كان هناك مسجد إسلامي وأكثر من كنيسة للمسيحيين التهمتها النيران ، وهي حادثة تحصل في أي مكان في العالم حالها حال الكوارث الطبيعية ولكن الملفت للنظر عندما يحصل هذا الشيء في بلداننا الإسلامية يسارع هؤلاء الذين يشمتون بهم يسارعون إلى إرسال الأدوية ومواد الإغاثة والتبرعات المالية والعينية لضحايا الكوارث ولو أن كوارثنا الحمد لله ليست كوارث طبيعية بل كوارث أخلاقية عندما ينزح الناس من ديارهم ليناموا في العراء خوفاً من الاعتداءات والإنتقام من أخوانهم في الدين هذه كارثة أخلاقية ، عندما يقتل بعضنا بعضاً لأجل المعتقد أو لاجل الكرسي هذه كارثة أخلاقية ، عندما يسرق أمناء دولنا أموال شعوبهم ويفسدون في الأرض ويتركون الناس تتقاتل على النفايات لسد حاجة البطون ، عندما يزج الحاكم بعشرات الالوف من الشباب الأبرياء في السجون لمجرد كلمة نطقوها ، عندما يستخدم الحاكم السلاح الكيمياوي ضد شعبه ، هذه الكوارث كلها اخلاقية فاقدة للإنسانية صنعتها ايادينا الملوثة ، لا نجد عند الشعوب والأمم الأخرى شماتة بنا بل تخرج جموع الناس عندهم إلى الشوارع تهتف بالدفاع عن الضحايا ، أما نحن فنشمت بالضحايا ، يالها من أخلاق منحطة وياله من سقوط أخلاقي مريب . يفرحون بما يصيب الأبرياء منهم وبنفس الوقت يهاجرون بالملايين إليهم متوسلين طالبين اللجوء الإنساني والرحمة . أية أخلاق وأي دين تربى هؤلاء الشامتون عليها .. يبدو أن مصائبنا التي هي وليدة عقولنا المتحجرة مفصلة بمقياس أخلاقنا ، فنحن شعوب مريضة ولا تدري بإنها مريضة . فهل سينشأ أجيالنا على نفس هذه الأخلاق وبنفس العقلية ؟ ساعدهم الله

kamil.salman@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *