المنظمة الآثورية الديمقراطية: ضرورة التوافق على لامركزية تحقق التنمية والتمثيل السياسي

رووداو ديجيتال

أكد مسؤول المنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا، غابرييل موشي، أن المنظمة تدعو إلى حوار وطني شامل بين كافة القوى السياسية والقومية في البلاد، مشدداً على ضرورة الاعتراف دستورياً بالحقوق القومية للسريان الآشوريين، وضمان شراكة حقيقية بين جميع مكونات الشعب السوري، كما أشار إلى أهمية الانتقال إلى نظام ديمقراطي حديث ولا مركزي يحقق العدالة والمساواة.

وقال غابرييل موشي، لشبكة رووداو الإعلامية إن المنظمة تشارك بصفتها منظمة آثورية ديمقراطية وليس كوفد مسيحي، مشيراً إلى أن وفدها لم يجتمع مع الإدارة السورية الجديدة حتى الآن.

وأوضح أن ما جرى هو مشاركة أحد أعضاء المنظمة ضمن وفد من الجالية السورية في الولايات المتحدة، والذي التقى مع الإدارة الجديدة، لكن كمنظمة آثورية ديمقراطية لم تعقد أي لقاء رسمي مع الإدارة حتى الآن.

وشدد موشي على أهمية الحوار بين جميع القوى في سوريا في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن تركيز الإدارة الجديدة ينصب حالياً على الاجتماعات مع البعثات الدبلوماسية وممثلي الدول الخارجية والسوريين في الخارج، في حين لم تُبدِ اهتماماً كافياً بالاجتماع مع القوى السورية في الداخل. وأكد أن الحوار بين المكونات السياسية والقومية ضروري لتبادل الأفكار حول المرحلة الانتقالية وإرساء أسس سليمة تؤدي إلى تحقيق تطلعات السوريين.

وأشار إلى سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها المنظمة ضمن هيئة التفاوض والائتلاف مع البعثة الأممية بقيادة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غير بيدرسون، بالإضافة إلى لقاءات مع وفد من البرلمان الأوروبي والبعثة الدنماركية، فضلاً عن لقاء إيجابي مع السفير القطري في دمشق.

وأكد على ضرورة الاعتراف دستورياً بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين وضمان كافة حقوقهم، بما في ذلك اعتبار اللغة السريانية لغة وطنية ورسمية إلى جانب العربية والكوردية في المناطق التي يتمتعون فيها بكثافة سكانية. كما دعا إلى قيام دولة ديمقراطية علمانية لا مركزية تقوم على العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية، بما يحقق الشراكة الكاملة بين مكونات الشعب السوري من عرب وكورد وسريان آشوريين وتركمان وغيرهم.

وطالب موشي بدعم أممي وعربي لمساعدة سوريا على الانتقال إلى نظام ديمقراطي حديث، في ظل الدمار الهائل وتدهور الخدمات الأساسية في البلاد. كما شدد على أهمية تنفيذ القرار الأممي 2254، الذي يتضمن صياغة دستور جديد بمشاركة كافة المكونات وإجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة تحت إشراف دولي.

وفيما يخص شكل الدولة المستقبلية، أبدى انفتاحه على جميع أشكال اللامركزية، بما في ذلك الفيدرالية، مؤكداً أن الأولوية هي التوصل إلى توافق سوري حول حدود ونطاق اللامركزية بما يحقق التمثيل السياسي والتنمية المستدامة لجميع المناطق. مشيراً إلى أن النزعات نحو اللامركزية زادت نتيجة معاناة السوريين من المركزية المفرطة التي فرضها النظام السابق.

وأعرب عن قلقه من الانتهاكات التي طالت المسيحيين وغيرهم من المكونات السورية، خصوصاً خلال فترة الأعياد، لكنه أكد تراجع هذه الانتهاكات وأعرب عن أمله في توقفها نهائياً وعدم تحولها إلى أسلوب ممنهج من قبل أي أطراف متشددة.

وفيما يتعلق بالحوار الكوردي-الكوردي، أشار موشي إلى أن المنظمة بادرت منذ سنوات إلى إطلاق حوارات وتفاهمات بين المنظمة الآثورية الديمقراطية وحزب الاتحاد السرياني، ونجحت في تشكيل لجنة تنسيق للأحزاب السريانية الآشورية الموجودة في سوريا، فضلاً عن توقيع بيان مشترك بعد سقوط النظام، يتضمن رؤية موحدة لسوريا المستقبل.

واختتم موشي بدعوة كافة المكونات المجتمعية، خاصة الكورد، إلى تعزيز الحوار وتوحيد الصفوف بما يسهم في استقرار سوريا وبناء مستقبلها على أسس الشراكة والعدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *